الإرهاب يثير فزع الأوروبيين

الحدث الأحد ٠٧/أغسطس/٢٠١٦ ٠٠:١٩ ص
الإرهاب يثير فزع الأوروبيين

باريس – ش – وكالات
تعيش القارة الأوروبية أجواء مشحونة في مواجهة التهديد الإرهابي، ففي اسبانيا، شعر مصطافون بالذعر جراء مزحة ظنوا انها اعتداء، وفي اماكن اخرى من أوروبا، ينتشر الخوف من احتمال حدوث اعتداء بمجرد حصول حادث بسيط كان يعتبر في السابق خبرا عاديا.

عصر القلق
بعد تسارع وتيرة الاعتداءات الإرهابية في الاشهر الاخيرة، اثار الهجوم بسكين الذي نفذه نروجي من اصل صومالي في لندن الاربعاء الخوف بعد ان ادى الى سقوط قتيل وخمسة جرحى. وبعد ساعات من عدم اليقين، استبعدت الشرطة فرضية العمل الإرهابي مؤكدة ان منفذ الجريمة غير متزن عقليا.
في مواجهة "عصر القلق"، اعتبر الكاتب ادوار لوي والفيلسوف جوفروي دي لاغاسنوري في مقال نشرته صحيفة ليبراسيون الفرنسية، ان الأسوأ "هو الانطباع بأن معاناتنا مضاعفة: ليس فقط جراء الخوف.. لكن ايضا جراء ما يثيره من تشويش ان نجد انفسنا في حلقة مفرغة لا نهاية لها".
والمخاوف من حصول اعتداءات إرهابية في أوروبا تغذيها تحذيرات تطلقها السلطات لمواطنيها منذ أن أعلن تنظيم داعش في العراق وسوريا في يونيو 2014. ويشارك عدد كبير من البلدان الاعضاء في الاتحاد الأوروبي، في تحالف عسكري دولي ضد التنظيم الذي توعد بإراقة دماء "الكفار" و"الصليبيين" الغربيين بكل الوسائل.
وحذرت لندن في الاونة الاخيرة من احتمال حصول اعتداء في المملكة المتحدة، في وقت اعلنت النمسا الخميس انها تلقت عن طريق البريد الالكتروني "تهديدات إرهابية" ضد الشرطة. وفي فرنسا، توقع رئيس الوزراء مانويل فالس "اعتداءات جديدة ومقتل مزيد من الابرياء" بعد سلسلة هجمات دامية منذ اكثر من عام ونصف عام.

شائعات وموجة ذعر
وما يغذي ايضا الانطباع بوجود سيف مصلت فوق أوروبا، هو الاعلان عن توقيف مشتبه بهم كانوا يستعدون لتنفيذ اعتداءات.
في اواخر يوليو، اتهمت بلجيكا رجلا بمحاولة ارتكاب جريمة ذات طابع إرهابي. وأبقى هذا البلد الذي شهد في 22 مارس اعتداءين متطرفين استهدفا المطار والمترو (وأوقعا 32 قتيلا)، على مستوى تأهب من الدرجة الثالثة 3 (تهديد ممكن ومحتمل) على مقياس من اربع درجات.
اما في فرنسا، حيث دخلت حال الطوارئ حيز التنفيذ منذ اعتداءات 13 نوفمبر (التي اوقعت 130 قتيلا)، فتعلن السلطات بانتظام عن عمليات دهم واعتقال في اطار قضايا تتعلق بمكافحة الإرهاب.
وبعد ثمانية ايام من هجوم بالشاحنة على كورنيش "لا برومناد ديزانغلي" في نيس (جنوب شرق فرنسا) اوقع 85 قتيلا في 14 يوليو، ادى اطلاق النار في مركز للتسوق في ميونيخ الالمانية في 22 يوليو (9 قتلى) الى اعطاء مثال صارخ على الاجواء المحمومة. ومن دون انتظار معرفة طبيعة هذه العملية، نسبت الى تنظيم داعش، خصوصا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ما دفع الشرطة الالمانية الى طلب عدم نشر الشائعات.
واظهر التحقيق ان مطلق النار، وهو الماني من اصل ايراني يبلغ من العمر 18 عاما، كان مدفوعا بأفكار عنصرية يمينية متطرفة، ومهووسا بألعاب الفيديو العنيفة وعمليات القتل الجماعي، خصوصا عملية القتل التي ارتكبها قبل خمس سنوات النروجي اندرس بيرينغ بريفيك.

الهوس ووسائل الإعلام
ولدى حصول اقل حادث بسلاح ابيض، تقطع قنوات الاخبار المتواصلة برامجها، لمتابعة تدخل الشرطة وفرق الانقاذ مباشرة، كما لو كان الامر يتعلق باعتداء جديد.
ففي فرنسا، تعامل عدد من وسائل الاعلام مع اقدام رجل مغربي على طعن وجرح امرأة وبناتها الثلاث في منتجع في جبال الالب في 19 تموز/يوليو، على انه اعتداء إرهابي محتمل. واتهم المعتدي الذي قال انه يعاني اضطرابات نفسية، زوج ووالد الضحايا بأنه حك ما بين ساقيه امام زوجته.
وقال كريستيان ديلبورت المتخصص الفرنسي في تاريخ وسائل الاعلام "ليست وسائل الاعلام هي التي تغذي الهوس، بل على العكس فإن هذا الهوس هو الذي يغذي وسائل الاعلام. لدى القادة السياسيين مسؤولية اكبر من وسائل الاعلام لان عليهم ان يحضوا على الهدوء".
واوضح ان وسائل الاعلام تؤدي دور نقل مشاعر الخوف، مضيفا "يجلس كل منا امام التلفزيون، وعندما يتحدث الناس بشكل جماعي عبر وسائل الاعلام (يساهم ذلك) في التهدئة".
في بعض الاحيان يؤدي المزاح دورا معاكسا. ففي منتجع بلاتخا دارو شمال شرق اسبانيا، ظن مصطافون مذعورون ان هناك اعتداء اثر قنبلة مضيئة القاها خمسة شبان المان اقدموا على الصراخ والركض على شاطئ البحر. ونتيجة لذلك، عولج احد عشر شخصا من كدمات وتسارع ضربات القلب.

*-*
إندبندنت: حرب الغرب ضد داعش في ليبيا أولوية
قالت صحيفة إندبندنت إن ليبيا وليست سوريا هي الخط الأول للقتال ضد داعش الآن مع ازدياد عدد مقاتلي التنظيم في ليبيا، واعتبار الدول الغربية أن منع شبكات “الإرهاب” من استخدام البلاد قاعدة لضرب أوروبا أمر ملح، ويجعل من هذه الحرب في سلم أولويات أوروبا. وأوضحت أن إيطاليا وافقت الأربعاء الفائت على الرد الإيجابي على أي طلب أمريكي لاستخدام مجالها الجوي وقواعدها الجوية لتنفيذ عمليات قصف ضد داعش في ليبيا، بعد سلسلة من الضربات الجوية الأمريكية ضد مقاتلي التنظيم بمدينة سرت الساحلية. وأوضحت الصحيفة أن القصف الأمريكي لسرت – والذي وصفه الرئيس الأمريكي باراك أوباما بأنه يخدم المصالح القومية الحيوية للولايات المتحدة – كان متوقعا أن يكون أول تحرك في هجوم دولي مستمر ضد داعش خارج العراق وسوريا. وأضافت أنه ورغم أن هذا القصف ليس الأول أمريكيا ضد داعش في ليبيا فإنه مؤشر على التزام غربي يزداد باستمرار للحكومة الليبية الجديدة على الصعد العسكرية والسياسية والاقتصادية. وقالت أيضا إن الوضع الأمني في ليبيا كان إحدى القضايا الرئيسية بأجندة القمة التي جمعت بين رئيسي أمريكا وفرنسا ورئيسي وزراء إيطاليا وبريطانيا والمستشارة الألمانية في أبريل الفائت والتي كانت تستهدف إعادة الاستقرار والنظام إلى ليبيا. ونسبت الصحيفة إلى وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون قوله إنه يجب عمل كل ما يمكن لإعادة الاستقرار إلى ليبيا، بما في ذلك إرسال قوات بريطانية لتدريب قوات هناك تحت قيادة الحكومة الليبية الجديدة، مشددا على أن داعش بليبيا “تهديد مباشر لبريطانيا ودول غرب أوروبا عموما، ولدينا مصلحة كبيرة في استقرار ليبيا وأضافت أيضا أنه ومع العمليات العسكرية ناقشت الدول الخمس خطة أوسع لاستقرار ليبيا تشمل زيادة إنتاج النفط لإنقاذ الاقتصاد، ووقف اللجوء والهجرة إلى أوروبا.