الامم المتحدة تدق ناقوس الخطر : مليوني شخص معرضون للحصار في حلب

الحدث الثلاثاء ٠٩/أغسطس/٢٠١٦ ٢٢:٥٢ م
الامم المتحدة تدق ناقوس الخطر :
مليوني شخص معرضون للحصار في حلب

دمشق – ش – وكالات

حذرت الامم المتحدة امس الثلاثاء من ان اكثر من مليوني شخص معرضون للحصار في مدينة حلب في شمال سوريا، ودعت الى "هدنة انسانية" لتوفير ممرات آمنة الى المدينة التي تتعرض للقصف الكثيف وتشتد الاشتباكات عند اطرافها.
وحذر منسق الشؤون الانسانية للامم المتحدة في سوريا يعقوب الحلو والمنسق الاقليمي كيفن كينيدي في بيان من ان "مليوني مدني يخشون الحصار" في مدينة حلب بمن فيهم نحو 275 الف شخص محاصرون في الاحياء الشرقية الواقعة تحت سيطرة فصائل اسلامية ومعارضة.
وطالبت الامم المتحدة "في الحد الادنى بوقف تام لاطلاق النار او بهدنة انسانية اسبوعية من 48 ساعة للوصول الى الملايين من الناس الذين هم بامس الحاجة في كل ارجاء حلب واعادة تموين مخزونهم من الطعام والادوية الذي تدنى الى مستوى الخطر".
ويقدر المرصد السوري لحقوق الانسان وخبراء عدد المحاصرين في الاحياء الشرقية بـ250 الف شخص وعدد الذين يقيمون في الاحياء الغربية بمليون و200 الف نسمة.
واكد البيان ان "الامم المتحدة مستعدة لمساعدة المدنيين في حلب، المدينة التي توحدها المعاناة".
وتشهد مدينة حلب منذ العام 2012 معارك مستمرة بين قوات النظام التي تسيطر على احيائها الغربية وفصائل المعارضة التي تسيطر على احيائها الشرقية. واشتد القتال والقصف في الاسابيع الاخيرة مع مشاركة فصائل جهادية في المعارك ويسعى كل من الطرفين لحسم المعركة.
وفي 17 تموز/يوليو تمكنت قوات النظام من فرض حصار كامل على الاحياء الشرقية، بعدما سيطرت على طريق الكاستيلو آخر منفذ الى تلك الاحياء.
ومنذ 31 يوليو اطلقت الفصائل المقاتلة سلسلة هجمات بهدف فك الحصار، ونجحت في مسعاها هذا في السادس من الشهر ذاته، بل تمكنت ايضا من قطع طريق الراموسة، آخر طريق امداد الى الاحياء الغربية.
وتمكن كل طرف من استخدام الطريقين الذين باتا يسيطران عليهما لادخال الماء والمؤن ومستلزمات اخرى الى الاحياء الواقعة تحت سيطرته، الا ان المدنيين لا يزالون غير قادرين على استخدام الطريقين لخطورتهما.
ووثق المرصد السوري لحقوق الانسان مقتل اكثر من 130 مدنيا، غالبيتهم في الاحياء الغربية، جراء القصف المتبادل بين الطرفين منذ نهاية يوليو.

اضرار كبيرة
والحق القصف، بحسب الامم المتحدة، اضرارا بالمستشفيات والعيادات وشبكتي المياه والكهرباء في المدينة.
واكدت الامم المتحدة في بيانها ان "تكتيك الحصار يشكل جريمة حرب عندما يستخدم عمدا لحرمان السكان من الطعام والمواد الاخرى الاساسية لبقائهم".
وتشهد سوريا نزاعا داميا بدأ في اذار/مارس 2011 بحركة احتجاج سلمية ضد النظام، تطورت لاحقا الى نزاع متشعب الاطراف، اسفر عن مقتل اكثر من 290 الف شخص وتسبب بدمار هائل في البنى التحتية وتشريد اكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.

المدنيون يدفعون الثمن
من جانبها قالت مندوبة الولايات المتحدة الأمريكية لدى الأمم المتحدة سامانثا باور، إن حسم المعركة فى مدينة حلب السورية لن يكون سريعا ، معربة عن قلقها على مصير المدنيين العالقين هناك.
ونقل راديو (سوا) الأمريكى عن باور ، أمام مجلس الأمن الذى عقد جلسة لمناقشة الأزمة فى حلب ، " كلما طال أمد القتال ، كلما علق عدد أكبر من المدنيين فى الوسط ، وكلما دفعوا ثمنا أكبر".
وأعلنت الفصائل السورية المعارضة الأحد سعيها للسيطرة على المدينة بالكامل بعد أن تمكنت خلال اليومين الماضيين من كسر الحصار الذى كان مفروضا على المدينة من قبل النظام السورى، وأضافت باور أن أيا من الطرفين لن يتمكن من تحقيق نصر سريع وحاسم فى المعركة على حلب.
من جهته ، حذر نائب السفير الفرنسى أليكسس لاميك من أن القتال فى حلب "قد يقضى على أى أمل فى عملية السلام" التى أطلقت فى فيينا لإنهاء الحرب المستمرة منذ خمسة أعوام، ويعزز كل من النظام السورى والمعارضة المسلحة من قواتهما المتواجدة فى حلب استعدادا ، على ما يبدو ، لمعركة فاصلة.

متعاقدين استخباراتيين
من جانبه قال موقع دايلى بيست الأمريكى إن الجيش الأمريكى يدفع ملايين الدولارات للمتعاقدين الاستخباراتيين من خارج المؤسسة العسكرية، حتى يشاركوا فى القتال الدائر بسوريا.
وأشار الموقع إلى أن وزارة الدفاع الأمريكية تصدر كل يوم فى الخامسة مساء قائمة بالعقود التى تستحق أكثر من 7 مليون دولار. وفى 27 يونيو ماضى كانت هناك تفصيلة لافتة، حيث بإمكان المتعاقدين العسكريين، أفراد من خارج المؤسسة العسكرية، العمل داخل سوريا مع القوات الأمريكية الموجودة هناك بالفعل وعددها 300.
وبدت هذه المرة الأولى التى يعترف فيها البنتاجون علنا أن متعاقدين يلعبون دورا فى الحرب ضد تنظيم داعش داخل سوريا، كما أنها إشارة أخرى على أن الجيش الأمريكى يعمق تدخله فى مصير البلاد.
ووفقا لإعلان التعاقد، فإن شركة "63 للحلول الاستخباراتية" وهى شركة استخباراتية خاصة، حصلت على تعاقد قيمته 10 مليون دولار دون عطاء لتقديم خدمات التحليل الاستخباراتى.
ووفقا للبنتاجون، فإن العمل سيكتمل خلال العام المقبل فى ألمانيا وإيطاليا وفى سوريا. وإلى جانب هذا، فإن التفاصيل ليست وفيرة. فعلى سبيل المثال من الصعب القول، فى ظل ضآلة المعلومات المتاحة، كم عدد المتعاقدين الذين سيذهبون إلى البلاد بموجب التعاقد. فربما يكون عدد قليل من المحللين الاستخباراتيين يحصلون على أجور كبيرة.

جدير بالذكر أن المتعاقدين كان لهم دور بالغ السوء أثناء الحرب الأمريكية فى العراق، وأثاروا ضجة كبيرة بسبب الجرائم التى ارتكبوها خلال سنوات الاحتلال الأمريكى، ومن الممكن أن يثير دخولهم فى دائرة الحرب السورية القلق من احتمالات تكرار جرائمهم مرة أخرى.