تركيا تطوي صفحة الانقلاب

الحدث الأحد ٠٧/أغسطس/٢٠١٦ ٢٣:٢٣ م
تركيا تطوي صفحة الانقلاب

اسطنبول - ش - وكالات

شارك مئات الآلاف من الاتراك في تجمع دعا اليه الرئيس التركي رجب طيب اردوجان في ختام ثلاثة اسابيع من التعبئة الشعبية من اجل الديموقراطية بعد محاولة الانقلاب التي وقعت منتصف الشهر الماضي.
وقدم "التجمع من اجل الديموقراطية والشهداء" الذي يجري بمبادرة من الحكومة واحزاب المعارضة، رسميا على انه "تسلم لشهادة التخرج من مدرسة الديموقراطية".
ويبدأ التجمع في اسطنبول، المعقل السياسي للرئيس رجب طيب اردوجان، اعتبارا من الساعة 17,00 (14,00 ت غ). ونقلت وقائعه على شاشات عملاقة في المحافظات التركية الثمانين.
وشارك في هذا التجمع مئات الالاف من الاتراك في ساحة ينيكابي على شاطئ بحر مرمرة، وقد يبلغ عددهم 3,5 ملايين كما ذكرت صحيفة حرييت. واتخذت اجراءات امنية مشددة في مدينة شهدت هجمات عدة من قبل.
وحضر اردوغان ورئيس الوزراء بن علي يلديريم وكبار قادة المعارضة التجمع في اسطنبول حيث رفع العلم التركي حصرا ولم يسمح باعلام الاحزاب السياسية التي ستلبي دعوة حزب العدالة والتنمية.
ويفترض ان تشكل هذه التظاهرة خاتمة التظاهرات اليومية منذ الانقلاب الذي قام به جزء من الجيش وهز السلطات على مدى ساعات.
واتهمت انقرة الداعية فتح الله غولن المقيم في الولايات المتحدة بتدبير المحاولة الانقلابية، وتطالب واشنطن بتسليمه.
وكان رئيس الدولة التركي دعا مؤيديه الى النزول الى الشوارع للتصدي للانقلابيين، معتمدا على الشعب الذي صدم بالمحاولة الانقلابية المباغتة.
وادى الانقلاب الفاشل الى مقتل 273 شخصا وتلته حملة تطهير شملت الجيش والقضاء والتعليم والصحافة وقال اردوغان انها ليست سوى البداية.
ومنذ ذلك الحين نجح اردوجان في تعبئة عشرات الآلاف من الاتراك كل مساء في ساحتي تقسيم في اسطنبول وكازيلاي في انقرة، وهم يرفعون علم تركيا ويهتفون اسمه.

- شاشة عملاقة
ودعي حزب الشعب الجمهوري اكبر احزاب المعارضة، وحزب العمل القومي اليميني الى التجمع الكبير الذي لم يدع اليه حزب الشعوب الديموقراطي المؤيد للاكراد.
وقال الرئيس التركي عبر التلفزيون ان "تجمع ينيكابي سيعزز وحدتنا"، معبرا عن "سروره لوجود القادة السياسيين" للمعارضة.
وتردد زعيم حزب الشعب الجمهوري كمال كيليتشدار اوغلو في الانضمام الى التجمع في اسطنبول لكنه قرر بعد ذلك المشاركة فيه بعدما تلقى "سيلا" من الاتصالات الهاتفية من قبل شخصيات بينها رئيس الوزراء، من اجل التعبير عن الوحدة السياسية، كما ذكرت صحيفة حرييت.
من جهته، اعاد اردوغان وللمرة الاولى نشر تغريدة لكليتشدار اوغلو يؤكد فيها "سأقف الى جانب تركيا ضد الخونة".
وقد تصل اصداء الخطب السياسية والاغاني في التجمع الكبير الى اسماع غولن. فقد قال اردوغان لمؤيدين في اسطنبول الجمعة ان "شاشة عملاقة ستنصب في مكان آخر. هل تعرفون اين؟...". وتابع "في بنسلفانيا. ستنقل الرسالة هناك".
ويعيش غولن في ولاية بنسلفانيا شمال شرق الولايات المتحدة.

هجوم يميني

قال زعيم حزب الحرية اليميني المتطرف في النمسا إن محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا وما أعقبها من عملية تطهير قادها الرئيس رجب طيب إردوجان لمؤسسات الدولة تعيد إلى الأذهان حريق الرايخستاج في ألمانيا النازية واستغلال هتلر لها لتعزيز سلطاته.
وصور النازيون الحريق في مبنى البرلمان الألماني عام 1933 على أنه مخطط شيوعي ضد الحكومة واستغلوا الحدث لتبرير التضييق على الحريات المدنية وتعزيز قبضة أدولف هتلر على السلطة في ألمانيا.
وقال زعيم حزب الحرية النمساوي هاينز كريستيان شتراخه إنه يرى أوجه تشابه بين ما حدث في ألمانيا واستغلال إردوغان لانقلاب 15 يوليو تموز في شن حملة على معارضيه في الجيش والحكومة والمؤسسات الأكاديمية والإعلام.
وقال شتراخه لصحيفة دي بريسه في مقابلة نشرت اليوم السبت "أخذ المرء انطباعا بأنه انقلاب موجه يهدف في النهاية إلى تحويل فكرة الديكتاتورية الرئاسية لإردوغان إلى أمر ممكن."
وتابع قوله "سبق وشاهدنا هذه الآليات في مناطق أخرى مثل حريق الرايخستاج والذي جرى بعده إطباق تام على السلطة."
وأضاف "والآن أيضا لدى المرء انطباع بأنه كان هناك توجيه بشكل ما."
ورفض إردوغان بغضب التلميحات بأنه أو حكومته ربما كانا وراء الانقلاب الذي ألقى إردوغان مسؤوليته على أنصار فتح الله كولن رجل الدين المقيم في الولايات المتحدة.
ووصف وزير خارجية تركيا النمسا بأنها "عاصمة العنصرية المتطرفة" أمس الجمعة بعد أن اقترح المستشار النمساوي كريستيان كيرن بأن يناقش زعماء الاتحاد الأوروبي فكرة إنهاء محادثات تركيا للانضمام إلى الاتحاد متعللا بأن لديها أوجه قصور ديمقراطي واقتصادي.
وتواجه حكومة كيرن التي تنتمي لتيار الوسط ضغوطا من حزب الحرية اليميني الذي يقود نتائج استطلاعات الرأي في الوقت الراهن. وخسر مرشح الحزب الانتخابات الرئاسية في مايو أيار بفارق ضئيل لكنه قد يفوز في جولة إعادة مقررة في الثاني من أكتوبر تشرين الأول بعد حدوث مخالفات في فرز الأصوات.
ورفضت ألمانيا اقتراح كيرن بشأن تركيا لكن المستشارة أنجيلا ميركل وساسة آخرين عبروا عن قلقهم من نطاق وسرعة عمليات التطهير الجماعية في تركيا.
ويتهم إردوغان والعديد من الأتراك الغرب بالتركيز بشكل مكثف على حقوق مدبري الانقلاب ومن يشتبه في أنهم ساندوهم أكثر من اهتمامهم بمحاولة الانقلاب ذاتها التي قتل فيها أكثر من 230 شخصا مع قصف جنود لمبنى البرلمان وسيطرتهم على جسور بالدبابات وطائرات الهليكوبتر وقتها.
وفي رد على تصريحات كيرن كتب برهان كوزو وهو نائب برلماني مخضرم ينتمي لحزب العدالة والتنمية الحاكم تغريدة على تويتر السبت تتضمن اختصارا باللغة التركية ينطوي على سب بألفاظ نابية. وأضاف كوزو "الاتحاد الأوروبي ينهار. وحلف شمال الأطلسي لا قيمة له بدون تركيا."
وانتشرت التغريدة عبر مشاركة المستخدمين لها مئات المرات خلال عدة ساعات. وقال كوزو في تغريدة لاحقة إنه لم يقصد أي بذاءة.
وتلقي السلطات التركية بمسؤولية الانقلاب على رجل الدين التركي المقيم في الولايات المتحدة فتح الله كولن وأتباعه في تركيا. وطلبت أنقرة من الولايات المتحدة تسليم كولن الذي يعيش فيها في منفى اختياري منذ عام 1999.
وأدان كولن محاولة الانقلاب وينفي أي دور له فيها. (