اللاجئون .... مآس انسانية عالقة بين الانتهاكات والاتهامات

الحدث الأربعاء ١٠/أغسطس/٢٠١٦ ٢٣:١٥ م
اللاجئون .... مآس انسانية عالقة بين الانتهاكات والاتهامات

عواصم – ش

ذكرت صحيفة الجارديان الأسترالية امس الأربعاء، أن أكثر من ألفى واقعة تشمل الاعتداء الجنسى والهجوم ومحاولة إيذاء النفس حدثت خلال نحو عامين فى مركز أسترالى لاحتجاز طالبى اللجوء فى جزيرة ناورو وأن أكثر من نصفها لأطفال.
وتوضح وثائق مسربة نشرتها صحيفة الجارديان الأسترالية بالتفاصيل مجددا مستوى الاعتداءات فى المركز الذى يقع بجزيرة ناورو الصغيرة وهو أحد مركزين تديرهما أستراليا فى الجزر المجاورة لها بالمحيط الهادى. وتشير الوثائق من جديد إلى أن الأطفال هم الذين يكتوون بنار هذه الانتهاكات.
ووجهت الأمم المتحدة وجماعات حقوق الإنسان انتقادات واسعة النطاق للمركزين ولسياسة أستراليا الصارمة بشأن اللجوء والمناهضة لوصول المهاجرين عبر القوارب بشكل غير مشروع.
وبموجب سياسة أستراليا يرسل طالبو اللجوء الذين يتم اعتراض قواربهم فى البحر إلى ناورو ومركز آخر على جزيرة مانوس فى بابوا غينيا الجديدة ويبلغون بأنه لن يتم توطينهم فى أستراليا أبدا.
وقالت أستراليا إنها تسعى للتأكد من أن شرطة ناورو تتعامل مع كل التقارير. وقالت متحدثة باسم وزارة الهجرة الأسترالية "من المهم ملاحظة أن الكثير من هذه التقارير تعكس مزاعم غير مؤكدة."
ويمثل القصر أقل من 20 بالمئة من المحتجزين فى المركز بناورو وعددهم 500 محتجز. وأفادت التقارير بوجود 59 واقعة اعتداء على قصر خلال الفترة من أغسطس آب 2013 إلى أكتوبر 2015 إلى جانب سبعة تقارير عن اعتداءات جنسية. وأشارت بعض التقارير إلى مزاعم اعتداء حرس على قصر وذكرت أخرى أن رجالا مجهولين اعتدوا جنسيا على آخرين.
كما أوردت التقارير 30 واقعة إيذاء للنفس بين القصر و159 حالة تهديد بإيذاء النفس.
وقال مدافعون عن اللاجئين أن التقارير المسربة تشير إلى الحاجة الماسة لإنهاء السياسة الأسترالية للاحتجاز فى الخارج وإن طالبى اللجوء يجب أن يحصلوا على دعم طبى ونفسى.

الموت جوعا
في مايو الفائت قال المجلس النرويجى للاجئين، اليوم الخميس، إن المدنيين الذين تمكنوا من الفرار من الفلوجة المحاصرة تحدثوا عن حالات موت جوعا بالمدينة العراقية التى تحاول القوات الحكومية استعادتها من قبضة تنظيم داعش.
وقالت المنسقة الإعلامية للمجلس بيكى بكر عبد الله فى تقرير أرسل بالبريد الإلكترونى، استشهد بروايات حديثة للاجئين "إذا بقوا فى الفلوجة يواجهون احتمال الموت جوعا وإذا حاولوا الهرب يجازفون بقتلهم أثناء خروجهم."
وبدأ الجيش العراقى في ذلك الوقت حملة لإخراج متشددى داعش من الفلوجة التى تقع على مسافة 50 كيلومترا غربى بغداد، وكانت الفلوجة أول مدينة عراقية تسقط فى أيدى التنظيم المتشدد فى يناير 2014 وهى تحت حصار محكم منذ نحو ستة أشهر.
وقال المجلس النرويجى الذى يساعد اللاجئين فى مخيم إلى الجنوب من الفلوجة إن القتال جعل من الصعب تقييم الحجم الكامل "للوضع الأليم بالمدينة".

وقالت امرأة للمجلس إن أسرتها اقتاتت على التمر المجفف وكانت تشرب من نهر الفرات قبل الهرب من الفلوجة، ويقول المجلس إن هناك نحو 50 ألفا محاصرون فى مدينة تفتقر حاليا لمياه الشرب والكهرباء والوقود. وتمكنت نحو 40 أسرة من الفرار فى الساعات الست والثلاثين الأخيرة وقال أفراد إحداها إنهم اختبأوا فى أنبوب صرف.
وتشعر منظمات الإغاثة بالقلق بشأن معاناة المدنيين ودعت الأمم المتحدة المقاتلين لأن يكفلوا المرور الآمن للسكان الذين يحاولون الهرب من القتال.

اتهامات وادعاءات
على الجانب لااخر يواجه العديد من اللاجئين في اوروبا اتهامات قاسية كان اخرها ما اعلنته الشرطة السويدية في اوائل يوليو الفائت انها تلقت 24 بلاغا بشأن حالات تحرش جنسى جديدة من قبل لاجئين، خلال فعاليات مهرجان الشباب فى مدينة كارلستاد وسط البلاد، وفقا لوسائل إعلام سويدية.
وأوضح مصدر فى الشرطة وفقا لما ذكرته قناة "اس فى تى" السويدية، أن 12 فتاة سويدية أخبرن الأجهزة الأمنية بشأن حالات تحرش جنسى، السبت 2 يوليو، بعد انتهاء اليوم الأول من المهرجان.
وقال بير أرنى إريكسون المتحدث باسم الأجهزة الأمنية المحلية: "يدور الحديث حول مجموعات تضم سبعة أو ثمانية لاجئين شباب يطوقون الفتيات ويتحرشون بهن جنسيا".
وبحسب إريكسون فإن منتهكى القانون هم لاجئون قاصرون وصلوا إلى السويد من دون مرافقة من قبل بالغين.
واحتجز اثنان منهم يبلغان من العمر 16 و17 عاما، وتم إطلاق سراحهما بعد استجوابهما.
وأكد إريكسون أن التحرش الجنسى خلال الفعاليات الاحتفالية هو ظاهرة جديدة فى السويد، وأن الشرطة تتوقع الحصول على بلاغات جديدة فى هذا النوع من المخالفة القانونية.
فى سياق متصل، تلقت الشرطة السويدية 5 بلاغات حول حالات اغتصاب، وبلاغا واحدا بشأن محاولة اغتصاب، إضافة إلى عدة بلاغات حول حالات تحرش جنسى خلال فعاليات مهرجان موسيقى جرى فى أيام العطلة فى مدينة نورتشوبينغ.
يشار إلى أن مجموعات من الشباب اللاجئين قاموا خلال احتفالات عيد رأس السنة الماضية، بالتحرش الجنسى بسويديات، ولم تتم محاكمة أى أحد منهم حينها.
يذكر أن 163 ألف مهاجر وصلوا إلى السويد العام الماضي، منهم 35 ألف قاصر وصل من دون مرافقة بالغين، غالبيتهم من أصل أفغانى.
وبحسب التنبؤات، قد يصل إلى السويد العام الحالى نحو 100 ألف طالب لجوء.

تهمة الارهاب
في الشهر ذاته دخل 17 جهاديا من تنظيم داعش إلى أوروبا على انهم لاجئون لكن العدد الاكبر منهم قتل أو سجن منذ ذلك الحين وفق ما نقلت صحيفة "فرانكفورتر الماينه تسايتونغ" عن مدير الاستخبارات الألمانية.
وقال رئيس مكتب حماية الدستور فى تصريح نسبته اليه الصحيفة أن هناك "مؤشرات ملموسة" تفيد بأن 17 شخصا يتلقون الأوامر من تنظيم داعش سافروا على انهم لاجئون هاربون من الحرب فى سوريا والعراق، وأن معظمهم قتل وبينهم اثنان من انتحاريى اعتداءات 13 نوفمبر فى باريس.
وقال أن الأمر "يتعلق باستعراض قوة" من جانب تنظيم داعش لأن التنظيم ليس بحاجة إلى سلوك طريق الهجرة للتسلل إلى أوروبا.
وقال ماسن انها "سياسة القوة" مكررا تأكيده بأن المانيا يمكن أن تكون هدفا لاعتداء شبيه باعتداءات مطار أتاتورك أو بروكسل أو باريس.
برزت مخاوف فى المانيا التى استقبلت أكثر من مليون لاجىء السنة الماضية من تسلل جهاديين بينهم.
وكان اثنان من انتحاريى ستاد دو فرانس فى ضاحية باريس ممن تسللوا بين اللاجئين إلى اليونان.
ويبدى جهاز الاستخبارات الألمانى قلقا من صلات محتملة بين لاجئين والأوساط الاسلامية فى المانيا.
وكشف ماسن عن أكثر من 320 محاولة اتصال بين اسلاميين ومهاجرين وقال أن "عددا من اللاجئين يقصدون مساجد يديرها ائمة متطرفون".

انصاف
في مايو الفائت ذكرت هيئة الإذاعة الكندية CBC.CA، أن مجموعة من اللاجئين السوريين، المقيمين فى مدينة فريدركتون، تبرعوا بمبالغ نقدية لضحايا حرائق الغابات فى منطقة فورت ماكمورى بولاية البرتا الكندية وأكدوا أنهم على استعداد لاستقبال العائلات المتضررة فى منازلهم.
ونقلت الإذاعة الكندية فى تقرير على موقعها الإلكترونى عن أنس خدام قوله أنه وزوجته وغيرهم من اللاجئين السوريين يرغبون فى مساعدة المتضررين بأى طريقة.
وأضاف أن صور المنازل المحترقة والأحياء فى مقاطعة ألبرتا ذكرته بمشاهد الدمار فى سوريا، قائلا "نعرف ماذا تعنى النيران".
وقالت أسيل العمورى، زوجة خدام، "يمكننى سماع صوتهم عندما يصرخون ويبكون.. أفهم الخوف والرعب الذى فى أعينهم. صعب صعب صعب عندما تكون هناك نيران وعليك أن تفر بعيدا وتفقد كل شىء".
ويقول التقرير إن اللاجئين السوريين ليس لديهم الكثير ليتبرعوا به للمتضررين من الكنديين جراء حرائق الغابات، ومع ذلك فإن عبد الكريم شيحان، قام بالتبرع ببدل الحكومة كاملا لهذا الشهر والذى يبلغ 1376 $.
ويقول شيحان الذى وصل إلى كندا فى يناير الماضى، إنه سوف يتدبر أمره بدون البدل الحكومى هذا الشهر. ويوضح خدام أن كرمهم هذا يأتى من شعورهم بالامتنان على مجتمعهم الجديد، "لذا نحن مستعدون لفعل أى شىء ومستعدون للذهاب إلى ألبرتا لمساعدة المتضررين".
وأضاف "مستعدون أيضا لإستضافة جميع عائلات ألبرتا فى منازلنا.. بيوتنا هى بيوتهم. مجتمع كندا هو مجتمعنا، لذا نحن مستعدون لأى شىء".
وردد محمد بكاش، لاجئ سورى ىخر، كلمات مماثلة، وأضاف "إنها رسالة السلام، نحن نشعر بكل آلامهم.. عندما نرى ألهبة النيران نتذكر كل شىء".
وأشار خدام إلى أنهم جمعوا تبرعات من جميع العائلات اللاجئة فى مدينة فريدركتون بمقاطعة نيو برونسويك، قاموا بتخصيص صندوق ووضعه فى بهو جمعية تعدد الثقافات بالمدينة لمن يريد أن يتبرع بأكثر.