حرُّ الصيف يزيد معاناة نازحي العراق

الحدث الأحد ٠٧/أغسطس/٢٠١٦ ٠٠:١٩ ص

عواصم – ش – وكالات
تتلازم الظروف المناخية السيئة مع اشتداد الحرب لتكون عبء إضافي يحملهُ النازحُ في العراق؛ فبعدَ أن توفي المئات من اللاجئين السوريين في بلاد الشام بسبب موجات صقيع قاسية طوال سنوات الأزمة، فإن نازحي العراق، يعانون من حرٍّ شديدٍ نتج عنه وفيات، طوال سنوات النزوح هرباً من مناطق الصراع في الأنبار.
وفي الحالتين، في صقيع الشام، وحر العراق، كان الأطفال، الحلقة الأضعف، والأكثر عرضةً للموت؛ حيث يُضاف إلى عامل المناخ، انتشار الأمراض، ونقص الغذاء، والذي قد يصل إلى الجوع.
لجنة الصليب الأحمر الدولية، وباعتبار أنها منظمة أممية معنية بالأوضاع الإنسانية، حذرت مطلع الشهر الجاري، من أن أوضاعا إنسانية صعبة يواجهها أكثر من 2000 شخص في معسكر الخالدية الخاص بالنازحين، شرق الفلوجة، وأنهم يعيشون حالة خوف متواصل من العنف، مرجحة ارتفاع أعداد النازحين خلال الأيام المقبلة.
وقال المدير الإقليمي للجنة الصليب الأحمر روبرت مارديني في تقرير نشره، إن "هناك نحو 260 عائلة بواقع 2000 شخص يعيشون ظروفا صعبة في معسكر الخالدية للنازحين، في ظل ارتفاع درجات حرارة التي تجاوزت 50 درجة مئوية". مضيفة أن "النازحين يواجهون ظروفا قاسية تتمثل في شح مياه الشرب والطعام وفقدان أبسط الحاجات الإنسانية"، مؤكدًا أن "هؤلاء غالبهم يعيشون حالة خوف متواصل من العنف"، مشيرا إلى أن "العراق يواجه الآن مرحلة متصاعدة من المعارك الجديدة وهو ما قد تؤدي إلى نزوح أعداد إضافية من العوائل النازحة"، مؤكدًا أن "الصليب الأحمر يسعى إلى تلبية متطلباتهم الإنسانية بأكبر قدر ممكن".
وبحسب التقارير الإخبارية، والمتابعات الحقوقية، فإن نازحي العراق، ونتيجة ارتفاع شديد في درجات الحرارة، يعانون من العطش، والإجهاد، والإغماء، وثمة وفيات متكررة، في ظلِّ انقطاع الكهرباء عن مخيمات النازحين.
عضو مجلس محافظة الانبار راجع بركات العيساوي، أعلن في تصريح لوكالة "المعلومة" العراقية أن "مخيمات النازحين شهدت انقطاع في التيار الكهربائي الأمر الذي زاد من معاناة العوائل النازحة التي تعيش في وضع مأساوي صعب للغاية جراء قلة الدعم المقدم لهذه العوائل من الجهات المعنية".
الناشط المدني حسن الدليمي قال إن "حرارة الجو اللاهبة وعدم وجود الكهرباء في المخيمات، إحدى أكثر المشاكل التي يعاني منها النازحون، فليس من المعقول أن يشربوا الماء الساخن في درجة حرارة تفوق 45 درجة مئوية".
وأضاف في تصريحات نقلتها صحيفة "العربي الجديد": "نوزع قوالب الثلج لتوفير الماء البارد للنازحين، والتي يتبرع بها الميسورون، لكنها لا تكفي لسد حاجة الآلاف منهم، وجدنا كثيرين قد أصيبوا بالإغماء بسبب الحرارة وعدم وجود ماء بارد للشرب".
وتمتد مخيمات النازحين من بغداد نحو أبو غريب وصولاً إلى جسر بزيبز وعامرية الفلوجة والمدينة السياحية والخالدية ومناطق غرب الرمادي، والتي أنشئت أغلبها في مناطق صحراوية بعيدة عن المدن، في وقت لا توجد فيه مساعدات كافية لهم.
ويكشف رئيس منظمة "رحمة" الإنسانية علي الحسيني أن "هناك أكثر من 30 مخيماً نظامياً ومخيمات أخرى عشوائية تضم آلافاً من الأسر النازحة، وأهم احتياجاتهم هو ماء الشرب البارد ما يعني ضرورة توفير إما كهرباء أو قوالب الثلج"، موضحا أن "الحرارة الشديدة سببت جفافاً لعشرات النازحين، وعجزاً كلوياً أدى إلى وفاة بعضهم، في حين يمر الأطفال وكبار السن والمصابون بالأمراض المزمنة بوضع مأساوي تحت وطأة حرارة الجو الشديدة جداً".
المنسق العام للمفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في شمال العراق جوزيف ميركس وثف احتياجات النازحين العراقيين بأنها ضخمة ولا نهاية لها، مشيرا إلى أنهم بحاجة ماسة إلى الماء والغذاء والدعم الصحي والنفسي، خاصة أولئك الذين كانوا يعيشون في مناطق سيطر عليها تنظيم داعش حيث تعرضوا لصدمات نفسية وذهنية.
وأوضح أن المفوضية العليا في شمال العراق لديها خزينة طوارئ لكنها بحاجة إلى دعم مالي سريع، موضحا أن الاحتياجات الآنية تتطلب 300 مليون دولار بشكل فوري لتلبية تلك الاحتياجات.
وكانت موجدة الحرارة الشديدة التي ضربت العراق العام الماضي 2015، أسفرت عن وفاة نحو 60 شخصاً أغلبهم من النازحين الأطفال وكبار السن والمصابين بالأمراض المزمنة، لعدم توفر الكهرباء واستمرار انقطاعها في البلاد.
وتسببت موجة الحرّ بخروج مظاهرات حاشدة في العراق منتصف 2015، للمطالبة بوضع حدّ للانقطاع المستمر للطاقة الكهربائية، دفعت رئيس الوزراء حيدر العبادي إلى تبني حزمة من الإصلاحات الحكومية لا تزال تراوح مكانها.
وفاقت درجات الحرارة عام 2015 في عدد من مناطق العراق 65 درجة مئوية، خاصة في البصرة والفاو أقصى جنوب العراق، ترافقت مع غياب بدائل الطاقة إلا على نطاق محدود، ولم يجد النازحون في المخيمات مهرباً من لهيب الحرب المحرقة.