ولاية الحمراء تشتكي نقص الخدمات الصحية

بلادنا الاثنين ٠٨/أغسطس/٢٠١٦ ٢٣:٣٢ م
ولاية الحمراء تشتكي نقص الخدمات الصحية

الحمراء - طالب بن علي الخياري

يفتقر أكثر من 23 ألف مواطن من أهالي ولاية الحمراء إلى الخدمات الصحية الأساسية ويعانون من الازدحام في ظل ظروف صعبة، ويشتكون من أن وزارة الصحة لم تراع مطالبهم منذ عقدين ويؤكدون أن المركز الصحي الوحيد لا يلبي حاجة الولاية.

المشكلة الرئيسية في هذا الموضوع، بحسب الأهالي، تكمن في الحالات المرضية الصعبة حيث إن الولاية لا يوجد فيها قسم للتنويم او غرفة للعناية المركزة وجميع تلك الحالات يتم إسعافها الى مستشفى بهلاء او مستشفى نزوى.
القاطنون في مركز الولاية يمكنهم أن يتحملوا 25 دقيقة للوصول الى مستشفى بهلاء في شارع غير مزدوج، أما أهل قرى جبل شمس وقرى الجبل الشرقي فهم يتكبدون أكثر من ساعة ونصف الساعة حتى يصلوا إلى مستشفى بهلاء. والبعض قد يصل الى المستشفى جثة هامدة بسبب البعد ومشقة الطريق.
ومما يزيد الطين بلة أن الخدمات الصحية بمحافظة الداخلية أصدرت قرارا بعدم استقبال المرضى من ولاية الحمراء لمجمع بهلاء ونزوى الصحيين إلا بتحويل من مركز الحمراء الصحي، ما كان له الأثر السلبي على الكثير من أهالي الولاية وشعورهم بأن وزارة الصحة لم تنصفهم في إقامة مستشفى خاص بالولاية.

ضرورة للأهالي والزوار

«الشبيبة» اطلعت على شكاوى المواطنين حيث كانت البداية مع سعيد الهطالي الذي أكد أن الاهتمام بقطاع الصحة في الولاية ضرورة للقاطن والزائر والسياح كذلك، حيث قال «كم من سائح تدهورت مركبته في جبل شمس او الجبل الشرقي وتم إنقاذه بصعوبة وذلك بسبب بعد المسافة وتأخر رجال الدفاع المدني لإنقاذه. والحل هو في زيادة عدد المراكز أو المجمعات الصحية في الولاية، فمثلا جبل شمس وحده وقراه يحتاج الى مركز صحي، فما بالك بولاية مترامية الأطراف في السهل والجبل».
أما الرشيد سعود الخاطري، عضو المجلس البلدي بالولاية، فيقول: أنا من مسفاة الخواطر وهي إحدى قرى جبل شمس وأشعر بأن الخدمات الصحية بالولاية ينقصها مستشفى وذلك بسبب صعوبة وبعد المسافة للذهاب وإسعاف المرضى الى مستشفى بهلاء. ونحن نطالب وزارة الصحة بزيارة الولاية والتعرف عن قرب على تضاريسها الجبلية ومدى الصعوبة والبعد للوصول الى مستشفى بهلاء بغض النظر عن الأرقام واعداد السكان لأن ظروف الولاية استثنائية.
من جهته قال إسماعيل بن حمد الصبحي: نحن بحاجة ماسة لإنشاء مستشفى في ولاية الحمراء نظرا لحجم المعاناة التي يعاني منها أهالي الولاية وبخاصة الذين يعيشون في المناطق الجبلية حيث يستغرقون ساعات طويلة للوصول الى المستشفيات الأخرى فهناك حالات طارئة كالحوادث أو حالات الولادة وغيرها تتطلب عدم التأخير لإسعافهم لمستشفيات أخرى.
وتساءل: لا أدري ماذا ينقص ولايتنا عن باقي الولايات لكي لا يقام فيها مستشفى فهناك مطالبات جادة من قبل الأهالي ولكن دون جدوى. ونتمنى النظر في الموضوع مرة أخرى وأخذه بعين الاعتبار لما يحقق المصلحة العامة.

حاجة ملحة

وقالت مريم بنت سالم العبرية إن ولاية الحمراء بحاجة ملحة الى مستشفى كون الولاية سياحية بالدرجة الأولى وكذلك فإن عدد سكان الولاية تعدى عشرين ألف نسمة أي أنه تجاوز النصاب القانوني المطلوب لإنشاء مستشفى كما أن سكان بعض قرى ولايات بهلاء والرستاق وجبل السراة وهاط يستفيدون من الخدمات الصحية المقدمة بالولاية وعدد قرى الولاية حاليا يقارب 45 قرية أغلبها جبلية تبعد عن الولاية بالعديد من الكيلومترات لذا أصبحت المسافة تعتبر حائلا للوصول السريع للخدمات الى مستشفيات الولايات المجاورة وخصوصا في حالة الأمطار والأنواء المناخية.
وأضافت: قدمت مطالبات عديدة لإنشاء مستشفى بالولاية لكن لم يتم تحقيق تلك المطالب لذا نطالب بالمستشفى كونه ضروريا بالولاية.
مصطفى بن ناصر الصبحي قال: ولاية الحمراء تشهد معاناة كبيرة في قضية المستشفى ووزارة الصحة لا تراعي الظروف والتضاريس في الولاية فمثلا أهالي الجبال عندما تكون معهم حالة طارئة يصعب عليهم الوصول إلى المستشفى والأمر الذي يصدم الجميع أن المستشفى يغلق في الساعة 9 وهذا يزيد من الأمر سوءا فنطالب الوزارة بإنشاء مستشفى آخر يخدم الولاية ونطالب بعدم إغلاق المركز الصحي الحالي في الليل.

مطالب متكررة

وأكد مالك بن هلال بن محمد العبري أن مطلب بناء مستشفى بالولاية تم طرحه على المسؤولين في أكثر من لقاء ومناسبة حيث أوضحنا لهم معاناة المواطنين كون الولاية مترامية الأطراف والكثير من سكانها في قرى جبلية بعيدة ويسلكون طرقا وعرة ومن المهم تقريب الخدمة لهم في مناطقهم ببناء مركز للخدمات الصحية الأولية وبخاصة قرى ومناطق جبل شمس وكذلك بناء مستشفى بمركز الولاية لرفع المشقة عن المواطنين المرضى في التردد على مستشفى بهلاء.
وأشار الى أن مستشفى بهلاء يعاني من تهالك المبنى وكثرة المراجعين وتقع حالات وفاة لبعض مرضى القلب خلال إسعافهم لكونهم لم يتلقوا العلاج بصفة عاجلة وفي الوقت المناسب. كما تحدث ظروف مناخية تمنع الوصول لمستشفى بهلاء ما يجعل الوضع حرجا وخطيرا على سكان الولاية.
وأضاف: بينا للمسؤولين أن تعداد المواطنين الذين سينتفعون من خدمات المستشفى لا يقتصر على سكان الولاية فحسب ولكنه سيخدم المواطنين من قرى ولايات أخرى محيطة مثل بلادسيت وغمر وكرب والمارات وهاط وجبل السراة كما أن الولاية سياحية ويزورها مئات الآلاف سنويا من الزائرين الذين قد يحتاجون لخدمات صحية عاجلة ومتقدمة الا أن رد المسؤولين بوزارة الصحة بأن خطط الوزارة وسياستها بناء مستشفى لكل ثلاثين ألفا، ومركز صحي لكل عشرة آلاف نسمة، وحيث إن الولاية تعدادها عشرون ألفا فإنه سيتم بناء مركز صحي إضافي في الجزء الشرقي من الولاية كما سيتم تطوير المركز الصحي الحالي.