تكثيف الفعاليات الداعية لاقتحام الأقصى

الحدث الثلاثاء ٠٩/أغسطس/٢٠١٦ ٠٠:١٧ ص
تكثيف الفعاليات الداعية لاقتحام الأقصى

القدس / علاء المشهراوي

كثفت منظمات "الهيكل" المزعوم من فعالياتها التحريضية والداعية الى اقتحام جماعي للمسجد الأقصى المبارك الأحد القادم الموافق 14 أغسطس بمناسبة ما يطلق عليه الاحتلال ذكرى "التاسع من آب-خراب الهيكل".
وتتضمن الفعاليات نصب خيام اعتصام واحتجاج ومؤتمرات ومسيرات تستمر على مدار الأسبوع إلى مساء السبت، فيما وضعت الجماعات اليهودية برنامجًا مكثفًا لاقتحام وتدنيس المسجد الأقصى خلال الأسبوع الحالي.
ونظمت جماعات يهودية مساء امس الاثنين يومًا دراسيًا حول "جبل الهيكل والمعبد" في إحدى القاعات غربي القدس، فيما ستنصب صباح اليوم الثلاثاء خيمة اعتصام واحتجاج على أرض مقبرة مأمن الله الإسلامية المصادرة، لتكون مكان تجمع وعقد حلقات تدريسية حول بناء "الهيكل" المزعوم، وأهمية الاقتحامات اليهودية للأقصى في هذه الأيام.
كما نظمت حلقات تعبوية وارشادية حول "الهيكل" وخرابه في مستوطنة "كريات أربع" – بجانب مدينة الخليل المحتلة – للنساء مساء امس ، وللرجال يوم الخميس القادم 11/8/2016، فيما ستنظم مساء السبت مسيرة نسائية حول أسوار القدس القديمة تدعو إلى تسريع بناء "الهيكل" على حساب المسجد الأقصى.

برنامج مكثف
إلى ذلك، أعلنت "منظمات الهيكل" عن برنامج مكثف ومتنوع لاقتحام وتدنيس الأقصى خلال الأسبوع الجاري، تهيئة للاقتحام الجماعي المعلن عنه ليوم الأحد القادم ، وكان المئات من المستوطنين شاركوا الخميس الماضي في مسيرة تهويدية بمناسبة ما يطلقون عليه "الفاتح من شهر آب العبري"، جابت أزقة القدس القديمة ومرّت قبالة أبواب الأقصى.
في غضون ذلك جدّدت عصابات المستوطنين اليهودية، امس الاثنين، اقتحامها للمسجد الاقصى المبارك، من باب المغاربة بمجموعات صغيرة ومتتالية، وبحراسة معززة من عناصر الوحدات الخاصة والتدخل السريع بشرطة الاحتلال.
وتزامنت الاقتحامات مع اقتحام خبير آثار إسرائيلي، وعناصر من القوات الخاصة لمسجد قبة الصخرة في المسجد الاقصى لمعاينة أعمال الصيانة والترميم التي تنفذها دائرة الأوقاف الاسلامية، التي تم توقيفها بالقوة قبل أيام.
وقال شهود العيان : إن مجموعات المستوطنين تنفذ جولات استفزازية في المسجد الاقصى تتصدى لها مجموعات من المصلين وطلبة حلقات العلم بهتافات التكبير الاحتجاجية.
ويشهد المسجد الاقصى تواجداً ملحوظاً للمواطنين من القدس وخارجها استجابة لدعوة الهيئات المقدسية المختلفة بالمزيد من شد الرحال الى الأقصى لإحباط مخططات منظمات الهيكل المزعوم التي دعت أنصارها لمشاركاتٍ واسعة في اقتحام الأقصى قبل موعد احتفالاتها بما يسمى "ذكرى خراب الهيكل" الذي يحلّ في الرابع عشر من الشهر الجاري.
الى ذلك ادان المتحدث الرسمي باسم الحكومة يوسف المحمود اقتحام قوات الاحتلال الاسرائيلي مسجد قبة الصخرة المشرفة.

تدنيس يومي
وقال المتحدث الرسمي ان هذا الاعتداء يأتي ضمن الاعتداءات والاقتحامات والتدنيس اليومي للحرم الشريف احد أقدس مقدسات المسلمين والذي تمارسه قوات الاحتلال بهدف جعله أمرا واقعا حسبما تمليه العقلية الاحتلالية في إطار استزراع الاوهام والأساطير التي تسكنها حول المسجد الأقصى المبارك.
وشدد المتحدث الرسمي على ان الحملة المسعورة التي تشنها قوات الاحتلال ضد المسجد الأقصى وضد موظفي الأوقاف الاسلامية والاجراءات البغيضة التي تفرضها ضد المصلين والمتمثلة في تكثيف التواجد العسكري المشدد حول الحرم الشريف والاقتحامات اليومية وافلات المستوطنين داخل المسجد الأقصى وتأمين الحماية لهم والاعتداء على المصلين والموظفين واعتقالهم واتباع سياسات عقابية مخالفة لكافة النواميس الدينية والأخلاقية والإنسانية كالإبعاد عن المسجد الأقصى .
وتابع قائلا : كل ذلك يوضح الى اي درك انحدر المستوى الذي يقود اسرائيل ويبين حجم التطرّف والعنصرية التي تهيمن على عقل وتفكير الحكومة الإسرائيلية.
وحمل المتحدث الرسمي الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عن اعتداءاتها، مذكرا بان المسجد الأقصى المبارك يخص ملايين العرب والمسلمين في العالم وان الاعتداء عليه هو اعتداء على مليار وسبعمئة مليون مسلم.
وطالب المتحدث الرسمي العالم اجمع وفي المقدمة مؤسسات المجتمع الدولي التدخل العاجل لردع اعتداءات الاحتلال لان غياب تدخل المجتمع الدولي هو الذي يشجع اسرائيل على اقتراف كافة تلك الاعتداءات ويزيد من مستويات العنجهية والجنون لدى المسؤولين الاسرائيلين.
حذرت حركة "فتح" إقليم القدس من خطورة الحرب الديموغرافية التي تشنها حكومة اليمين المتطرف في مدينة القدس المحتلة، من خلال تصعيد حملتها بهدم المنشآت السكنية من مبانٍ، ومؤسسات ثقافية، واجتماعية، ومنشآت تجارية، وصناعية، إضافة إلى تجريف الأراضي.
وحذّر أمين سر "فتح" في القدس عدنان غيث حكومة الاحتلال وأذرعها التنفيذية من تبعيات ومخاطر استمرار سياسة هدم المنازل التي تتبعها في مدينة القدس ودعت الحركة الدول العربية والإسلامية إلى الوقوف بجدية وحزم أمام هذه السياسة الخطيرة التي تتعرض لها المدينة المقدسة.
وأشار إلى أن هذه السياسة من شأنها إفراغ المدينة من سكانها الشرعيين، والتضييق عليهم ضمن هذه الممارسات العنصرية، مؤكدًا أن ما يجري من استهداف متواصل للمدينة وأحيائها العربية ما هو إلا دعوه صريحة تعمل بها بلدية الاحتلال، من أجل تطبيق سياساتها الهادفة للنيل من طابعها العربي، وتنفيذا لسياسة التطهير العرقي.
وأضاف "على الرغم من ضيق المساحات المخصصة للمقدسيين للبناء على أرضهم، إلا أن هذه المساحة تزداد ضيقًا يومًا بعد يوم لتصل إلى حد عدم ملاءمتها للعيش بشكل طبيعي، ولكن المقدسي لم ولن يستسلم لكافة هذه الممارسات، التي تسعى بها حكومة الاحتلال لتهجيره قسريًا من داخل القدس ، وسيبقى المقدسي محافظًا على عروبتها".

نشطاء المقاطعة
من جهة اخرى قررّت اسرائيل تشكيل طاقم مشترك لملاحقة النشطاء الأجانب في التنظيمات المؤيدة لمقاطعة اسرائيل، ومنعها من دخول إسرائيل، وطرد النشطاء الذي نجحوا بالوصول إليها.
وأوضح موقع صحيفة "هآرتس" العبرية امس الاثنين، "أنه تم الاتفاق على تشكيل هذا الطاقم خلال اجتماع وزير الأمن الداخلي والشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي غلعاد أردان، ووزير الداخلية أرييه درعي".
يشار إلى "أن قانون دخول إسرائيل يمنح سلطة السكان والهجرة صلاحيات واسعة تخولها منع دخول مواطنين أجانب وطردهم، ولا يهدف تشكيل هذا الطاقم إلى سن قانون جديد أو تشديد القانون القائم، بل إلى جمع معلومات تسمح بتشخيص النشطاء الأجانب المؤيدين للمقاطعة والمتواجدين في اسرائيل، وكذلك ترسيخ ملف قانوني يسمح بطردهم".
وقال مسؤول إسرائيلي شارك في الجلسة إن طاقم وزارة الشؤون الاستراتيجية المسؤول عن تركيز مكافحة تنظيم " BDS" قال خلال الاجتماع "إن عشرات التنظيمات تنشط في الضفة الغربية تحت مسميات مختلفة، وتجمع معلومات حول نشاط الجيش الإسرائيلي في المناطق.
وحسب المسؤول، فقد قال طاقم الوزارة إن النشطاء الأجانب يستخدمون هذه المعلومات من أجل دفع مقاطعة اسرائيل وعزلها، وادعى ممثلو الشرطة الإسرائيلية خلال النقاش "أن النشطاء الداعمين للمقاطعة يحرضون السكان الفلسطينيين في الضفة الغربية على قوات الجيش، ويشوشون عملهم".
ووفقا للتقييمات ، فإن مئات النشطاء الأجانب الذين يدعمون المقاطعة ضد اسرائيل يدخلون إليها عبر مطار "بن غوريون"، أو عن طريق معبر الكرامة "جسر اللنبي" تحت ستار السياح، ويغادر قسم منهم بعد فترة قصيرة، ولكن القسم الآخر يبقى لفترات طويلة في الضفة، وينتمي بعض النشطاء إلى تنظيمات " BDS" منظمة، وغير منظمة.
وحسب المسؤول، فإن الطاقم الجديد سيحدد المعايير التي تميز النشطاء الأجانب الذين سيجري طردهم، أو منع دخولهم، ويحدد ما هو السقف القانوني الذي يسمح بطرد ناشط أجنبي من اسرائيل، ولكن ليس من الواضح بعد ما إذا كانت هناك حاجة قانونية لإعداد ملف أدلة ضد كل ناشط على انفراد، أو أنه يمكن "تجريم" تنظيمات بأكملها، وبالتالي يصبح كل عضو فيها قابلا للطرد، أو منع الدخول.
وقال: "هناك تنظيمات أجنبية تدعم المقاطعة ضد اسرائيل، وسبق تحديدها كهدف من قبل وزارة الشؤون الاستراتيجية"،
وأشار المسؤول الإسرائيلي إلى أن اردان ودرعي أكدا خلال الجلسة أنه لا توجد نية لإجراء عملية طرد جماعي لكل ناشط يساري أجنبي، او كل ناشط في تنظيمات حقوق الانسان، وانما التركيز على المواطنين الأجانب الذين يثبت وصولهم الى اسرائيل من اجل تشجيع المقاطعة، والتحريض، أو تشجيع خرق النظام في الضفة".