أثيوبيا تدعو القاهرة إلى عدم القلق وتؤكد أن «سد النهضة» لن يحجب تدفق مياه النيل عن مصر

الحدث الأحد ٠٧/أغسطس/٢٠١٦ ٠٠:١٧ ص

القاهرة – أديس أبابا – ش – وكالات
قال المدير التنفيذي لمشروع سد النهضة الإثيوبي سيمانيو بكالي إن بلاده لا يمكنها حجب تدفق مياه نهر النيل إلى مصر عن طريق سد النهضة الإثيوبي. ونقلت صحيفة الأهرام الحكومية، في عددها الصادر أمس السبت، عن بكالي قوله، في تصريح للصحفية، إنه لا داعي إطلاقا لتخوف المصريين من بناء السد أو تأثيراته لأنه تمت مراعاة كل المعايير والشروط لمنع حدوث أي ضرر في المستقبل.
وأضاف أن مياه نهر النيل وفيضانه تسير في مسارها إلى السودان ومصر، وقال إن بلاده “لا يمكنها أن تحتفظ بمياه نهر النيل خلف السد أو تحجب تدفق المياه لأن أي كمية سوف تزيد على سعة التخزين سوف تغطي جسم السد بما يمثل خطورة”. وأشار إلى أن الاحتفاظ بالمياه إلى هذا الحد غير مجد اقتصاديا، نافيا احتفاظ بلاده بالمياه خلف السد أو بدء أعمال التخرين بالبحيرة خلال موسم الفيضان الحالي.
ويثير إنشاء سد النهضة مخاوف شديدة في مصر من حدوث جفاف مائي محتمل بسببه. وتعتمد مصر بشكل شبه أساسي على نهر النيل في الزراعة والصناعة ومياه الشرب. وقال بكالي إن بلاده قامت بتنفيذ توصيات اللجنة الدولية لسد النهضة والتزمت بالمعايير الفنية الخاصة التي ذكرت بالدراسات. وأضاف “نحتاج إلى بناء الثقة بين حكومات الدول الثلاث خاصة وأن الفائدة من إقامة السد ليست فقط لإثيوبيا وإنما لدولتي المصب أيضا".
وتعهد وزير الكهرباء الإثيوبيا، شهر يوليو الفائت، بتخفيف الآثار السلبية لسد النهضة إذا أكدت الدراسات الفنية أن هناك أضرارا خطيرة من السد. ومن المقرر أن توقع مصر والسودان وإثيوبيا قريبا عقودا مع المكتبين الاستشاريين الفرنسيين (بي.آر.إل) و(آرتيليا)، بشأن الاتفاق الخاص بدراسة تأثيرات سد النهضة على دول المصب.
ووقعت مصر والسودان وإثيوبيا على “وثيقة الخرطوم” في ديسمبر 2015 بشأن حل الخلافات بِشأن السد تتضمن الالتزام الكامل بوثيقة “إعلان المبادئ”، التي وقع عليها رؤساء الدول الثلاث في مارس 2015 وهي المبادئ التي تحكم التعاون فيما بينها للاستفادة من مياه النيل الشرقي وسد النهضة
وفي السياق؛ كشفت معاينة وفد إعلامي مصري زار أديس أبابا الزيارة ضمن دورة نظمها المعهد السويدي للمياه التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي للتنمية، عن العديد من المفاجآت، خصوصًا الأرقام المعلنة عن بحيرة السد وعن نسبة الانتهاء من المشروع، إضافة إلى التعامل الإثيوبي اللين مع الوفد الإعلامي، وهيّ نظرة جديدة للأمور كانت مفتقدة طوال 5 سنوات مضت.
وضمن الوفد سافر عدد من الصحفيين المصريين، واللذين نقلوا ما شاهدوه بأعينهم من أعمال إنشائية ومعاملات شخصية مع الإثيوبيين، إضافة إلى مشاهد حية من داخل موقع بناء سد النهضة، لتكون هذه هيّ التجربة الأولى لوفد إعلامي مصري يزور سد النهضة وتُقدم له تسهيلات بهذا الشكل.
وكتبت محررة صحيفة الشروق المصرية: "اكتشفت أن التوربينات المولدة للكهرباء لا توجد جميعها في ناحية واحدة من السد، بل يوجد 10 توربينات في الناحية اليمنى، بينما يوجد في الناحية اليسرى 6 توربينات أخرى". وتقول إنه يُمكن ملاحظة وجود شبكات كهربائية عالية الضغط ومتوسطة الضغط قبل الوصول إلى مكان بناء سد النهضة في محافظة بني شنجول بما يقارب ثلث ساعة، وهو الأمر الذي وصفته بأنه مرحلة متقدمة في أعمال البناء، ما يعني أن السد سيكون جاهزًا لتوليد الكهرباء في فترة أقل بكثير من المعلن عنها. وتابعت: حتى الآن إثيوبيا لم تُخزن قطرة مياه في بحيرة السد، كما يروج البعض، وماتم اكتشافه أن بحيرة سد النهضة تمتد لمسافة 246 كيلو متر، وأقصى عرض 50 كيلو في بعض المناطق، وأقصى عمق بين 139 إلى 140 متر، بينما وضعت إثيوبيا معدلات آمان مرتفعة لمنع تسرب المياه خارج البحيرة.
محرر جريدة «العرب اللندنية»، أكد أن إثيوبيا قدمت للوفد الإعلامي المصري تسهيلات «مبالغ فيها»، حيثُ سمحت لهم بلقاء مسؤولين بالشركات المنفذة لأعمال البنية التحتية في السد، وآيضًا سمحت لهم بالتصوير في أماكن هامة وكانت محظورة من قبل حتى على الإثيوبيين أنفسهم. وطبقًا للوفد، فإنه سُمح أيضًا بالمبيت لليلة واحدة وتناول الطعام في مطعم العمال والمهندسين أمام السد، بما يُعدّ تغيرًا كبيرًا في الموقف الإثيوبي تجاه مصر والثقة في الإعلام كإحدى أدوات نقل الصورة كاملة.
يقول محرر العرب إن إثيوبيا انتهت من 55 % بالضبط من أعمال البناء، وإن 11 ألف عامل هم إجمالي المنفذون للسد، بالإضافة إلى 300 خبير ومهندس، مضيفًا: يُجرى العمل في السد لمدة 24 ساعة في اليوم. وتحدث محرر «العرب» مع سمانيو بكالا، مدير مشروع سد النهضة، والذي أكد بدوره أن جميع المسؤولين في إثيوبيا يُدركون مخاوف دولتي المصب (مصر والسودان) من وجود السد، معتبرًا أن هذه المخاوف لا أساس لها وأن توربينات توليد الكهرباء في السد لن تستهلك مياه النيل، ولن تحول دون تدفقها لدولتي المصب. وأضاف بكالا: الطبيعة الطيبوغرافية التي تحيط بالسد "جبلية" ومن الصعب معها تخزين المياه، لافتًا إلى أن إثيوبيا نفذت توصيات اللجنة السداسية لبناء الثقة بينها وبين الحكومات، وأن سد النهضة سيعم بالخير على الجميع بما في ذلك مصر والسودان.