مجلس البحث العلمي يموّل دراسة حول مرضى زراعة الكلى

بلادنا الاثنين ٠٨/أغسطس/٢٠١٦ ٢٣:٢٧ م

مسقط -
يعد الفشل الكلوي المزمن من الأمراض الشائعة في جميع أنحاء العالم، والتي تؤدي إلى مشاكل نفسية واجتماعية للمريض وذويه، كما تؤدي إلى مشاكل اقتصادية للدول نظرا لتكاليف العلاج.

ومن أسباب تفشي مرض الفشل الكلوي مرض السكري، وارتفاع ضغط الدم، والتهاب الكلى المناعي، والتهاب الكلى الميكروبي، وحصوات الكلى، والنقرس، والتشوهات الخلقية الوراثية للكلى مثل الكلى المتعددة الحويصلات. وتتكاتف الجهود في إيجاد الحلول المناسبة للحد من هذا المرض وتتمثل في صناعة العقاقير وإيجاد متبرعين لزراعة الكلى.

وتعتبر السلطنة من الدول التي تزيد فيها نسبة المرضى بالفشل الكلوي، فبحسب إحصائيات وزارة الصحة يبلغ عدد المصابين بمرض الفشل الكلوي بين 1983-2010 ما يقارب (3240) مريضا، يعيش (898) منهم على الغسيل الكلوي، و(780) مريضا على زراعة الكلى حيث يكلف المريض 7-8 آلاف ريال لعلاجه، بمعدل (750) فردا لكل مليون فرد مصاب بهذا المرض في السلطنة.
لهذا مول مجلس البحث العلمي دراسة بعنوان “تأثير الطفرات الجينية على طريقة عمل عقار التاكرولمس لمرضى زراعة الكلى العمانيين” للدكتور خالد البلوشي، أستاذ مشارك في قسم علم العقاقير والصيدلة السريرية بكلية الطب والعلوم الصحية بجامعة السلطان قابوس والباحث الرئيسي في المشروع البحثي.
حول فكرة المشروع البحثي قال د. البلوشي إنها تتمثل في دراسة بعض التأثيرات الجينية لبعض الجينات المهمة التي توثر في طريقة عمل دواء مهم يستخدم لمرضى زراعة الكلى العمانيين، ويأتي اختيار عقار التاكرولمس الذي تم اكتشافه العام 1987 وتم اعتماده من الهيئة العامة للدواء والغذاء الأمريكية العام 1994 لخصائصه المتعددة منها أن الدواء يستخدم في عدة حالات أهمها منع رفض الجسم للكلى المزروعة لمرضى الفشل الكلوي المزمن في مراحله الأخيرة. ويتم علاج المرضى في هذه المرحلة بأسلوبين مختلفين هما أسلوب غسل الكلى والآخر هو زراعة الكلى.

أهمية الدراسة

وتحدث د. البلوشي حول أهمية الدراسة فقال إن من المعلوم أن جسم كل مريض وبخاصة المصاب بالفشل الكلوي المزمن يحوي جينات معينة تتعامل مع دواء التاكرولمس، وبالتالي لو وجدت بها طفرات جينية ستؤثر على الآثار الجانبية التي يمكن أن يتعرض لها المريض أثناء فترة العلاج، وتكمن أهمية الدراسة في توفير قاعدة بيانات عن الخصائص الجينية الوراثية لكل مريض عماني ومن خلالها يربط الطبيب خصائص المريض (العمر، والجنس، والأدوية الأخرى التي يتناولها المريض) لتحديد الجرعة المناسبة من الدواء.

وعن أسباب الدراسة أوضح الباحث الرئيسي أن فكرة المشروع البحثي جاءت بعد ما نشرت مجلة علمية محكمة ورقة علمية في العام 2005 تضمنت ملاحظة سريرية أن المرضى العمانيين يحتاجون إلى جرعات أقل من الجرعات المتعارف عليها لمرضى الفشل الكلوي المزمن، حيث إن قلة عدد الجرعات مرتبطة بالتغيرات الجينية للمرضى بالإضافة الى العمر وجنسه والتفاعلات الوراثية والنظام الغذائي، ولكن ترتكز الدراسة على العوامل الجينية المؤثرة على الجرعات الدوائية.
ويقصد بالتغيرات الجينية تأثير الطفرات الجينية في جينات معينة في استقلاب الادوية أو أيض الأدوية في الجسم وكيف تؤثر في الجرعة التي يتناولها المريض والفعالية الدوائية والأعراض الجانبية.

آلية التنفيذ

وفيما يتعلق بآلية تنفيذ المشروع البحثي بيَّن البلوشي أنه بعد أن تمت الموافقة على التمويل من مجلس البحث العلمي تم جمع عينات الدم من المرضى الذين يتناولون دواء التاكرولمس من المستشفى السلطاني ومستشفى جامعة السلطان قابوس وكذلك تم جمع عينات الدم من بنك الدم للأشخاص المتبرعين بهدف المقارنة بين المرضى والأشخاص الأصحاء.

وأضاف: قمنا بالمراحل التقنية عبر تحديد الخصائص الإكلينيكية وربط هذه الخصائص الجينية لكل مريض ثم تحديد الخصائص الحركية الدوائية ثم قمنا بربط الخصائص الإكلينيكية مع الخصائص الجينية لكل مريض.
تمثلت عينة الدراسة في 400 عينة تم أخذها على فترات من المرضى وتم الاشتراط بأن تكون العينة من المصابين بداء الفشل الكلوي المزمن، وتمت زراعة الكلى في جسمه، ويتناول دواء التاكرولمس، وأن يكون عماني الجنسية.