خطة اسرائيلية لاحكام السيطرة على القدس

الحدث الأربعاء ١٠/أغسطس/٢٠١٦ ٢٣:١٣ م
خطة اسرائيلية لاحكام السيطرة على القدس

القدس المحتلة – زكي خليل

تنوي شرطة الاحتلال انشاء خمسة مراكز جديدة في القدس الشرقية المحتلة ونشر مئات افراد الشرطة داخل الاحياء الفلسطينية ، حسب الخطة التي اعلن عنها قائد لواء القدس، يورام ليفي، ، والتي تقدر تكلفتها بمئات ملايين الشواكل.
وتدير الشرطة حاليا ثلاثة مراكز في القدس الشرقية المحتلة، تتواجد بجانب مسارات الحركة الرئيسية وليس في اعماق الاحياء الفلسطينية، على مدخل شعفاط قرب مستوطنة التلة الفرنسية، وفي شارع السلطان سليمان قرب باب العامود، وعلى مدخل جبل المكبر. وسيتم الآن اقامة نقطة للشرطة داخل جبل المكبر، واربع نقاط اخرى داخل أحياء راس العامود، وسلوان، والعيسوية وصور باهر.
وبسبب التخوف من تحول هذه المراكز الى نقاط احتكاك واهداف للهجوم من قبل الشبان الفلسطينيين، تنوي الشرطة اقامتها في مباني تقوم فيها مكاتب تابعة للسلطات المدنية، كالبريد والتأمين الوطني. واوضحت الشرطة ان هذه المراكز ستعمل في المرحلة الاولى على تقديم خدمات الشرطة في المجال الجنائي وبشكل اقل في تطبيق القانون في مسائل النظام العام. وحسب الشرطة فان انشاء هذه المراكز ودمجها مع الخدمات المدنية "ستقود بالضرورة الى تحسين جودة الحياة وادارة طابع الحياة الاعتيادي للسكان".
وستشمل الخطة ربط مئات الكاميرات المنتشرة في القدس الشرقية بمركز سيطرة ومراقبة واحد. وستعمل الخطة المسماة "نظرة على القدس" على غرار خطة "نظرة 2000" التي يجري تفعيلها في البلدة القديمة بنجاح منذ عدة سنوات.

رقم غير مسبوق
ولتطبيق هذه الخطة تنوي الشرطة تجنيد اكثر من 1200 شرطي جديد، وهو رقم غير مسبوق من ناحية الشرطة. وسيتم نشر المئات من هؤلاء داخل القدس الشرقية، والبقية في كل انحاء القدس.
وقالت شرطة الاحتلال ان تجنيد القوى البشرية الجديدة سيجعل تجنيد قوى الشرطة الخارجية زائدا، علما ان شرطة القدس تلقت في السنوات الاخيرة تدعيما ثابتا من قبل حوالي 2000 شرطي تمت استعارتهم من الوية اخرى. وتمكنت الشرطة حتى الان من تجنيد 200 شرطي. لكن عملية التجنيد تواجه مصاعب لأن الكثير من الشبان يتخوفون من العمل في لواء يعتبر العمل فيه صعبا وخطيرا اكثر من اماكن أخرى.
وكتب وزير الامن الداخلي الاسرائيلي، غلعاد اردان، على صفحته في الفيسبوك ، ان المقصود اجراء "تغيير تاريخي". مضيفا ان "سيادتنا تبدأ في القدس، ولهذا السبب قررت تقديم الموارد والتركيز على تدعيم تطبيق القانون والنظام هناك. والان يمكن لسكان القدس الشرقية تلقي خدمات الشرطة مثل كل مواطن آخر في انحاء اسرائيل، ومن جهة ثانية يمكن للشرطة تطبيق القانون في الاماكن التي لم يتم فيها ذلك في السابق".
مع ذلك يؤمنون في القدس الشرقية المحلتة ان هذه الخطة لن تساهم في تحقيق الهدوء، بل "ستضيف المزيد من الاحتلال والمزيد من المشاكل في القدس" كما يقول جواد صيام، رئيس لجنة السكان في وادي حلوة في حي سلوان. واضاف: "لدينا يسود الهدوء بشكل اكبر حين لا تتواجد الشرطة. وحين تمر الشرطة من هنا فإنها تسبب الفوضى. الشرطة لا تأتي باحترام وانما لتحقيق النظام من اجل المستوطنين، وهذا يعني حياة اقل للفلسطينيين".
وقال هاني عيساوي، عضو اللجنة الشعبية في العيسوية ان "هناك ما يكفي من مراكز الشرطة. الوجود المتزايد للشرطة سيزيد فقط من التوتر. لدينا دائما يسود الهدوء حتى تدخل الشرطة". وقال ان الشرطة تعمل الان وفق طريقة جديدة: "انها تدخل بسيارات مموهة كسيارات لليهود وتليها سيارات للمستعربين وتنتظر قيام الاولاد برشق الحجارة ومن ثم تهاجمهم. انهم يكمنون في الحي ويلاحقون الاولاد الصغار. ربما ينجحون بتخويف الاولاد، لكن اذا كانوا يخططون لتحقيق هدوء اكبر وأمن اكثر، فسنرى هنا العكس".

الكاميرات
قررت شرطة الاحتلال وفي اعقاب ما وصفته بالنجاح الكبير الذي حققته منظومة كاميرات المراقبة المنتشرة في البلدة القديمة من القدس المحتلة والمرتبطة مباشرة بغرفة عمليا الشرطة، توسيع هذا المشروع ليشمل كافة ارجاء المدينة المقدسة ، اضافة لاجزاء من القدس الغربية ، بحيث يتم نشر مئات الكاميرات الجديدة وربطها بغرفة العمليات ، اضافة للاستفادة من كاميرات المراقبة الموجودة حاليا في محطات القطار الخفيف وتلك المنصوبة على الاشارات الضوئية واعادة ربطها بالمنظومة الجديدة التي ترسل صورها مباشرة الى الغرفة المذكورة التي ستحرك قواتها، وفقا للحاجة وما ترصده هذه الكاميرات .
وذكر الموقع الاخباري الالكتروني لصحيفة "يديعوت احرونوت" العبرية ، ان الكاميرات المنصوبة داخل اسوار القدس ضمن المشروع المعروف اسرائيليا باسم "مباط 2000" او "مركز الرقابة التكنولوجية 2000" والتي سيصار إلى تعميمها في بقية ارجاء المدينة ، تقدم مساعدة كبيرة للشرطة خاصة في الاحداث الامنية سواء من حيث التحقيق في هذه الاحداث او عمليات المطاردة اضافة لاستخدامها ايضا في متابعة الاحداث الجنائية" حسب تعبير الموقع .
وتشغل وحدة كاميرات الحراسة "مباط 2000" ومقرها في القدس ، 400 كاميرا تنتشر في ارجاء القدس القديمة ، وساعدت الشرطة في رصد الذين حاولا تنفيذ عمليات طعن وغيرها خلال الفترة الاخيرة، حيث تبث هذه الكاميرات صورة حية ومباشرة عن كل ما يجري في المنطقة الى غرفة العمليات .

مخطط
ويتضمن مشروع التوسعة الجديد تركيب 193 كاميرا جديدة حتى نهاية العام الحالي، تعمل على مدى 24 ساعة وتنقل صورها الى مقر عمليات الشرطة في مركز "المسكوبية" الذي سيحصل على صورة مفصلة عما يجري في المدينة.
ويشمل المخطط ايضا تركيب 60 كاميرا اخرى مختصة ومتخصصة في توثيق ارقام لوحات تسجيل السيارات، سيتم تركيبها حتى نهاية العام الجاري.
وسيتم نشر جزء من هذه الكاميرات في القدس الغربية المحتلة، فيما سيتم تركيب غالبيتها في الاحياء الفلسطينية سلوان، الطور، وادي الجوز والعيسوية .
وقال قائد شرطة الاحتلال في القدس المحتلة : " نحل ما نسبته 95% من الاحداث ونكتشف منفذيها وهذه النسبة غير موجودة في أي مكان آخر، واعتقد ان كل قائد شرطة كان يحلم بنتيجة كهذه".
ويوجد في غرفة عمليات وحدة الكاميرات ، عشرات الشاشات التي توثق كل ما يجري داخل ازقة وحواري القدس القديمة، لذلك يحصل كل رجال الشرطة المنتشرين في الميدان على نفس التقرير وفي الوقت "الحقيقي" .
وقال قائد الشرطة :" نحن نعمل على ثلاثة مستويات او ابعاد زمنية وفيما يتعلق بالبعد المستقبلي نحن نعلم كيف سنحبط العمليات قبل ان تقع ."