ختام ناجح لورشة لغة الإشارة ببرنامج شبابي بمسقط

مزاج الأربعاء ١٠/أغسطس/٢٠١٦ ٢٣:٢٥ م
ختام ناجح لورشة لغة الإشارة ببرنامج شبابي بمسقط

مسقط / ش

اختتمت مساء أمس ( الأربعاء ) فعاليات ورشة تعلم لغة الإشارة، التي أشرف على إقامتها برنامج شبابي بمحافظة مسقط، وذلك خلال الفترة من 7 و حتى 9 أغسطس الجاري، بالنادي الثقافي، وسجلت الورشة إقبالا منقطع النظير من حيث عدد المشاركين حيث تجاوز عدد المشاركين بالورشة أكثر من مائة مشارك ومشاركة، وجاءت إقامة هذه الورشة المجانية بعد النجاح الكبير الذي حققته في نسخها الماضية، و باتت ورشة لغة الاشارة إحدى أبرز المناشط الصيفية الرئيسية ضمن أجندة برنامج شبابي في كل عام نظير الإقبال الكبير الذي تحظى به الورشة.
وأشرفت على تقديم الورشة المحاضرة أصيلة بنت صالح المعشرية، المتخصصة في لغة الإشارة، و تم في ختام الورشة منح كافة المشاركين شهادات مشاركة، و شارك في الورشة عددا من شباب الأندية و عضوات جميعات المرأة العمانية بمسقط وطلبة الكليات والجامعات بالإضافة إلى المهتمين بتعلم لغة الإشارة، وتعرف المشاركون في البرنامج على العديد من الجوانب في هذه اللغة ومنها أبرز الأساسيات لهذه اللغة إضافة إلى تعلم الأرقام والحروف وأسماء الدول والولايات بالسلطنة وبعض أمور الدين، وكذلك تعلم المشاركين الإشارات الضرورية حتى يكون الإنسان على اتصال جيد مع الشخص الذي لا يسمع و لا يتكلم، وتميزت الورشة بأنها أتت في إطار المسؤولية الاجتماعية لتوعية كافة الأفراد بأهمية تعلم هذه اللغة حتى يتمكنوا من التفاعل مع فئة ذوي الإعاقة السمعية وتقديم كافة الخدمات ومساعدتهم ومعرفة ما يريدوه وهذا يتطلب أن يكون الشخص على دراية بلغة الإشارة، إضافة إلى أن فئة ذوي الإعاقة السمعية من المجتمع بحاجة إلى تعلم الشخص السليم لهذه اللغة كونه سيكون بالقرب منهم و هم جزء لا يتجزأ من المجتمع.

استفادة كبيرة
وقالت وردة بنت سيف المقبالية، إحدى المشاركات بالورشة: " استفدت كثيرا من خلال مشاركتي في هذه الورشة حيث أشارك للمرة الأولى، و خرجت بمجموعة مهارات جيدة في تعلم لغة الإشارة، وحرصت على المشاركة في هذه الدورة انطلاقا من مبدأ تعلم فنون لغة الإشارة حيث من الممكن أن يصادفك في يوم من الأيام أن تكون بحاجة إلى الحديث مع شخص أبكم أو غير قادر على السمع، لذا فإن معرفتك بأساسيات هذه اللغة ستكون في غاية الأهمية و مفيدة أيضا ".
وتقدمت المقبالية برسالة شكر و تقدير إلى وزارة الشؤون الرياضية ممثلة ببرنامج شبابي لإقامتها هذه الورشة الهامة، مشيرة إلى أنها تحرص دائما على المشاركة في مثل هذه الورش التي تعود عليهابالفائدة، و قالت المقبالية بأن تعلم لغة الاشارة سيمكن الشخص من القيام بدور محوري في المجتمع، خصوصا إذا ما عرفنا أن نسبة الصم و البكم في عمان هي ليست بنسبة بسيطة، لذا فإنه من الواجب علينا أن نتقن هذه اللغة حتى نكون قريبين من احتياجات هذه الفئة، متمنية بأن تواصل الوزارة في استمرارية الأنشطة الشبابية الصيفية لما تشكله من فائدة كبيرة.

تعلم الأساسيات
و قال صديق بن أمين البلوشي، أحد المشاركين بالورشة: " تتطلب مهام عملي مقابلة العديد من الأشخاص من مختلف الفئات، و منهم فئة الصم و البكم، و من هنا أدركت بأنه لابد من تعلم أبرز المهارات الأساسية للغة الإشارة و بعد أن سمعت بهذا الإعلان لهذا البرنامج سارعت في الاشراك في البرنامج "، و شكر البلوشي إدارة برنامج شبابي على تنظيمها لهذه الورشة مشيرا إلى أن مثل هذه البرامج و الأنشطة الهادفة تعمل على فتح آفاق جيدة في نمو التحصيل المعرفي والعلمي للشباب وقضاء أوقات فراغهم في الفترة الصيفية بشي مفيد، و أردف البلوشي قائلا: " بالرغم من مواجهة بعض الصعوبات في بداية الورشة إلا أنني استفدت كثيرا منها حيث أرى بأن هذه الفئة بحاجة إلى اهتمام أكبر و معرفتنا بلغة الإشارة سيسهل كثيرا من حياتهم.
مشيرا إلى أن من أبرز الصعوبات التي واجهته بالدورة هي الحركات المختلفة في لغة الإشارة التي قد تحتاج إلى وقت أطول لفهمها، لافتا إلى أنه لابد من تعلم الإشارات الضرورية حتى يكون الإنسان على اتصال جيد مع الشخص الذي لا يسمع و لا يتكلم، و أكد صديق البلوشي على أنه تعلم العديد من الأمور في هذه الورشة و منها أحرف الإشارة للقيام بأمور الدين و الصلاة وبقية أركان الإسلام، إضافة إلى تعلمنا للأرقام والحروف وأسماء الدول و ولايات السلطنة، موضحا في الوقت ذاته بأن الإنسان يكون بحاجة إلى ممارسة دائمة للغة الإشارة حتى تترسخ في ذاكرته داعيا كافة الشباب إلى المبادرة والاسراع في المشاركة في مثل هذه المحاضرات والورش لما لها من فائدة كبيرة.

القاموس العربي
قالت سالمة بنت علي الحكمانية، مشاركة: " حرصت على المشاركة في هذه الورشة كوني مدرسة تربية خاصة وقريبة جدا من هذا المجال، وشكلت مشاركتي في الورشة إضافة جيدة لي على المستوى الشخصي؛ لتطوير مهاراتي في لغة الاشارة،"، وأضافت الحكمانية: " هناك العديد من الإشارات المختلفة التي يستخدمها فئة ذوي الاعاقة السمعية، فهناك القاموس العماني والقاموس العربي، ويحرص العديد من المهتمين في هذا الجانب على دراسة القاموس العربي الذي يعد هو الرسمي و يدرس في مختف المناهج الدراسية، كما أنه يسهل من آلية تواصل العمانيين عندما يسافرون في الخارج ويتواصلوا مع أقرانهم في الدول العربية.
و أضافت الحكمانية قائلة: إن اتقانك للغة الإشارة يعد إضافة جيدة للشخص، حيث أذكر أنني قمت بمساعدة أحد الاشخاص من ذوي الإعاقة السمعية في أحد المطاعم وكان يعاني من صعوبة التواصل مع صاحب المطعم لاختيار وجبة معينة وقمت بمساعدته وشكرني بطريقته الخاصة عبر لغة الاشارة و تبادلنا الحديث و أبدى ارتياحه الشديد من تصرفي هذا، وهنا تبرز أهمية تعلم لغة الإشارة للشخص السليم حتى يكون قريبا من هذه الفئة، و أشارت الحكمانية إلى أن المشاركة في مثل هذه الورش ستسهل العديد من الأمور وتعرف الشخص على العديد من المفاهيم والأمور العلمية الصحيحة وسيساعده كثيرا أثناء حواره مع الشخص الصم"، وأشارت سالمة الحكمانية إلى أنها تتابع و منذ فترة بعيدة على شاشة التلفزيون الأشخاص الذين يترجمون لذوي الإعاقة السمعية وتستفيد من خبراتهم.

حصيلة جيدة
وتحدثت نورة بنت يونس البلوشية عن مشاركتها بالورشة قائلة: " تعد هذه المشاركة هي الأولى بالنسبة لي بهذه الورشة إدراكا مني لأهمية الانضمام إلى مثل هذه الورشات وتعلم لغة الإشارة حتى نتمكن من التواصل بشكل صحيح مع فئة ذوي الإعاقة السمعية"، وأضافت البلوشية:" خرجنا من هذه الورشة بحصيلة جيدة من المعرفة الخاصة بلغة الإشارة ، حيث تعرفنا على العديد من المهارات الأساسية كتعلم بعض أمور الدين الاسلامي والأرقام والأعلام والألوان وطريقة نطق الاسم والقاء التحية على الآخرين، وأعتقد بأن معرفتك بمثل هذه الأمور في بداية طريق تعلمك للغة الإشارة هي أمر جيد و دافع لك للاكمال في تعم هذه اللغة مستقبلا بشكل مكثف"، وأضافت البلوشية: إن اقامة الورشة تعد مهمة جدا لأنها تأتي انطلاقا من إطار المسؤولية الاجتماعية لكل فرد في المجتمع ليتعلم هذه اللغة حتى يتمكن من التفاعل مع هذه الفئة من ذوي الإعاقة السمعية وتقديم كافة الخدمات ومساعدتهم ومعرفة ما يريدوه وهذا يتطلب من الشخص أن يكون على دراية بلغة الإشارة، مشيرة إلى أن هذه الفئة من المجتمع بحاجة ماسة إلى أن نكون قريبين منهم ولا نبعدهم عنا كما نعمل على إحساسهم بأنهم جزء لا يتجزأ من المجتمع.

تجربة مهمة
و أوضح سعيد بن سالم الحبسي، مشارك أن الصم و البكم يعدون فئة مميزة و حباهم الله بالعديد من المميزات عن باقي فئات البشر، فهناك العديد من هؤلاء الاشخاص من هذه الفئة الذين يتميزون بمجموعة من المواهب الواعدة، و أشارالحبسي إلى أن الشخص السليم بات لزاما عليه أن يدرك مفاهيم لغة الإشارة حتى يتعاطى مع هذه الفئة الموهوبة ويستفيد منهم، فمن هنا جاءت أهمية تواجدنا في هذه الورشة لتعلم بعض المفاهيم الأساسية في لغة الإشارة.
و قال الحبسي : إن المحاضرة تطرقت إلى أن اهتمام بعض الجهات وصل إلى درجة إدراج لغة الإشارة ضمن المناهج الدراسية وهذا أمر مهم لأنه سيسهل آلية التواصل ما بين الأشخاص الأسوياء بذويهم من ذوي الإعاقة السمعية، و ناشد الحبسي المسؤولين في مختلف الجهات بتوظيف هذه الفئة في بعض الوظائف كون أن العديد منهم يمتلكون مهارات جيدة و هنا سيكون هناك اهتمام كبير من الموظفين لتعلم لغة الإشارة حتى تكون لغة التخاطب سهلة مع الموظف من تلك الفئة.