هجوم حاد ومتواصل على "ترامب"

الحدث الثلاثاء ٠٩/أغسطس/٢٠١٦ ٠٠:٢١ ص
هجوم حاد ومتواصل على "ترامب"

واشنطن - ش – وكالات

ذكرت مجلة "بوليتيكو" الأمريكية أن المرشح الجمهورى فى انتخابات الرئاسة الأمريكية دونالد ترامب، ربما يكون قرأ الدستور الأمريكى ولكن ليس واضحا ما إذا كان يفهمه أم لا، فى ظل تصريحاته واقتراحاته ضد الصحافة والمسلمين ومؤسسات أخرى، التى يطلقها منذ بداية حملته الانتخابية والتى تتنافى ومواد الدستور بشكل صريح.
وأضافت المجلة فى تقرير بعنوان "ترامب فى مواجهة الدستور" نشرته على موقعها الإلكترونى - أن الملياردير الأمريكى أثناء اجتماعه بالنواب الجمهوريين فى الكونجرس، أعرب عن إعجابه بالمادة 12 فى الدستور، فى جهل فاضح منه بأن الدستور به 7 مواد أساسية فقط، وهو ما وصفه النائب بليك فارينهولد المؤيد لترامب، بأنه "خلط بين المواد والتعديلات".
وتابعت المجلة أن العلم بالدستور ليس فقط تفصيلة فنية ينبغى على الرئيس أن يحيط بها، حيث ينص القسم الرئاسى على أن "يحافظ (الرئيس) ويحمى ويدافع عن دستور الولايات المتحدة الأمريكية".

تساؤلات
وتساءلت المجلة عن كيفية حماية ترامب لشيء لا يفهمه، بل وتعتبر فلسفته الشخصية عدائية تماما لهذا الشيء، مقدمة دليلا قصيرا تشرح فيه كل مرة تداخل ترامب مع الدستور الأمريكي، وذلك للكشف عن أهلية الملياردير للحفاظ على قسم البيت الأبيض فى حال أصبح رئيسا للولايات المتحدة.
وأشارت المجلة إلى أن أول تداخل هو فى التعديل الأول للدستور، لافتة إلى تصريح ترامب بعد هجمات باريس فى نوفمبر 2015، حيث اقترح بغلق المساجد فى الولايات المتحدة، وهو ما يستهدف دستوريا فرض عقوبة على مؤسسة دينية بسبب اعتناق أعضائها لمعتقدات معينة، الأمر الذى يعتبر مثالا دقيقا لما يحظره التعديل الأول للدستور، والذى يحمى حرية الاعتقاد الدينى ويمنع أى قوانين ضد حرية ممارسة الشعائر الدينية.
يذكر ان استطلاعا جديدا للرأي اظهر تقدما كبيرا بثماني نقاط للمرشحة الديموقراطية للانتخابات الرئاسية هيلاري كلينتون على منافسها الجمهوري دونالد ترامب الذي تشهد حملته الانتخابية مرحلة صعبة.
وبحسب الاستطلاع الذي اجرته صحيفة "واشنطن بوست" وشبكة "ايه بي سي نيوز" بين 1 و4 اغسطس، فان كلينتون تحظى بـ50 بالمئة من نوايا التصويت مقابل 42 لترامب .
ويؤكد هذا الاستطلاع نتائج استطلاع سابق لشبكة "سي بي اس"، واخر لشبكة "سي ان ان" ومعهد "او ار سي" نشرت في 1 اغسطس واعطت تقدما لكلينتون بفارق سبع وتسع نقاط.
واستفادت كلينتون من السجالات الكثيرة التي اثارها ترامب، كما عززت حظوظها في اعقاب المؤتمر العام للحزب الديموقراطي الذي رشحها رسميا في اواخر يوليو وأظهر صورة حزب موحد، خلافا للمؤتمر العام للحزب الجمهوري.
ومن القضايا التي تناولها ترامب واثارت جدلا، انتقاده والدي نقيب مسلم في الجيش قتل في العراق عام 2004، ما شكل صدمة في الولايات المتحدة وحتى لبعض صقور الحزب الجمهوري.
ومع ذلك، لا يبدو ان ترامب وكلينتون يثيران حماسة الناخبين الاميركيين، اذ عبر نحو 60 بالمئة منهم عن عدم رضاهم ازاء مرشحي الحزبين الرئيسيين في البلاد، بحسب استطلاع واشنطن بوست وايه بي سي نيوز.

تصريحات منتقدة
أطلقت النائبة الديموقراطية الفرنسية كارين باس، عريضة على مواقع التواصل الاجتماعى للفت نظر العالم أجمع إلى المرشح الجمهورى للبيت الأبيض دونالد ترامب، وتصريحاته وردود أفعالة التى أصبحت منتقدة دائما، حيث طالبت النائبة الفرنسية عرض ترامب على مختص أمراض نفسية، وقالت "إنه من واجبنا الوطنى أن نركز على قضية الاستقرار النفسى لدونالد ترامب".
ووفقا لصحيفة ليبراسيون الفرنسية، فأن كارين باس نشرت تلك العريضة على مواقع التواصل الاجتماعى لعرض ترامب على طبيب نفسى مختص، وقد استطاعت فى وقت قليل على جمع توقيع 27.949 شخصا موافقين على فكرتها، وهم أيضا يرون أن المرشح الجمهورى سوف يكون خطرا على الكثير من القرارات العالمية وخاصة أن أمريكا قوى عظمى عالميا.
كما أكدت "ليبراسيون" أن الموقعين على عريضة كارين يقولون إن خطورته تكمن فى تطرف فكره، واندفاعه، وعدم قدرته على السيطره على انفعالاته وأن شخصيته نرجسية وتحمل كل الدلائل على وجود اضطرابات.

تحسين صورته
ونشر موقع الصحيفة البريطانية الـ"فايننشيال تايمز" تقريرا يفيد نية مرشح الرئاسة الأمريكى "دونالد ترامب" لعقد مؤتمر ينقذ به تدهور حملته الانتخابية على ضوء تخلى العديد من قيادات الحزب الجمهورى عن دعمه، وأنه سيزعم في المؤتمر أنه سيضاعف النمو الاقتصادى الأمريكى من خلال فرض المزيد من الرسوم الجمركية على الصين، وإعادة مفاوضة قوانين التجارة العالمية.
وأضاف التقرير أن المؤتمر سيشهد خطة "ترامب" لتحسين الحالة المتردية للاقتصاد الأمريكى، وسعيه لدفع الأعمال التجارية الأمريكية، وجلب المزيد من الأرباح من خارج الولايات المتحدة.
واعتبر التقرير أن المؤتمر الذى شهدته ولاية "ديترويت" الأمريكية امس الإثنين هو محاولة من حملة "ترامب" للتركيز على الاقتصاد، وهو أحد المجالات التى تمثل نقطة قوة للمرشح "ترامب" على خصمه المتمثل فى مرشحة الرئاسة عن الحزب الديمقراطى "هيلارى كلينتون" وفقا للاستطلاعات، لكنها بدأت فى كسب أرضية فى نفس المجال جراء رعونة "ترامب" السياسية.
وتأتى تلك الخطوة ضمن محاولات "ترامب" لإعادة حملته الانتخابية إلى نصابها الذى تأثر كثيرا بهجومه على أسرة جندى أمريكى مسلم قتل فى حرب العراق، وتقاعسه عن إبداء دعمه لإعادة انتخاب زملائه بالحزب الجمهورى فى الكونجرس الأمريكى، وهم "بول راين" والسيناتور "جون مكين" و"كيلى آيوت"، ليعلن دعمه لهم الجمعة.
وقال مستشارو "ترامب" لصحيفة الفايننشيال تايمز أن المرشح سوف يرتكز على إعادة مفاوضة شركاء أمريكا الدوليين، وأولهم الصين لخلق مزيد من الأرباح لأمريكا، ودفع الصناعات والأعمال التجارية الأمريكية وإنقاذ الاقتصاد من ركوده.
وكانت حملة المرشحة "كلينتون" قد أعلنت عن تنظيم مؤتمر اقتصادى مماثل الخميس فى ولاية "ميتشيجان" ردا على "ترامب".

توقعات
من جانبها قالت صحيفة واشنطن بوست إن بعض أنصار الرئيس الأمريكى باراك أوباما يرون فى المرشح الجمهورى دونالد ترامب بطلا للأمل والتغيير.
وذكرت الصحيفة فى تقرير على موقعها الإلكترونى ، إنه قبل ثمان سنوات، صوت البعض للمرشح المختلف الذى تجرأ ليقول إن النظام لا يعمل، الرجل الذى تحدث عن الأمل والتغيير.
وهذا العام يصوتون هؤلاء أنفسهم لمرشح مختلف يتجرأ على القول بأن النظام لا يعمل، ويعد بأن يجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى. هؤلاء هم من صوتوا لأوباما وسيصوتون لترامب. ورغم أنهم يثيرون حالة من الاستغراب من كلا الحزبين الجمهورى والديمقراطى، إلا أنهم يرون أنهم متسقون للغاية. ففى عام 2008، أرادوا شخصا يحدث تغييرا، ويعيد التركيز إلى الطبقة الوسطى ويوقف الشعور الكئيبب التراجع ويلتزم بالسلطات. وفى هذا العام، لا يزالوا يريدون الأمر نفسه.
ومن بين هؤلاء لينت أندرسون، المدرسة بمدرسة ثانوية، والتى تقول إنها اعتقدت أن أوباما هو الرجل الذى يستطيع أن يحرك الجبال، لاسيما فيما يتعلق بالعراق. وشعرت أنه لم يكن لديه شىء ليخسره. وكأول رئيس أمريكى من أصل أفريقى وشخص جديد على اللعبة السياسية فى واشنطن، أعتقدت أنه سيحقق إنجازا.
لكن أوباما أصاب أندرسون بخيبة أمل، وقالت إنه تبين أنه سار على نفس المنوال. والآن هى تعتقد أن ترامب يمكن أن يقوم بالمهمة التى تتحدث عنها وتقول إنها تثق به. وهى عادة تصوت للجمهوريين فى انتخابات الرئاسة والديمقراطيين فى الانتخابات المحلية وانتخابات الولايات.