قضاؤنا الشامخ فوق مستوى الشبهات

مقالات رأي و تحليلات الثلاثاء ٠٩/أغسطس/٢٠١٦ ٢٣:٠٣ م
قضاؤنا الشامخ فوق مستوى الشبهات

ناصر اليحمدي

عندما أرست قيادتنا الحكيمة قواعد البيت العماني الكبير حرصت على أن تكون قواعده متينة وقائمة على الحق والعدل والمساواة والتسامح والتعايش السلمي وكل مبدأ بناء يساهم في إعلاء شأن الوطن ويوفر للمواطن الاستقرار والرخاء .. كما حرص على أن تصبح الدولة الجديدة دولة مؤسسات تتمتع كل منها بالاستقلالية التامة وأن ينال كل مواطن حقوقه كاملة على أن يؤدي كذلك واجباته كاملة فشقت مسيرة النهضة طريقها الناجح محققة قفزات تنموية مبهرة واستطاعت أن تسحق كل العقبات وتتغلب على كل التحديات التي واجهتها حتى وصلنا إلى هذا المستوى من الرقي والحضارة وارتقت مكانة السلطنة دوليا وحظيت على ثقة واحترام الجميع داخليا وخارجيا.
وتعد المؤسسة الإعلامية من المكتسبات البارزة لنهضتنا المباركة فقد تنوعت وسائلها واتسمت بالشفافية والمصداقية والحرية في التعبير والرأي وهو ما يضاف إلى سجل الإنجازات المشرقة لمسيرتنا الظافرة .. كذلك من المؤسسات التي أكسبت المسيرة المباركة القوة والشموخ ووفرت للمجتمع الأمان والاستقرار المؤسسة القضائية التي تعد أحد أهم مكتسبات النهضة العظيمة والتي تعكس الوجه الحضاري لبلادنا .. فكل مواطن ينام قرير العين مطمئن البال لأن حقوقه مصانة وميزان العدل مستقيم .. وكل يوم تطالعنا وسائل الإعلام المختلفة بأحكام رادعة تصدر لتحقق العدالة وتردع كل من تسول له نفسه العبث بأمن واستقرار المجتمع.
لاشك أن المناخ السياسي والاجتماعي المفتوح الذي نعيشه والحرية الكاملة في التعبير عن الرأي ظاهرة صحية وتدل على ديمقراطية الدولة ومصداقيتها في منح المواطن حقوقه كاملة إلا أن اللغط الدائر على وسائل التواصل الاجتماعي يثير الكثير من المخاوف حول التشكيك في استقلالية القضاء خاصة أن هناك فئة مندسة أطلقت العنان لقلمها كي يتطاول على النظام وينتقد القانون بما يقوض استقرار وأمن المجتمع.
إن الفضاء السيبري المترامي الأطراف صار للأسف ساحة للتشهير والتجريح وتصفية الحسابات وتوجيه السهام الهدامة التي تنشر الفوضى والبلبلة في المجتمع وتوجه الرأي العام في اتجاه تنازلي لا يخدم أمن وأمان الوطن ولا يعلي من شأن الدولة ويعكر صفو العلاقات التي تجمع بين أفراد المجتمع الواحد بل البيت الواحد .. فتأليب الرأي العام على مؤسسات الدولة سواء الإعلامية أو القضائية والنيل من رموزها يشوه صورة البلاد داخليا وخارجيا وينال من هيبتها ويفقدها الثقة التي اكتسبتها بعد تعب وجهد مضن وينفي عنها صفات النزاهة والحيادية والعدالة التي اشتهرت بها على مدار مسيرتها الناهضة.
لقد تناسى الفرقاء أن التجرؤ على الدولة لم يكن في يوم من الأيام إصلاحا وأي مواطن محب لوطنه يحرص على سمعته ومكانته .. فهناك من يتربص بنا الدوائر والأيادي الخبيثة ممتدة تنتظر الفرصة كي تعيث فسادا في المجتمع وتعبث بأمنه واستقراره وتعكر صفو أبنائه لذلك يجب على الشعب الأبي أن يكون حريصا على تفويت الفرصة على أعداء الوطن الذين يبثون سمومهم لإثارة المشاكل بين أبنائه تحت شعارات زائفة متجاهلين أن هيبته وأمنه واستقراره خط أحمر لا يجوز الاقتراب منه.
إننا جميعا نثق في مؤسستنا القضائية ثقة مطلقة وأنها حريصة على إرساء مبادئ الحق والعدل في المجتمع .. فالجميع أمام القانون سواء وكم من أحكام ناجزة صدرت في حق شخصيات مسئولة خالفت القانون واستغلت منصبها أسوأ استغلال فاستحقت العقاب .. فالمتتبع لمسيرتنا القضائية يجد أن الجهود المبذولة من قيادتنا الحكيمة لاستئصال شأفة استغلال النفوذ أو الانحراف الأخلاقي وإعلاء كلمة القانون تعكس عمق نظرة جلالته السامية في اللحاق بركب التنمية التي تشهدها البلاد بصورة متسارعة كما أنها من باب تحقيق الاستقرار للمجتمع والحفاظ على هيبة الدولة ومواردها وصون منجزاتها وهذا نهج أصيل وقديم ويرافق نهضتنا المباركة منذ نشأتها والشواهد التي تحملها كتب التاريخ على ذلك كثيرة .. فتطبيق العدالة ليس أمرا اختياريا بل هو ضرورة من ضرورات تحقيق التنمية المستدامة وقاعدة أساسية من قواعدها.
وفق الله قائدنا المفدى حضرة صاحب الجلالة حفظه الله ورعاه وحكومتنا الرشيدة نحو تحقيق الأمان والسلام والعدالة في البلاد وسدد على طريق الخير خطاهم إنه نعم المولى ونعم النصير.