مخاوف من زيادة التوتر التركي الامريكي

الحدث الأربعاء ١٠/أغسطس/٢٠١٦ ٢٣:١٤ م
مخاوف من زيادة التوتر التركي الامريكي

واشنطن – ش – وكالات

قال مسؤولان أمريكيان إن ضابطا بالجيش التركي منتدبا في مهمة تابعة لحلف شمال الأطلسي في الولايات المتحدة طلب اللجوء للولايات المتحدة بعدما استدعته الحكومة التركية في أعقاب محاولة الانقلاب العسكري الفاشلة الشهر الماضي.
ومحاولة اللجوء هي أول محاولة لجوء معروفة لضابط في الجيش التركي بالولايات المتحدة في الوقت الذي تقوم فيه تركيا بتطهير الجيش بعد أن سيطر جنود مارقون على طائرات مقاتلة وطائرات هليكوبتر ودبابات في محاولة فاشلة للإطاحة بالرئيس التركي رجب طيب إردوغان.
ويحتمل أن تزيد محاولة اللجوء توتر العلاقات بين الولايات المتحدة وتركيا. وتطالب أنقرة واشنطن بالفعل بتسليم رجل دين تركي مقيم في الولايات المتحدة تقول إنه مسؤول عن محاولة الانقلاب الفاشلة.
وقال المسؤولان الأمريكيان لرويترز وقد طلبا عدم نشر اسميهما إن الضابط التركي يعمل في مقر قيادة تابع لحلف شمال الأطلسي في نورفولك بولاية فرجينيا الأمريكية. ولم يذكر المسؤولان اسم الضابط أو رتبته العسكرية.
ومع ذلك قال مسؤول في السفارة التركية بواشنطن إن الأميرال بالبحرية التركية مصطفى أوغورلو لم يسلم نفسه للسلطات بعد أن أصدرت تركيا أمرا باعتقاله الشهر الماضي.
وقال المسؤول التركي الذي طلب أيضا عدم نشر اسمه "في يوم 22 يوليو... في ذلك اليوم ترك شاراته وبطاقة هويته في القاعدة وبعد ذلك لم يسمع أحد أي شيء منه."
وأضاف المسؤول التركي أنه لا يعلم ما إذا كان طلب حق اللجوء بعد ذلك. وعرف مقال نشر في أبريل نيسان على موقع حلف شمال الأطلسي على الإنترنت أوغورلو بأنه مساعد قائد قيادة نورفولك لشؤون القيادة والسيطرة ونشر القوات والاستدامة.
وقال المسؤول التركي إنه جرى أيضا استدعاء ضابطين آخرين برتبتين أقل من الولايات المتحدة إلى تركيا.
وتابع المسؤول التركي قائلا "لكن لم يصدر أمر اعتقال لهما... أحدهما عاد والآخر سيعود قريبا."

عمليات تطهير الجيش
أدت عمليات التطهير في الجيش التركي وهو ثاني أكبر جيش في حلف شمال الأطلسي ويطمح في عضوية الاتحاد الأوروبي إلى فصل آلاف الجنود بمن فيهم نحو 40 في المئة من الجنرالات.
وثمة مخاوف داخل المعارضة التركية من أن إعادة هيكلة الجيش تفتقر إلى الرقابة البرلمانية وتصل إلى مدى بعيد للغاية.
ورفض المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) الكابتن جيف ديفيز التعليق وأحال الأسئلة التي تتعلق بالأفراد العسكريين الأتراك إلى تركيا.
ويشير الموقع الإلكتروني لبعثة نورفولك التي انتدب إليها الضابط التركي إلى أن البعثة هي القيادة الوحيدة لحلف الأطلسي في أمريكا الشمالية. وتوجه البعثة القيادات الفرعية بما في ذلك مركز الحرب المشترك في النرويج ومركز تدريب القوات المشتركة في بولندا.
وقالت متحدثة باسم بعثة نورفولك إن 26 فردا من الجيش التركي انتدبوا إلى هناك وأشادت بمساهمة تركيا بما في ذلك استضافتها للولايات المتحدة وحلفائها في قاعدة إنجيرليك الجوية وهي قاعدة انطلاق هامة للحرب التي تقودها الولايات المتحدة على متشددي تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا.
وقالت اللفتنانت كوماندر البحرية كارين إيفرت "نريد التأكيد على أن تركيا حليف له قيمته في حلف شمال الأطلسي يواصل تقديم إسهامات هامة في القتال ضد تنظيم الدولة الإسلامية" وامتنعت عن الرد على سؤال بشأن طلب اللجوء.
وقال مسؤول في حلف شمال الأطلسي طلب عدم نشر اسمه إن إعادة تنظيم تركيا لجيشها لا تؤثر عمليا على مراكز القيادة التي يقودها الحلف.
وأضاف المسؤول الذي رفض أيضا التعليق على أي طلب لجوء "أخطرت تركيا حلف شمال الأطلسي بشأن تغيير عدد من أفراد الجيش التركي. لا يوجد أي تأثير على تنفيذ العمليات والمهام التي يقودها حلف الأطلسي أو على عمل مراكز قيادة الحلف."
وقال "أحيلكم إلى السلطات التركية بشأن أي تفاصيل أخرى تتعلق بأفرادهم."
وقالت أجهزة الجنسية والهجرة في الولايات المتحدة إنها لا يمكنها مناقشة حالات فردية بما في ذلك إذا كان الفرد قد تقدم بطلب محدد يتعلق بالهجرة مثل طلب اللجوء.
وامتنعت وزارة الخارجية الأمريكية عن التعليق.

مشاعر مناهضة
جاءت مسألة طلب اللجوء في الوقت الذي تمارس فيه تركيا ضغوطا على واشنطن من أجل تسليم رجل الدين التركي المقيم في الولايات المتحدة فتح الله كولن.
كان كولن حليفا لإردوغان في السنوات الأولى التي أعقبت تولي حزب العدالة والتنمية ذي الجذور الإسلامية للسلطة في عام 2002. ونفى كولن أي مشاركة في الانقلاب الذي جاء في وقت حرج للدولة العضو في حلف شمال الأطلسي إذ تواجه هجمات الإسلاميين المتشددين عبر الحدود في سوريا فضلا عن التمرد الكردي.
وقال وزير العدل التركي بكير بوزداج إن المشاعر المناهضة للولايات المتحدة بين الأتراك في تزايد وإن تلك المشاعر "تتحول إلى كراهية" ويمكن فقط أن تهدأ هذه المشاعر بتسليم الولايات المتحدة كولن.
ومع ذلك يرتبط الجيشان الأمريكي والتركي منذ أمد بعيد بعلاقات واسعة تمتد لأبعد من حلف شمال الأطلسي.
وقدر مسؤول عسكري أمريكي طلب عدم نشر اسمه أن هناك نحو 160 فردا من الجيش التركي أرسلوا إلى مهام في الولايات المتحدة بينهم أفراد بحلف الأطلسي في نورفولك وآخرون في مؤسسات عسكرية أمريكية مرموقة.
وقال اللفتنانت كوماندور باتريك إيفانز إن 123 فردا من الجيش التركي يشاركون في البرنامج الأمريكي الدولي للتعليم والتدريب العسكري في الولايات المتحدة حتى التاسع من أغسطس آب.
وبسؤاله عن عدد المشاركين الذين استدعوا إلى تركيا قال إيفانز "نحن على علم بطالب واحد حاليا في الكلية الحربية التابعة للجيش تلقى إشعار استدعاء إلى تركيا."
ولم يتضح على الفور وضع هذا الطالب في الكلية الحربية التي تقع في كارلايل بولاية بنسلفانيا. ولم يعلق إيفانز على أي حالات فردية

يذكر ان تركيا كانت قد حذرت الولايات المتحدة الثلاثاء من التضحية بالعلاقات الثنائية من اجل الداعية الاسلامي فتح الله غولن الذي تتهمه انقرة بالوقوف خلف محاولة الانقلاب في 15 تموز/يوليو، على ما اعلن وزير العدل بكر بوزداك.
وقال بوزداك لوكالة الانضول الموالية للحكومة "اذا لم تسلم الولايات المتحدة غولن فانها ستضحي بعلاقاتها مع تركيا من اجل ارهابي" مشيرا الى ان "المشاعر المعادية لاميركا بين الشعب التركي بلغت ذروتها" بسبب الخلاف بين الدولتين حول تسليم خصم الرئيس رجب طيب اردوغان.
وقال "يعود للطرف الاميركي ان يمنع هذه المشاعر من التحول الى كراهية".
وشهدت العلاقات التركية الاميركية توترا اثر محاولة الانقلاب التي تتهم انقرة غولن المقيم في المنفى الاختياري في بنسيلفانيا بالولايات المتحدة منذ 1999 بالوقوف خلفها.
واعلن وزير تركي ان "الولايات المتحدة تقف خلف محاولة الانقلاب" فيما اتهم قائد سابق لهيئة الاركان وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي آي ايه) بتدبير العملية.
كما المح اردوغان الى ان رفض تسليم غولن ستكون له عواقب على العلاقات بين البلدين، متهما واشنطن بـ"حماية" خصمه.
وفي واشنطن نددت المتحدثة باسم الخارجية الاميركية اليزابيث ترودو بما وصفته "نوعا من نظرية المؤامرة، وخطابا تصعيديا لا طائل منه على الاطلاق".

...................

انقرة تتهم اوروبا بتغذية الشعور المناهض لها عبر "تشجيع" محاولة الانقلاب
انقرة - أ ف ب جدد وزير الخارجية التركي مولود تشاوش اوغلو امس الاربعاء هجومه على الاتحاد الاوروبي، متهما اياه بتأجيج المشاعر المناهضة لاوروبا في تركيا عبر "تشجيع" منفذي محاولة الانقلاب في منتصف يوليو.
وقال الوزير التركي في مقابلة مع وكالة انباء الاناضول الحكومية ان "الثقة بالاتحاد الاوروبي تدهورت ويا للاسف (...) لم اطلع شخصيا على استطلاعات راي، لكن هذه الثقة تقل حاليا عن عشرين في المئة لجهة تاييد الانضمام الى الكتلة الاوروبية".
واضاف "لسنا مسؤولين عن ذلك، المسؤول هو الاتحاد الاوروبي الذي، واقول ذلك بوضوح شديد، تبنى موقفا مؤيدا للانقلاب وشجع الانقلابيين".
وتصاعد التوتر بين اوروبا والحكومة التركية بعد محاولة الانقلاب، وخصوصا ان حملة التطهير التي اعقبتها صدمت الاوروبيين.
كذلك، اعلن الاتحاد الاوروبي بوضوح ان اعادة العمل بعقوبة الاعدام في تركيا، وهو امر تطرق اليه الرئيس رجب طيب اردوغان، تشكل خطا احمر ويمكن ان تنسف مفاوضات انضمام انقرة الى الاتحاد.
واعتبر الوزير التركي ان "الاتحاد الاوروبي سقط في اختبار يوم 15 يوليو"، رافضا فرضية ان تركيا تفضل الالتفات من الغرب الى الشرق عبر اصلاح علاقاتها مع روسيا بعد اشهر من التأزم.
وقال ايضا "اذا خسر الغرب تركيا يوما ما، مهما كانت علاقاتنا مع روسيا والصين، فسيكون ذلك خطأه".
وتشترط انقرة احياء مفاوضات انضمامها الى الاتحاد الاوروبي واعفاء مواطنيها من تاشيرة الدخول لاوروبا لتواصل الحد من تدفق اللاجئين على القارة العجوز، تنفيذا لاتفاق بين الجانبين وقع في اذار/مارس.
وتوعد اردوغان بتعطيل هذا الاتفاق اذا لم يعف مواطنوه من التاشيرة.