قامة الشعوب

مزاج الأربعاء ١٠/أغسطس/٢٠١٦ ٢٣:٢٤ م

لورا جيجيل - ترجمة: أحمد بدوي

وفقا للدراسة الأكبر من نوعها حول توزيع السكان حسب طول القامة وجد أن أطول الأشخاص قامة يعيشون في هولندا بينما أطول النساء في لاتفيا.

وقد تضمن المشروع الضخم بيانات من أكثر من 1400 دراسة سابقة جمعت طول أكثر من 18.6 مليون شخص في 200 دولة.
وشملت هذه الدراسات طول الأشخاص في عمر 18 سنة خلال الفترة بين عامي 1914 و2014، ما سمح للباحثين في الدراسة الجديدة بتتبع التغيرات في متوسط الأطوال مع مرور السنوات.
ووجد الباحثون، على سبيل المثال، أن المرأة الكورية الجنوبية والرجال الإيرانيين أظهروا أكبر زيادة في متوسط الطول على مدى السنوات المائة الفائتة، حيث سجلت النساء في كوريا الجنوبية زيادة بمتوسط 8 بوصة (20.2 سم) خلال الفترة من 1916 إلى 2014، في حين سجل الرجال الإيرانيون زيادة في الطول بمتوسط 6.5 بوصة (16.5 سم).
كما شهد الرجال والنساء في الولايات المتحدة أيضا طفرة في النمو ولكن بدرجة أقل. ففي العام 1914 كان رجال الولايات المتحدة في الترتيب الثالث الأطول في العالم في حين كانت النساء الأمريكيات في الترتيب الرابع. ورغما عن استمرار الزيادة للرجال والنساء في الولايات المتحدة إلا أن ترتيبهم تراجع إلى 37 و24 على التوالي عالميا.
ووجد الباحثون أن أول عشر دول على قائمة أصحاب القامة الأطول في الوقت الحاضر جميعها في أوروبا، كما أنها جميعها ناطقة باللغة الإنجليزية.
ووجد الباحثون أن بعض الدول حققت أعلى معدل في الطول خلال الـ 30 إلى 40 سنة الفائتة، على الرغم من أنها أظهرت زيادة في الطول خلال النصف الأول من هذا القرن، ومن بين هذه الدول الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفنلندا واليابان، إلا أن دولا أخرى مثل إسبانيا وإيطاليا والعديد من بلدان أمريكا اللاتينية وشرق آسيا لا تزال تشهد زيادة مستمرة في الطول.
وفي المقابل وجدت الدراسة أن بلدانا أخرى وخاصة تلك الموجودة في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى وشمال أفريقيا والشرق الأوسط قد شهدت تراجعا في طول السكان خلال الـ 30 إلى 40 سنة الفائتة.
ويقول الباحثون أن تحديد طول الأشخاص يرجع في الغالب إلى عوامل وراثية إلا أن التغذية والعوامل البيئية تلعب دورا أيضا، فظروف مثل أمراض الطفولة وسوء التغذية أثناء فترة الحمل والطفولة يمكن أن يعيق النمو السليم.
وذكر الباحثون أيضا أن طول القامة يرتبط بطول العمر والحصول على تعليم أفضل، كما أن الأشخاص طوال القامة أقل احتمالا للتعرض لأمراض القلب والسكتة الدماغية، وأيضا فإن النساء طوال القامة وأطفالهن أقل عرضة لمضاعفات ما قبل وبعد الولادة.
وتستدرك الدراسة أن المؤشرات لا تصب جميعها لصالح أصحاب القامة الطويلة، فالأشخاص الأكثر طولا يزيد احتمالات تعرضهم لبعض أنواع السرطان بما في ذلك سرطان القولون والمستقيم وسرطان الثدي وسرطان المبيض وسرطان البنكرياس وربما البروستاتا.

عن ميديكال ديلي