(سويسرا)- (أ ف ب) - اعلن مدير المكتب الاوروبي للشرطة (يوروبول) ان "المركز الاوروبي لمكافحة الارهاب" الذي انشىء حديثا، سيباشر عمله في كانون الثاني/يناير، ويهدف الى تقاسم المعلومات بشكل افضل بين البلدان الاوروبية، وذلك بعد اسابيع على اعتداءات باريس التي كشفت عن ثغرات على صعيد الاستخبارات في اوروبا. واضاف مدير اليوروبول روب واينرايت في مقابلة مع وكالة فرانس برس على هامش منتدى دافوس الاقتصادي الذي انهى اعماله السبت في سويسرا، "سننشىء هذا الشهر مركزا اوروبيا جديدا لمكافحة الارهاب في اطار اليوروبول، لتزويد جهازي الاستخبارات الفرنسية والبلجيكية واجهزة الاستخبارات في اوروبا، بالبرامج التي تحتاج اليها من اجل تقاسم المعلومات بشكل اسرع وضرب المجموعات الارهابية".
واعلن الاتحاد الاوروبي عن مشروع انشاء هذا المركز في نيسان/ابريل الماضي، وبالتالي، فهو غير مرتبط مباشرة باعتداءات 13 تشرين الثاني/نوفمبر في باريس. واضاف واينرايت ان فرنسا وبلجيكا "اقامتا علاقة عمل وثيقة جدا" بعد اعتداءات باريس التي تسببت بمقتل 130 شخصا وسقوط مئات الجرحى، وتبين ان لمنفذيها صلات ببلجيكا. واوضح ان المركز الجديد الذي يتخذ من لاهاي مقرا، سيتيح المضي قدما في هذا التعاون. ومنذ اعتداءات باريس في كانون الثاني/يناير وتشرين الثاني/نوفمبر 2015، انتقد عدد كبير من الاصوات الثغرات على صعيد الاستخبارات، سواء على المستوى الوطني ام على مستوى التعاون الاوروبي. وقال روب واينرايت ان المركز عبارة عن "هيئة دائمة اتخذ قرار فيها على المستوى السياسي، وتقدم للمرة الاولى في اوروبا مركزا عملانيا يمتد نشاطه على مستوى القارة حول مسائل الارهاب الحساسة". وتقضي مهمة اليوروبول الذي يتخذ من لاهاي مقرا، بمساعدة الاجهزة الامنية في البلدان الاعضاء ال28، على مكافحة الجريمة الدولية والارهاب. ويعمل في اليوروبول اكثر من 900 شخص. وكان النائب الاول لرئيس المفوضية الاوروبية فرانز تيمرمنز قال لوكالة فرانس برس لدى الاعلان عن المركز "اننا ننشىء هذا المركز لنرى ما اذا كان ممكنا ان تلتقي الدول الاعضاء بوتيرة اكبر وتعمل معا بثقة".
واوضح واينرايت من جانبه "سنعمل لتحسين تقاسم المعلومات وزيادة قدراتنا على تعقب عمليات تمويل الارهاب، كتمويل الاسلحة النارية على سبيل المثال". وقال ان الهدف ايضا "ان نراقب بشكل افضل انشطة تنظيم الدولة الاسلامية والمجموعات الاخرى على الانترنت وشبكات التواصل الاجتماعي وخصوصا نشاطها الدعائي واساليب التجنيد التي تطبقها". - جواز سفر بيومتري- ودعا واينرايت ايضا الى تعميم جواز السفر الالكتروني في اوروبا. وقال "لا تقع على عاتق مدير اليوروبول ان يقرر السياسات التي يتعين تطبيقها، هذا شأن رجال السياسة، لكني اعتقد انه من الضروري ان نحدد معايير امنية صارمة جدا على جوازات السفر التي نصدرها، وهذا امر سيساعدنا على تعزيز امن الحدود الخارجية". واضاف "اشعر بقلق شديد من تنامي قوة صناعة الجريمة التي تتضمن إعداد وثائق مزورة وجوازات سفر وبطاقات هوية. وينشط عدد كبير من منفذي الجرائم في هذا الاطار، وجودة الوثائق المزورة تتحسن. واستغل المجرمون ازمة المهاجرين في 2015" لتكثيف نشاطهم. وقال "لذلك يجب ان نتأكد من ان حراس حدودنا هم على بينة من هذا التهديد، وانهم حصلوا على التدريب الجيد، وفي الامكان الافادة بشكل افضل من قواعد المعلومات الجيدة، ومنها معلومات الانتربول حول الوثائق الرسمية المسروقة او المفقودة". وخلص مدير اليوروبول الى ان "اليوروبول يزيد من جهوده لتحديد العصابات الاجرامية وتعطيل قدرتها على إلحاق الاذى بالناس"، مشيرا الى ان هذه العصابات "تعد وثائق مزورة بواسطة مطابع موجودة في اماكن سرية في اوروبا على سبيل المثال".