
مسقط - ش
تقوم الهيئة العامة لحماية المستهلك بالعديد من الأعمال والتي تصب اولاً واخراً لصالح المستهلك والذي يعول عليه الكثير في المساهمة بحماية نفسه ومجتمعه، وفور إنشاء الهيئة بالسلطنة رافقتها العديد من الدوائر والمديريات والاقسام المختلفة والمتعددة وكلاً منها يقوم بدوره لتجتمع جميعها على حماية المستهلكين على أرض عمان الطيبة وجميع الطرق القانونية المتاحة، ويعد قسم الاستدعاءات والتحذيرات من أهم هذه الاقسام بالهيئة كيف لا وهو القسم الذي قد ينقذ عائلة ما من حادث سير اليم أو احتراق منزل جديد أو من إصابة مستهلك ودخوله في ازمات مرضية خطيرة من جراء أدوية معينة أو مواد غذائية مسرطنة.
صفحة " المستهلك " لهذا الاسبوع تناقش مع عدداً من المتخصصين والمستهلكين غياب ثقافة حملات الاستدعاء بأنواعها المختلفة ، والتي تقوم بها الهيئة على الدوام موضحين أهمية هذه الحملات وماهيتها وأهمية التعاون مع المختصين بالهيئة في ما يتعلق بهذه الحملات المختلفة سواء من جانب الوكيل أو المستهلك نفسه.
حملات شاملة
في البداية اوضح خالد بن سالم بن راشد السيابي رئيس قسم الاستدعاءات والتحذيرات في حماية المستهلك قائلاً: إن حملات الاستدعاء التي تقوم بها الهيئة هي حملات شاملة وليست للسيارات فقط بل تشمل أغلب المنتجات التي يستخدمها المستهلك في حياته اليومية مثل المواد الغذائية والمواد الكهربائية والإلكترونيات والسيارات وغيرها.
ومضمون هذه الحملات التي تقوم بها الهيئة على الدوام هو المحافظة على صحة و سلامة المستهلك نفسه فالحملات تشمل استدعاء جميع السلع التي قد تؤثر على المستهلك وتهدد حياته، ونحن هنا في قسم الاستدعاءات والتحذيرات نقوم بمتابعة جميع المواقع الإلكترونية والتي تختص بحملات الاستدعاءات المختلفة في العالم ومن خلال متابعتنا لها وفور وجود حملة معينة نقوم بدورنا بأخطار الشركات واصحاب الوكالات التجارية بوجود حملة على نوع معين من منتجاتهم ويتم التأكد من ذلك واذا وجدت يتم مخاطبة الهيئة بذلك من قبلهم ويتم مراجعة خلفيات الحملة عالميا أو خليجا على حسب نوع المنتج ومواقع انتشاره ومن ثم إطلاق حملة استدعاء رسمية للمنتج هنا بالسلطنة ونشر إعلانات عن ذلك في وسائل الإعلام المختلفة، وبدون شك فإن الحملة تشمل جميع بيانات المنتج مع ذكر نوعه وبياناته الدقيقة من حيث الوصف وسنة الصنع واسم المنتج نفسه وايضا تحديد نوع العطل الذي يحتويه.
استباق الأحداث
وقال أيضاً : من خلال متابعتنا للحملات لاحظنا استباق الأحداث لبعض الشركات بالسلطنة وهي من تقوم بإخطار الهيئة بوجود حملة استدعاء لمنتج من منتجاتها وهذا الأمر جيد وبدون شك تشكر هذه الشركات على تعاونها، متمنين من الشركات الأخرى التعاون في هذا الجانب، ومن الملاحظ ايضا وفي كثير من الاحيان صعوبة الوصول إلى المستهلك من قبل الوكيل وهذا آمر وارد خاصة اذا تم تغيير رقم هاتف المستهلك مثلا، ولذلك ولتجنب المسألة القانونية يقوم الوكيل بنشر إعلان في وسائل الإعلام المختلفة المتاحة والمتوفرة وايضا لضمان وصول الخبر ومعلومات الحملة إلى أكبر شريحة ممكنة من المستهلكين، وعلى المستهلك نفسه التعاون في هذا الجانب ومتابعة هذه الإعلانات والاخبار على الدوام.
حملات مختلفة
وعن أغلب الحملات التي قامت بها الهيئة فقال: كما قلنا سابقا الحملات مختلفة وأغلبها حملات السيارات وبعدها حملات الإلكترونيات والمواد الغذائية والأدوية.
فالهيئة تتعامل مع جميع هذه الحملات بخطابات رسمية واي وكيل يخالف هذه الأمر يتم إخطاره ومن ثم معاقبته اذا لم يلتزم، وهذا هو دور الهيئة إضافة إلى أنها قامت ايضا بتعريف المجتمع والمستهلك بأهمية هذه الحملات ففي السابق لم يكن يعلم المستهلك بوجود حملات استدعاء بشتى انواعها مع وجود بعض أصحاب الوكالات وللأسف الشديد الذين لا يتعاونون في هذا الجانب وهناك أخرين لا يخطرون المستهلك بوجودها اصلا ، ولكن الآن وبعد إنشاء الهيئة والاطلاع على الحملات العالمية وجه رئيس الهيئة بضرورة إنشاء قسم استدعاءات وتحذيرات لمتابعة حملات الاستدعاءات العالمية وتبليغ المستهلك المحلي بها ليكون على دراية بحقوقه الكاملة.
فما على المستهلك إلا التعاون في حماية نفسه وعائلته وذلك عن طريق متابعة هذه الحملات فاذا كانت هناك حملة استدعاء لنوع معين من السيارات مثلاً، وتم الإعلان عن ذلك رسما فعلى المستهلك الذي يملك هذه السيارة أن يذهب بها للوكالة وهي بدورها وحسب القانون سوف تقوم بإصلاح العطل على نفقتها ولا يتحمل المستهلك اية تكاليف مالية ابداً.
وأضاف قائلا: على سبيل المثال وقبل وقت قريب كانت هناك حملة استدعاء لنوع معين من طاولات الطعام وتم الإعلان عن الحملة وتم استرجاع جميع الطاولات وبدون شك استرجع جميع المستهلكين حقوقهم الكاملة، والوكيل هو من قام بتحمل جميع التكاليف حتى تكاليف النقل، وذلك لأن الطاولة كان سطحها زجاجي وهذا السطح لا يتحمل كثيراً ويتأثر للكسر بسرعة ويعتبر ذلك خطر على المستهلك.
أهمية التعاون
اما عن تعاون اصحاب الوكالات التجارية والشركات فقال: هناك اصحاب وكالات نجدهم متعاونين بشكل جيد مع الهيئة وهناك أخرون لا يتعاونون وهناك ايضا من تصل إليه معلومات عن حملات استدعاء ولكنه لا يقوم بإخطار الهيئة بذلك بل ينتظر إلى أن تعلم الهيئة من خلال بحثها المتواصل وهذا الأمر غير صحي ويشكل تحدياً في مجال التعاون للمصلحة العامة.
فمن الأفضل أن يقوم الوكيل بالتعاون في هذا الجانب ويقوم بأخطار الهيئة عن الحملة التي تشمل منتجاته، وعدم القيام بذلك قد يؤثر عليهم من حيث ثقة المستهلك بمنتجاتهم، وايضا وما هو أكثر خطورة قد يؤثر على المستهلك نفسه، وقد يتعرض للخطر وربما قد يتسبب الأمر في وفاة أحد المستهلكين.
جهود واضحة
من جانب آخر قال الإعلامي سعيد الهنداسي : لا بد لنا أن نثمن الدور الكبير الذي قامت به حماية المستهلك منذ إنشائها من عمل ملموس ومؤثر يصب في مصلحة المستهلك مواطناً كان أو مقيماً وما هذه الحملات المختلفة التي تقوم بها الهيئة من استدعاءات السيارات أو بضائع والكترونيات ومواد غذائية وصحية وغيرها من المواد الاستهلاكية المتنوعة إلا دليل واضح يؤكد مدى الجهد المبذول من قبل القائمين عليها.
دور الرقيب
ويواصل الهنداسي حديثه قائلا: عندما نتحدث مثلا عن حملة استدعاء لبعض من المنتجات الغذائية فبدون شك هذه الحملة مهمة جدا خاصة وانها تمنع من استهلاك وتناول مواد قد ثبت مسبقا انها قد تشكل اضرارا صحية على المستهلك وقد تسبب أمراض وهي بذلك تقوم بدور الرقيب والعين الساهرة على كل ما من شأنه الإضرار بصحة الإنسان على هذه الأرض الطيبة.
شراكة مجتمعية
وحول تعاون المستهلك بالمجتمع مع الهيئة فيضيف الهنداسي : لابد من وجود شراكة حقيقة بين المستهلك والهيئة ولا يمكن ذلك إلا بعد أن يعي المستهلك نفسه أهمية هذه الحملات التي تقوم بها الهيئة وليس المستهلك المواطن فقط بل والمقيم ايضا على حد سواء ومن خلال هذه التعاون و متابعة الأخبار والإعلانات المختلفة والمتعلقة بهذه الحملات والتبليغ عن كل عيب يخل بحقوق المستهلك في المواد الاستهلاكية المختلفة سوف يقلل ذلك من الغش التجاري وايضا سوف يساهم في حفظ حقوق المستهلكين .فالجميع عليه أن يعلم بأنه شريك اساسي يعمل بجانب الهيئة .
صلاح المجتمع
وينهي سعيد الهنداسي مشاركته قائلا: إن مثل هذه الحملات لها دور كبير في تقديم صورة صحيحة وواقعية للمجتمع عن حقوقه كمستهلك وبدون شك فإن هذه الحملات مختلفة ومتعددة وليست مقصورة فقط على المواد الغذائية بل هناك حملات تشمل السيارات وقطع الغيار وغيرها وهي كثيرة وهنا يأتي دور الإعلام العماني بتثقيف المستهلك بأهمية هذه الحملات وما لها من الأثر الايجابي الكبير في حياته اليومية.
حفظ الحقوق
من جانبه قال حميد بن سالم البادي: أعتقد أن حملات الاستدعاء التي تعلن عنها حماية المستهلك لبعض أنواع المركبات أو بعض المنتجات الأخرى هي تواصل لجهود الهيئة وسعيها الدائم لحماية وحفظ حقوق المستهلك وإحدى انجازاتها في هذا الجانب وتضاف لسلسلة إنجازاتها وهي من صميم عمل الهيئة وحق أصيل من حقوق المستهلك.
ويضيف البادي: وهذه الحملات متعارف عليها عالمياً وتقوم بها كبرى الشركات ضمن خدمات ما بعد البيع وكنوع من الشفافية في التعامل مع زبائنها، وللهيئة جهود مقدرة في هذه الحملات من خلال إعلاناتها في وسائل الإعلام أو التواصل الشخصي مع المستهلكين.
وحول أهمية هذه الحملات يقول البادي: لا شك أن هذه الحملات مهمة للمستهلك خاصة إذا كان الاستدعاء يتم بسبب خلل تصنيعي في بعض أجزاء السيارة كالفرامل أو بعض الاعطال الكهربائية مثلاً والتي من الممكن أن تسبب خطراً على حياة المستهلك وغيره من مستخدمي الطريق وأفراد المجتمع، وكذلك لابد أن يعلم الجميع بأن هذه الحملة ما هي إلا حق من حقوقه كمستهلك ولا يتحمل أية تبعات مالية فهي خدمة تقدمها الشركة المصنعة مجاناً.
ويضيف البادي: تعاون المستهلك في مثل هذه الحملات تنصب لصالحه وقد تسهم في الكثير من الأحيان في إنقاذ حياته وحمايته من أخطار جسيمه عليه وعلى أفراد أسرته وهو غير منتبه لها وهنا دعوة للمستهلكين لسرعة التجاوب مع نداءات الهيئة من خلال قنواتها المختلفة في حملات الاستدعاء خصوصاً تلك المتعلقة باستدعاءات السيارات.
بادرة مهمة
اما زينب بنت سليمان الفزارية فتقول: لابد أن يعلم الجميع أهمية الحملات التي تقوم بها الهيئة ولابد من متابعتها على الدوام لأنها تتمحور في صالح المستهلك وسلامة المجتمع من اضرار خطيرة جدا خاصة إذا تعلق الامر بأدوية فيها بعض المواد الخطيرة، فأهمية الحملات مرتبطة بصحة وسلامة المستهلك والمجتمع في نفس الوقت.
واضافت: لابد من تكثيف الجهود في تثقيف المستهلك بأهمية هذه الحملات وأعتقد بانها لم تنتشر بالقدر الكافي كما أن ثقافة التعاون مع الهيئة لم تنتشر بعض وهما مرتبطين ربما مع بعضهما البعض ونقول لجميع المستهلكين بأن تعاونك مع الهيئة من خلال متابعة هذه الحملات قد ينجيك من ضرر محيط وقريب منك.