سوريا تترقب التطبيع الروسي التركي

الحدث الأربعاء ١٠/أغسطس/٢٠١٦ ٢٣:١٢ م
سوريا تترقب التطبيع الروسي التركي

أنقرة – عواصم – ش – وكالات

قال وزير خارجية تركيا مولود تشاووش أوغلو إن بلاده تبني "آلية قوية" مع روسيا لمحاولة التوصل إلى حل بشأن سوريا وإن وفدا يضم مسؤولين من وزارة الخارجية والجيش والمخابرات ذهب إلى روسيا امس الأربعاء لإجراء محادثات.
وفي مقابلة مع وكالة الأناضول للأنباء قال تشاووش أوغلو إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ذكر أن موسكو سترفع الحظر على المنتجات التركية وأنه سيتم توقيع اتفاقيات إضافية إذا دعت الحاجة لضمان المضي قدما في مشروع خط أنابيب الغاز تورك ستريم.
واتخذ بوتين وإردوغان خطوة كبيرة نحو تطبيع العلاقات أمس الثلاثاء وأعلن الزعيمان تعزيز العلاقات في مجالي التجارة والطاقة. وجاء اجتماعهما في مدينة سان بطرسبرج الروسية بعد نحو تسعة أشهر من إسقاط تركيا طائرة حربية روسية قرب الحدود السورية مما دفع موسكو إلى فرض عقوبات على أنقرة.

خلاف دولي
من جانب اخر طالبت الولايات المتحدة وفرنسا الثلاثاء بالسماح للمساعدات الانسانية بالوصول الى مدينة حلب المحاصرة في شمال سوريا قبل عقد جولة جديدة من محادثات السلام التي تأمل الامم المتحدة استئنافها في جنيف بين نظام الرئيس بشار الاسد والمعارضة.
بالمقابل كررت روسيا موقفها الداعي الى عدم وضع اي شرط مسبق لاستئناف هذه المفاوضات التي تريد المنظمة الدولية ان تعقد جولتها الجديدة قبل نهاية اغسطس الجاري.
وقالت السفيرة الاميركية لدى الامم المتحدة سامنتا باور للصحافيين في ختام اجتماع مغلق لمجلس الامن الدولي ان استئناف مفاوضات جنيف امر ملح "ولكن الاطار الذي تجري فيه المفاوضات يجب ان يكون صحيحا ايضا".
وأضافت انه "في ما خص وصول المساعدات الانسانية (...) نحن نسير الى الخلف".
ومنذ شهر اشتدت المعارك بين قوات النظام ومسلحي المعارضة على جبهة حلب حيث يحشد كلا الطرفين حاليا العديد والعتاد استعدادا لمعركة ضخمة يمكن ان تشكل منعطفا في مسار الحرب الاهلية المستمرة منذ خمس سنوات.
وكانت الامم المتحدة دعت الثلاثاء الى هدنة انسانية في حلب، في حين قال صندوق الامم المتحدة للطفولة (اليونيسف) ان سكان كبرى مدن الشمال السوري محرومون من المياه الجارية منذ اربعة ايام والوضع فيها "كارثي".
واستمع مجلس الامن الدولي امس الاول الثلاثاء الى احاطة من المبعوث الدولي الى سوريا ستافان دي ميستورا الذي اعرب عن امله في ان يتم استئناف مفاوضات جنيف في نهاية الشهر الجاري وشدد في الوقت عينه على وجوب منع حصول كارثة انسانية في الشهباء، بحسب ما افاد دبلوماسيون.
واثر الاحاطة جدد منسق شؤون المساعدات الانسانية في الامم المتحدة ستيفان اوبراين دعوته الى هدنة انسانية لمدة 48 ساعة في حلب، مشيرا الى ان جميع اعضاء مجلس الامن ايدوا دعوته هذه في موقف "مشجع".
بدوره قال مساعد المندوب الفرنسي في الامم المتحدة اليكسيس لاميك للصحافيين "لست ارى كيف يمكننا ان نجري مفاوضات جدية اذا لم يكن هناك حد ادنى من المناخ الملائم لذلك".
اما السفير الروسي في الامم المتحدة فيتالي تشوركين فكشف من جهته ان موسكو تبحث مع واشنطن في مسألة ايصال مساعدات انسانية الى حلب ولكنها ترفض اي ربط بين استئناف المفاوضات والوضع في هذه المدينة.
واوضح تشوركين ان العقبة الكأداء في المفاوضات هي اصرار المعارضة على رحيل الرئيس الاسد عن السلطة.
واوقعت الحرب الدائرة في سوريا منذ آذار/مارس 2011 اكثر من 280 الف قتيل.

تقارير مغلوطة
ميدانيا نفى المتحدث باسم الجبهة الشمالية السورية المعارضة أحمد الحمادى ما يتردد عن تقدم قوات النظام وحلفائه جنوب غرب حلب. وأكد الحمادى- فى تصريحات أوردتها قناة "العربية الإخبارية" امس الأربعاء، على أن التقارير الإعلامية التى تحدثت عن تقدم وحدات الجيش السورى النظامى غرب حلب عارية تماما عن الصحة.
وفى السياق ذاته، أوضح ناشطون أن قوات النظام حاولت التقدم باتجاه تلة المحروقات فى ريف حلب الغربى، إلا أن فصائل المعارضة تمكنت من صد الهجوم.
وأعلن المركز الروسى فى حميميم لتنسيق الهدنة فى سوريا عن تسجيل 6 انتهاكات للهدنة خلال الـ 24 ساعة الأخيرة فى محافظتى دمشق واللاذقية.

وأكد المركز، فى بيان نشر على الموقع الرسمى لوزارة الدفاع الروسية، أوردته قناة روسيا اليوم ، أن نظام الهدنة قائم بشكل عام فى معظم المحافظات السورية، مضيفا أنه سجل 6 انتهاكات للهدنة 5 منها فى محافظة دمشق وانتهاك واحد فى محافظة اللاذقية.
وأشار إلى أن عدد البلدات السورية التى انضمت إلى الهدنة فى سوريا وصل إلى 371 بلدة، موضحا أنه تم خلال الساعة الـ24 ساعة الماضية عقد اتفاق الهدنة مع ممثلى 3 بلدات فى محافظات حمص وحماة وإدلب.
ولفت إلى أن عدد الجماعات التى انضمت إلى نظام وقف العمليات القتالية استمر بدون تغيير وهو 69 جماعة حاليا.
يذكر ان الامم المتحدة دعت الى هدنة انسانية في مدينة حلب السورية مبدية خشيتها على مصير المدنيين المعرضين للحصار في وقت يستعد كل من الجيش والفصائل الجهادية والمقاتلة لحسم المعركة لصالحه.
ودارت اشتباكات عنيفة امس الاول الثلاثاء عند اطراف مدينة حلب الجنوبية الغربية، ويأتي ذلك بعد ايام قليلة على نجاح الاخيرة في فك الحصار عن احياء حلب الشرقية وتضييق الخناق على الاحياء الغربية.
واثارت التطورات الاخيرة في حلب الخشية على حوالى 1,5 مليون شخص في المدينة. ويقدر المرصد السوري لحقوق الانسان وخبراء عدد سكان الاحياء الشرقية بـ250 الف شخص مقابل مليون و200 الف نسمة في الاحياء الغربية.
وبعد ابداء خشيتها على مصير سكان حلب، اكدت الامم المتحدة في بيان انها "مستعدة لمساعدة المدنيين في حلب، المدينة التي توحدها المعاناة".
وتشهد مدينة حلب منذ العام 2012 معارك بين قوات النظام في الاحياء الغربية وفصائل المعارضة في الجهة الشرقية. واشتد القتال والقصف في الاسابيع الاخيرة مع مشاركة فصائل جهادية في المعارك ويسعى كل من الطرفين لحسم المعركة.
وفي 17 تموز/يوليو تمكنت قوات النظام من فرض حصار كامل على الاحياء الشرقية، بعدما سيطرت على طريق الكاستيلو آخر منفذ اليها. وكان السكان اول المتضررين فارتفعت اسعار المواد الغذائية قبل ان تبدأ بالاختفاء من الاسواق.
ومنذ 31 تموز/يوليو اطلقت الفصائل المقاتلة والجهادية سلسلة هجمات بهدف فك الحصار، ونجحت في مسعاها في السادس من اغسطس وتمكنت ايضا من قطع طريق الراموسة، اهم طريق امداد الى الاحياء الغربية لتصبح هذه بدورها بحكم شبه المحاصرة لولا ادخال مساعدات اليها من طريق الكاستيلو في شمال المدينة.
وبرغم تمكن كل طرف من استخدام الطريقين اللذين باتا يسيطران عليهما لادخال الماء والمؤن ومستلزمات اخرى الى الاحياء الواقعة تحت سيطرته، فان المدنيين غير قادرين على استخدامهما لخطورتهما.
واكدت الامم المتحدة ان "تكتيك الحصار يشكل جريمة حرب عندما يستخدم عمدا لحرمان السكان من الطعام والمواد الاخرى الاساسية لبقائهم".
وقال احمد، احد سكان الاحياء الغربية، ان "التوتر هو سيد الموقف"، مشيرا الى ان "محطات البنزين مغلقة والمواد الغذائية قليلة".
واضاف "هناك انباء عن حشد الجيش لقوات على جبهة الراموسة وكانما يتم التحضير لعملية".
واستقدم طرفا النزاع خلال اليومين الماضيين تعزيزات من مئات المقاتلين الى حلب وريفها.