السلطنة تواصل مساعي السلام في اليمن

الحدث الأحد ٠٧/أغسطس/٢٠١٦ ٢٣:١٨ م
السلطنة تواصل مساعي السلام في اليمن

مسقط – عدن – إبراهيم مجاهد – العمانية

وصل إلى السلطنة صباح امس وفدا جماعة أنصار الله وحزب المؤتمر الشعبي العام وذلك في طريق عودتهما الى الجمهورية اليمنية بعد ان شاركا في جولة المفاوضات التي احتضنتها دولة الكويت الشقيقة برعاية الأمم المتحدة بهدف الوصول الى حل للازمة اليمنية .
وأعرب عارف عوض الزوكا الامين العام لحزب المؤتمر الشعبي العام عن شكره وتقديره وامتنانه لحكومة السلطنة بقيادة حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم /حفظه الله ورعاه/ على المواقف المشرفة للسلطنة تجاه الأزمة اليمنية منذ بدايتها حتى الآن وسعيها الدؤوب لمساعدة الأطراف على إيجاد الحلول المناسبة للازمة في
اليمن.
وأضاف الزوكا في تصريح لوكالة الأنباء العمانية " إن مواقف السلطنة قيادة وشعبًا تجاه الأزمة اليمنية ليس بجديد عليها وتاريخها ومواقفها العروبية والإسلامية الأصيلة تشهد على دعمها للسلام وهي بلد جار بكل ما تعنيه الكلمة وتحمل الود والحب والاحترام دائمًا لجيرانها في الوطن العربي والعالم الإسلامي" مؤكدا على تقدير الشعب اليمني لمواقف السلطنة مع الأوضاع الحالية التي تمر بها بلادهم.
وأشار عارف عوض الزوكا إلى أن مسقط احتضنت لقاءات عديدة لحل الأزمة اليمنية وكان للسلطنة دورا إيجابيا وفعالا في المفاوضات التي جرت في جنيف والكويت لما من شأنه إخراج اليمن من الوضع الحالي.
وفي السياق ذاته أكد محمد عبد السلام صلاح أحمد من جماعة أنصار الله على دور السلطنة الأساسي في مساندة مشاورات السلام التي رعتها الأمم المتحدة والجهود التي تبذلها منذ بدء مسار المشاورات موضحًا أن اللبنات الأولى للمشاورات بدأت من مسقط من خلال فريق عماني تم تشكيله لدعم مسار الأمم المتحدة في محادثات سويسرا والكويت
وأوضح محمد عبد السلام في تصريح لوكالة الأنباء العمانية قائلا " نحن الآن في انتظار أن يقدم مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن حلاً شاملاً لمواصلة الخطة الشاملة لوضع اتفاق حل شامل وكامل للأزمة اليمنية وكل ما لدينا قدمناه في مشاورات الكويت".
وكان الوفدان اليمنيان قد أعربا لدى وصولهما السلطنة عن شكرهما وتقديرهما لسمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح امير دولة الكويت وحكومته على الجهود التي بذلوها من اجل التوصل الى حل يرضي جميع الأطراف المتنازعة في اليمن.
يذكر أن الجولة الأولى من المشاورات اليمنية في دولة الكويت الشقيقة قد بدأت في ٢١ أبريل الماضي بين وفد الحكومة ووفدي جماعة أنصار الله والمؤتمر الشعبي العام فيماانطلقت الجولة الثانية في ١٦ يوليو الماضي ولم تتمكن حتى الان من الوصول الىالتوافق المنشود تمهيدا للحوار السياسي الذي يبدأ بعد أقل من شهرين على الاتفاق.

مشاورات السلام
على مدى الأشهر الماضية ومن سلسة تقارير تطرقت فيها "الشبيبة" للوضع السياسي في اليمن، سيما ما يتعلق بالجزء الخاص بمشاورات السلام التي انتهت يوم السبت, كانت "الشبيبة" سباقة في التأكيد على أن المشاورات التي جرت على مدى تسعين يوماً لن تحقق لليمنيين السلام المنشود.
فالإرهاصات والتعثر والتناقضات التي رافقت سير المشاورات كانت كفيلة للتأكيد على أن هذه المشاورات غير قادرة على انجاز سلام، طالما حلم به المواطن اليمني الذي يتجرع يومياً ويلات الحرب في شتى مجالات الحياة على مدى سنة ونصف.

يوم السبت المنصرم كان يوم فارق في حياة اليمنيين فإعلان المبعوث الاممي الخاص الى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، عن انتهاء مشاورات السلام اليمنية دون تحقيق أي اتفاق بين طرفي النزاع في البلد الأشد فقرآ في منطقة الشرق الأوسط, وإعلان تحالف جماعة الحوثي وحزب صالح عن تشكيلة أعضاء المجلس السياسي, الذي سيتولى إدارة وحكم البلاد بعيداً عن الشرعية المعترف بها إقليميا ودولياً. شكلا هذين الإعلانين منعطفاً جديداً قد تلجه الأزمة اليمنية وسيكون بحسب ما يراه مراقبون سياسيون أكثر عنفاً مما سبق وينذر بكارثة إنسانية حقيقية أشد مما هي عليه الآن.

إنفاق مزيد من البشر والذخيرة..

وفي هذا السياق يرى المحلل والباحث السياسي اليمني عبدالناصر المودع أن إعلان انتهاء جولة مشاورات الكويت دون تحقيق أي اتفاق أمر كان موقع، موضحاً بأن المشاورات ستظل على هذا النحو ما لم تحدث تغيرات على الأرض تمكن طرف من فرض رؤيته على الطرف الآخر.
ويتوقع المودع أن اليمن ستشهد خلال الفترة القريبة القادمة تصعيداً عسكرياً في أكثر من جبهة يتم فيها إنفاق مزيد من البشر والذخائر لتغيير المعادلة، ولكون الطرفين قد استعدا لهذه المعارك خلال الفترة الماضية فإن اليمن ستشهد لسوء الحظ معارك ضارية.
وعن رؤيته لمستقبل المجلس السياسي الذي تم تشكيله وتسمية أعضائه بين تحالف صالح والحوثي وانعكاساته على الوضع في اليمن، قال المودع في حديث خاص لـ "الشبيبة": المجلس السياسي سيواجه الكثير من المشاكل بسبب الأهداف المتعارضة للطرفين اللذان تشكل منهما، فصالح يهدف الى أن يستعيد دوره في أجهزة الدولة بعد أن استفرد الحوثي بها خلال الفترة الماضية، كما انه يريد أن يفعل مؤسسة البرلمان الذي يحظى بثقل داخله، وهذه الأهداف ستصطدم بمصالح الحوثيين الذين لن يتنازلوا بسهولة عن المواقع التي استولوا عليها خلال الفترة الماضية. ولهذا يرى المودع أنهم سيقاومون "أي الحوثيون" رغبات صالح وأهدافه، كما أنهم يؤملون في أن يقوموا بعملية غسيل لانقلابهم على الأقل عبر مغسلة صالح وأنصاره، إلى جانب ذلك يريدوا أن يحملوا صالح مسئولية الفشل في إدارة الدولة والمشاكل الاقتصادية التي تعاني منها الدولة، وبما أن الأمر على ذلك النحو فان من المتوقع أن يشهد المجلس خلافات وان يكون سببا في أخراج تناقضات صالح والحوثي بشكل صراعات قد تصبح عنيفة إذا ما توفرت ظروف لتفجرها

العنف والفقر..
وفي ظل هذا المنعطف في ملف الأزمة اليمنية فإن اليمن يسير نحو المزيد من العنف والفقر، خاصة وان الموارد أصبحت شحيحة الى حد العجز عن توفير مرتبات الموظفين. بحسب ما يتوقعه المودع.
وتأتي هذه التطورات السياسية متزامنة مع تصاعد لوتيرة الأعمال العسكرية في كل من جبهات نهم والجوف وتعز والبيضاء، شمال ووسط اليمن. الأمر الذي يؤكد رغبة طرفي الأزمة في حسم المعركة عسكرياً.
وحول قدرة الحكومة اليمنية الشرعية على حسم الصراع عسكرياً خاصة وأنها باتت مقتنعة أن الطرف الآخر هو من أفشل مشاورات السلام. يرى المحلل السياسي اليمني عبدالناصر المودع أن ثمة مشاكل جوهرية لدى الشرعية تجعلها غير قادرة على تحقيق انتصارات نوعية، وأكثر ما تقدر عمله هو التقدم المحدود في بعض المناطق والمحافظة على ما تحت يدها من أراضي. أما الاختراقات الكبيرة فلا يمكن أن تقوم بها الشرعية في ظل القيادة الحالية..

البحث عن السلام مستمر..

وكان المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن قد أعلن السبت تعليق المشاورات السلام اليمنية في الكويت القائمة برعاية الأمم المتحدة..
وأشار ولد الشيخ خلال مؤتمرا صحفيا مساء أمس السبت في الكويت إلى أن المشاورات مستمرة بين الأطراف اليمنية.
وقال ولد الشيخ في بيان تلاه: “سنغادر الكويت لكن مشاورات السلام في اليمن مستمرة”، لافتا إلى أنها ستستأنف في غضون شهر في مكان يتم الاتفاق عليه لاحقا، مبينا أنه لم يُطلب من الكويت استضافة الجولة المقبلة من المشاورات اليمنية.
وأضاف: مشاورات الكويت انتهت ولكن عملية السلام مستمرة بين اليمنيين وشددنا للطرفين على ضرورة تقديم التنازلات من أجل تحقيق السلام.
وأكد أن المعضلة الأكبر التي واجهتنا هي انعدام الثقة بين الأطراف اليمنية، مشيرا إلى أن كافة القرارات المصيرية في اليمن يجب أن تكون جامعة وغير أحادية.
وأشار المبعوث الأممي في بيانه، إلى أن الجولة المقبلة ستشمل ضم خبراء عسكريين من الأطراف، مشددا على ضرورة تجنب اتخاذ أي اجراءات قد تقوض المفاوضات.
وأضاف ولد الشيخ: “أحث الجانبين على تقديم المزيد من التنازلات والضمانات”، مطالبا بالإفراج العاجل عن السجناء وفق قرار مجلس الأمن الدولي.
من جانبه قال وزير الخارجية رئيس وفد الحكومة اليمنية إلى مفاوضات الكويت، إن المشاورات مع الانقلابيين، انتهت دون تحقيق أي سلام.
وأضاف المخلافي في تغريدة له على صفحته في تويتر "تنتهي المشاورات اليوم دون تحقيق السلام الذي أردناه لشعبنا وبلادنا بسبب تعنت الانقلابيين وإصرارهم على استمرار انقلابهم الدموي وحربهم على الشعب".
وأشار إلى أن الوفد الحكومي سيستمر في دعم جهود المبعوث الاممي السيد إسماعيل ولد الشيخ احمد.