تقارير غربية : مذابح سوريا "عار" يلاحق العالم

الحدث الثلاثاء ٠٩/أغسطس/٢٠١٦ ٠٠:١٦ ص
تقارير غربية  : مذابح سوريا "عار" يلاحق العالم

لندن – دمشق – ش – وكالات

قالت صحيفة الأوبزرفر البريطانية إنه إذا كانت الإجراءات الدبلوماسية الدولية تتسم بالجفاف والملل والتعقيد والسرية إذْ تجرى خلف الأبواب المغلقة، فإن نتائجها على النقيض قد تأتى كارثية وظاهرة بحيث يلمس الجميع آثارها، إذا سارت الإجراءات فى الاتجاه الخطأ.
وضربت الأوبزرفر مثالا توضيحيا، بالعودة بالأذهان إلى عام 1991، عندما ترددت ألمانيا فى الاعتراف باستقلال كرواتيا، وهو ما أسهم بنصيب وافر فى اندلاع الحرب البوسنية... واعتبرت الصحيفة سوريا بمثابة مثال آخر على ما يمكن أن تسفر عنه الأخطاء الدبلوماسية الدولية، مشيرة إلى ما تمخضت عنه الحرب الأهلية المشتعلة فى سوريا عن سقوط أكثر من ربع مليون إنسان وتشريد أكثر من نصف سكان البلاد.
وقالت الأوبزرفر إن الأخطاء التى ارتكبها صانعو السياسات فى كل من أوروبا والولايات المتحدة وروسيا وإيران وتركيا والعرب إزاء سوريا، منذ اندلاع التظاهرات ضد الرئيس بشار الأسد عام 2011- هذه الأخطاء كثيرة بحيث يتعذر إحصاؤها فى هذا المقام... "فى البداية، كان الاعتقاد السائد بين القادة الغربيين هو أن الأسد، كمعمر القذافى فى ليبيا، لن يصمد كثيرا فى منصبه... وكم كان هذا الاعتقاد خاطئا.. ثم دارت رحى الحرب وتم المبالغة فى تقدير قوة واتحاد القوات المناوئة للأسد."
وتابعت الأوبزرفر "تمخضت إخفاقات السياسة الغربية والعربية عن تبعات كارثية، كظهور تنظيم داعش فى المناطق غير المحكومة فى سوريا والعراق، فى ظاهرة تمتد جذورها إلى عام 2003 والاحتلال الأمريكى للعراق.... ومن التبعات الرئيسية أيضا عودة روسيا إلى مسرح الشرق الأوسط عبر ثغرة الفراغ السياسي، حيث انتهز فلاديمير بوتين ضعف القادة الغربيين وترددهم، فأرسل فورا طائرات وصواريخ دعما للحليف العربى الرئيسى لموسكو، وتأمينا لقواعدها فى البحر المتوسط، وبسطا لنفوذها، ولتسديد ضربة استراتيجية للغرب.
ورأت الأوبزرفر أن "العويل وتبادل الاتهامات وإلقاء الملامة كلٌ على كاهل الآخر لا يكفى إزاء هذا المشهد المروع؛ ذلك أن ثمة أطفالا يُقتلون وتُبتر أطرافهم بشكل يومي.. ثمة شعبٌ يعانى فظائع مروعة أمام أعيننا.. وإذا لم نكن نشعر بالعار، فحرى بنا أن نفعل.. إننا جميعا نتحمل المسئولية الأخلاقية والسياسية والإنسانية وعلينا أن نحاول وقف عمليات القتل التى لم تتناقص معدلاتها.

تعزيزات
ميدانيا تستقدم كل من قوات النظام السوري والفصائل المقاتلة المعارضة تعزيزات عسكرية تضم المئات من المقاتلين مع عتادهم الى مدينة حلب وريفها في شمال سوريا، استعدادا لمعركة "مصيرية" وشيكة بين الطرفين، وفق ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان الاثنين.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس "كلا الطرفين يحشدان المقاتلين تمهيدا لجولة جديدة من معركة حلب الكبرى"، مشددا على ان "معركة حلب باتت مصيرية للمقاتلين وداعميهم".
واوضح ان "قوات النظام والمجموعات المسلحة الموالية لها ارسلت تعزيزات من العديد والعتاد إلى مدينة حلب وريفها الجنوبي".
وذكر ان "نحو الفي عنصر من مقاتلين موالين لقوات النظام، سوريين وعراقيين وايرانيين ومن حزب الله اللبناني وصلوا تباعا منذ يوم امس الاول الى حلب عبر طريق الكاستيلو (شمال المدينة) قادمين من وسط سوريا".
ونقلت صحيفة "الوطن" السورية القريبة من السلطات في عددها امس الاثنين عن مصدر ميداني ان "الجيش وحلفاءه استقدموا التعزيزات العسكرية اللازمة لانطلاق عملية استرجاع النقاط التي انسحب منها" الجيش جنوب غرب حلب، في اشارة الى منطقة الراموسة والكليات الحربية التي تمكنت الفصائل المقاتلة من السيطرة عليها قبل يومين.
وذكرت الصحيفة ان الجيش يسعى الى استرداد هذه المناطق "بعملية عسكرية وشيكة قد تنطلق في أي وقت ومحتم عليها".
كما اشارت الى اعلان "لواء القدس الفلسطيني الذي يؤازر الجيش العربي السوري عن وصول تعزيزات كبيرة له إلى معمل الإسمنت قرب الشيخ سعيد" جنوب غرب حلب.
في المقابل، اشار عبد الرحمن الى ان "المئات من مقاتلي الفصائل وتحديدا من جبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقا قبل فك ارتباطها عن تنظيم القاعدة) ومقاتلين تركستان يصلون تباعا من محافظة ادلب (شمال غرب) وريف حلب الغربي الى محيط حلب".
واعلن تحالف "جيش الفتح" في بيان ليل الاحد "بداية المرحلة الجديدة لتحرير حلب كاملة"، مضيفا "نبشر بمضاعفة اعداد من المقاتلين ليستوعبوا هذه المعركة القادمة. ولن نستكين باذن الله حتى نرفع راية الفتح في قلعة حلب".
وتلقت قوات النظام ضربة قوية بعد تقدم الفصائل وتمكنها من فك الحصار عن الاحياء الشرقية الواقعة تحت سيطرتها في مدينة حلب من جهة، وقطع طريق امداد رئيسي الى الاحياء الغربية الواقعة تحت سيطرة النظام من جهة اخرى.
وتشهد مدينة حلب منذ صيف العام 2012 معارك مستمرة بين قوات النظام والفصائل المعارضة. ومن شأن حسمها لصالح طرف او آخر ان يقلب المعادلة العسكرية والسياسية كلها في سوريا حيث يستمر النزاع الدامي منذ 2011.

مساعدات
و ادخلت قوات النظام السوري عشرات الشاحنات المحملة بالمساعدات عبر طريق الكاستيلو الى الاحياء الغربية في مدينة حلب، بعد تمكن الفصائل المقاتلة من قطع طريق الامداد الرئيسي جنوب غرب المدينة، وفق ما اكد المرصد السوري لحقوق الانسان الاثنين.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس "تمكنت قوات النظام منذ ليل امس الاول حتى الفجر من ادخال عشرات الشاحنات المحملة بالمواد الغذائية والمحروقات إلى مناطق سيطرتها في غرب حلب عبر طريق الكاستيلو".
ويخشى سكان الاحياء الغربية ان يتمكن مقاتلو الفصائل من فرض حصار كامل عليهم، ما دفع قوات النظام الى استخدام طريق الكاستيلو الذي كان طريق الامداد الوحيد الى الاحياء الشرقية تحت سيطرة الفصائل، قبل تمكنها من قطعه في 17 تموز/يوليو اثر معارك ضارية امتدت لاسابيع. وبحسب عبد الرحمن "ادخلت قوات النظام هذه المساعدات بعدما سلكت جزءا من طريق الكاستيلو محاذ لحي الشيخ مقصود ذي الغالبية الكردية، لتجنب القصف من جهة الفصائل وسط اجراءات امنية مشددة".
وقال ان هذه الطريق "باتت المنفذ الجديد الذي تعمل قوات النظام على تأمينه كبديل مؤقت عن الطريق الرئيسي الذي كانت تعتمده ويمر عبر منطقة الراموسة".
واورد تلفزيون الاخبارية السورية في شريط اخباري عاجل صباح الاثنين "بدء دخول صهاريج المحروقات والمواد الغذائية والخضروات الى مدينة حلب".
وياتي ادخال هذه المساعدات غداة ارتفاع غير مسبوق في اسعار المواد الغذائية وندرة بعضها الاخر في الاحياء الغربية، للمرة الاولى منذ العام 2013، بعدما تمكنت الفصائل المعارضة والمقاتلة وابرزها جبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقا قبل فك ارتباطها مع تنظيم القاعدة) من التقدم جنوب غرب المدينة.
وتمكنت الفصائل بعد سيطرتها على الراموسة ومنطقة الكليات العسكرية جنوب غرب حلب من توجيه ضربة قوية الى قوات النظام، بقطعها طريق الامداد الرئيسي الى الاحياء الغربية من جهة، وكسرها الحصار عن احياء حلب الشرقية من جهة ثانية.
وكان التلفزيون السوري الرسمي افاد امس بان "الجيش اوجد طريقا بديلا لدخول المواد الغذائية والمحروقات" الى الاحياء الغربية.
وقال احد سكان الاحياء الغربية، رفض الكشف عن اسمه، لفرانس برس امس "الاسواق باتت خالية تماماً من المواد الغذائية والمحروقات في اول يوم حصار، الاكيد ان الايام المقبلة ستكون اصعب".
ويقيم حوالى مليون و200 الف نسمة في الاحياء الغربية تحت سيطرة النظام مقابل نحو 250 الفا في الاحياء الشرقية تحت سيطرة الفصائل المقاتلة.
وتدور في مدينة حلب منذ صيف العام 2012 معارك مستمرة بين قوات النظام التي تسيطر على الاحياء الغربية والفصائل المعارضة التي تسيطر على الاحياء الشرقية.