معاناة متزايدة لنازحي العراق

الحدث الثلاثاء ٠٩/أغسطس/٢٠١٦ ٠٠:١٨ ص
معاناة متزايدة  لنازحي العراق

بغداد – – وكالات

تكتظ مخيمات المدنيين النازحين في شمال العراق بينما تتقدم القوات العراقية نحو مدينة الموصل التي يسيطر عليها تنظيم داعش ما أجبر الآلاف على النزوح.

وإلى جنوب شرق الموصل مباشرة، يتوسع مخيم «ديبكه» الذي يضم نازحين من محافظة نينوى بشكل مستمر.

ووسط المخيم تجمع عدد من الشباب الغاضبين عند مكاتب إدارية طلبا لمأوى ملائم أو إذن بمغادرة المخيم بالكلية.
وفي أحد أقسام المخيم والمنفصل عن باقي الأقسام، عبر أفراد أسر السياج المرتبط بسلسلة بحثا عن ذويهم الذين فرقتهم عملية الاستجواب الطويلة.
وصل زهاء ثلاثة آلاف شخص إلى المخيم فى الأسبوع الفائت وحده، وفقا لإدارة المخيم. ويعيش سكان المخيم الذين يزيد عددهم على ثمانية وعشرين ألفا في مزيج من الخيام والحاويات والمنازل المؤقتة والبنايات التابعة للبلدية أو ينامون في العراء. في المرحلة الأولى من العملية الرامية إلى استعادة الموصل من قبضة تنظيم الدولة الإسلامية، من المتوقع أن يضطر نحو مليون شخص إلى النزوح بسبب العنف، وفقا للأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر. ومع ذلك، يكافح مسؤولون محليون وجماعات إغاثية من أجل التعاطي مع التدفق الحالي الأقل بكثير مما شهده المخيم في البداية.

موارد محدودة

أدى سوء التخطيط وكذلك الموارد المحدودة خلال عملية استعادة الفلوجة من تنظيم الدولة الإسلامية الصيف الحالي إلى ترك عشرات الآلاف من المدنيين عالقين في صحراء محافظة الأنبار بلا مأوى وبقليل من الطعام والشراب.
وبينما يندفع الجيش العراقي ببطء نحو الموصل منطلقا من قاعدة القيارة الجوية التي استعادها مؤخرا والواقعة غرب نهر دجلة، قال قادة عراقيون إنهم يحاولون التخفيف من التأثير الإنساني عن طريق تشجيع بعض العائلات على عدم الرحيل.
وفي السياق قال العقيد فارس بشير الدليمي من قيادة عمليات نينوى أن «الوضع بالنسبة للنازحين داخل المخيمات مروع. .. قواتنا تشجع مزيدا من السكان على البقاء في منازلهم بينما نتقدم»، مشيرا إلى أنه لا توجد بنية تحتية كافية لاستيعاب تدفقات كبيرة متكررة من المعوزين.
وشهدت عمليات سابقة ضد تنظيم الدولة إفراغ مدن وقرى من المدنيين، في محاولة لتجنيبهم الأذى. لكن تشجيع السكان على البقاء قد يعرضهم لهجمات مرتدة من التنظيم، والتي تتبع عادة «تحرير» مناطق من أيدي الجماعة المتشددة. سار عبد الله أحمد وعائلته الشابة عبر الصحراء لمدة يومين للوصول إلى منطقة آمنة بعد فرارهم من قرية القيارة التي كانت خاضعة للتنظيم سابقا. وتوفي أصغر أبنائهم، إبراهيم وعمره 7 أشهر، خلال الرحلة بسبب الجفاف. وفي مخيم ديباغا، تمكنت العائلة من إيجاد صناديق من الورق المقوى كي تنام في ساحة مفتوحة بجانب المكاتب الإدارية للمخيم. وقال أحمد «نحن سعداء لوجودنا هنا بغض النظر عن الظروف.» ووصف الأيام الأخيرة لعائلته في بلدهم بالمرعبة، فبعد أن أغلقت القوات العراقية القيارة، بدأ مقاتلو التنظيم في تنفيذ عمليات إعدام جماعية.
وأضاف «إذا ذهبت إلى هناك الآن، ستجد الشوارع مليئة بالجثث.» لكن آخرين في المخيم رفضوا الظروف القاسية في المخيم وعملية الفحص الصارمة التي تفرضها إدارة إقليم كردستان العراق والتي تلزم معظم الرجال بالخضوع لاستجواب لمدة أسبوع أو أكثر ومصادرة بطاقات هويتهم للسيطرة على حركتهم. وصاح مجموعة من الشبان في الحراس المسلحين وعمال الإغاثة أمام إحدى بوابات المباني الإدارية للمخيم.
«هذا مثل الموت البطيء»، هكذا صاح أحد الشباب. وقال الشاب هيثم فتوى، 20 عاما، «عندما تم تحريرنا من داعش كنا نظن أننا حصلنا على حريتنا، لكن نحن في السجن الآن.» وبينما يرتدي سروالا قديما وصندلا بلاستيكيا، يعد فتوى مثل مئات الرجال والشباب الآخرين، ويقول أنه أجبر على النوم في مسجد متواضع وسط المخيم. وأضاف « إذا كنا نعرف أن هذا سيكون الحال، لم نكن لنفر من ديارنا.»

تزايد الأزمة

واستقبل مخيم «ديبكه» في منطقة مخمور جنوب شرقي الموصل بمحافظة نينوى، قرابة 40 ألف نازح من العراقيين العرب خلال الأيام القليلة الفائتة، الذين تمكنوا من الفرار من المناطق التي يسيطر عليها تنظيم (داعش) الإرهابي شمالي العراق. وقال مصدر أمني عراقي إن عشرات الآلاف من العراقيين نزحوا عن مناطق الحويجة بكركوك والشرقاط بصلاح الدين والمناطق المحيطة بسنجار والقرى المحيطة في نينوي، لافتا إلى أنه سيتم إنشاء ثلاثة مخيمات أخرى بالمنطقة، لاسيما مع اقتراب بدء عمليات تحرير الموصل وتوقعات ارتفاع عدد النازحين الفارين من المناطق التي يسيطر عليها (داعش). ومن جهتها، تشرف وزارة التجارة العراقية على توزيع المواد الغذائية على النازحين في قضاء مخمور.. وقال رئيس خلية الأزمة الفرعية بالوزارة حسين كريم - في تصريح صحفي الأحد - إن وزير التجارة بالإنابة سلمان الجميلي أوعز بتشكيل لجنة تمثل الإدارات العامة في بعض دوائر وشركات الوزارة للإشراف على توزيع المواد الغذائية على العوائل النازحة في مخيم ديبكه. وأشار إلى أن اللجنة وزعت السكر والزيت والأرز والدقيق على العوائل النازحة لمساعدتها على تجاوز الظروف التى ولدتها سيطرة عناصر (داعش) الإرهابية على المنطقة.

مساع لإعادة الاستقرار

نفى محافظ الأنبار صهيب الراوي ما تداولته بعض وسائل الإعلام وصفحات التواصل الاجتماعى عن انتقال السلطة الإدارية لناحية النخيب إلى محافظة أخرى غير محافظة الأنبار، وقال: لم يصلنا أي كتاب رسمي من الحكومة المركزية يتعلق بنقل أي وحدة إدارية خارج حكومة الأنبار المحلية. وقال الراوي، في تصريح صحفي ، إن الحكومة المحلية بالأنبار تعمل بعد إعادة الاستقرار إلى المناطق المحررة من قبضة داعش إلى إعادة تفعيل جميع الطرق الدولية مع دول الجوار وتأمينها بالتنسيق مع قيادة العمليات المشتركة والقيادات الأمنية في المحافظة بما يخدم الحركة التجارية وحركة المسافرين، ولاسيما المتوجهين للسعودية لأداء مناسك الحج والعمرة. وأضاف: أن التنسيق مع الجهات المحلية الدولية يجري بجهود مضاعفة لإعادة إعمار واستقرار الأنبار، وتوفير جميع ما يخدم العودة الطوعية للنازحين وتقديم الخدمات لهم. على صعيد آخر، كشف عضو اللجنة الأمنية بمجلس محافظة الأنبار راجع بركات العيفان عن تـــــدهور الوضع الصحي لعشرات المعتقلين فى «عامرية الفلوجة» شرقي الأنبار، مطالبا الحكومة المركزية بإرسال لجان تحقيق لإطلاق سراح الأبرياء من المعتقلين.