أعباء النازحين تثقل كاهل كردستان العراق

الحدث الأحد ٠٧/أغسطس/٢٠١٦ ٠٠:١٦ ص
أعباء النازحين تثقل كاهل كردستان العراق

أربيل – برلين – ش – وكالات
تتحمل حكومة إقليم كردستان العراق أعباء إضافية مع تدفق المزيد من النازحين العراقيين نحوها، ويتلازم هذا الوضع مع خوض الإقليم لحرب شرسة ضد تنظيم داعش.
الأعباء المالية المترتبة على احتواء النازحين، دفعت بعض الأصوات إلى ضرورة توفير الدعم اللازم للإقليم من أجل النهوض بهذه الأعباء، فقبل فترة وجيزة وعد المبعوث الأوروبي كردستان العراق كريستوس ستايليانيدس بمساعدات إضافية تبلغ 200 مليون يورو. بيد أنه يدرك أنها لن تكفي. "لا نواجه تحديا إقليميا أو أوروبيا، بل عالميا"، يقول الرجل كلمته بعد نزوله من الطائرة وقبل أن يصعد في سيارة مصفحة كانت بانتظاره عند مدرج المطار في أربيل في كردستان العراق.
وبحسب تقرير إخباري لقناة "دي دبليو" الألمانية، فإن ستايليانيدس يبشر بأن هناك تطورات إيجابية: سيتم دحر تنظيم "داعش" الإرهابي بيّد أنه يخشى أن "يؤدي اندلاع القتال للسيطرة على الموصل إلى التسبب بموجة لجوء كبيرة، قد تصل إلى مليون لاجئ".
ويعيش اليوم في مخيم ديباغا 27 ألف لاجئ. هناك جزء من المخيم يتم فيه التأكد من هويات القادمين الجدد، لقطع الشك باليقين من صلتهم بتنظيم "داعش". هذا الجزء من المخيم مكتظ عن آخره. وخلف سياج كثيف من الأسلاك الشائكة ينتظر مئات الرجال دورهم للدخول إلى المخيم. في الماضي كان الناس يفرون من المناطق قبل سيطرة "داعش" عليها، الآن يأتون من المناطق التي سيطرت عليها "داعش" منذ سنتين. تدافع ممثلة حكومة إقليم كردستان العراق، فيان رشيد يونس، عن إجراءات التفتيش المشددة: "حصلت لنا تجارب سيئة. إذ قدمت عائلة قبل شهر وفجر أحد أفرداها نفسه، ما أدى إلى جرح اثني عشر شخصاً. السؤال الذي يطرح نفسه: كيف لنا أن نميز اللاجئ من الإرهابي؟".
اخترقت جموع اللاجئين ورجال الأمن امرأة مسنة وارتمت في حضن المبعوث الأوروبي باكيةً. "يوجد كثير من البشر هنا. طوابير المنتظرين للحصول على الطعام طويلة جداً. في بعض الأحيان لا أحصل على أي طعام"، تقول السيدة المسنة وهي تطبع قبلة على خد المبعوث الأوروبي، الذي كبر وترعرع في قبرص. "يتأثر المرء من أعماق قلبه وهو يرى معاناة البشر. ولكني واثق أن وجودنا هنا سيعطي الناس هنا الأمل والكرامة من جديد"، يقول المبعوث الأوروبي.
يتفق عمال الإغاثة أنه "يتوجب توسيع المخيم". إلا أن المشكلة تكمن في عدم توافر أرض للتوسعة: لا يمكن استخدام أراض الأملاك العامة (أراضي الدولة) ويطلب أصحاب الأراضي الخاصة الأكراد مبالغ خيالية. يعبر المبعوث الأوروبي عن عدم قبوله بمبلغ الإيجار البالغ مليون يورو سنوياً، كما أن ممثلة الحكومة الكردية تهز يديها بالرفض، أيضاً.
يتوجه كريستوس ستايليانيدس إلى عاصمة إقليم كردستان العراق، أربيل، لمحاولة إيجاد حل وسط ومخرج للأزمة. يلتقي لهذا الغرض مع رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البرازني، ورئيس دائرة العلاقات الخارجية في حكومة إقليم كردستان بدرجة وزير، فلاح مصطفى بكر. بعد أخذ ورد يعطي الوزير الكردي المبعوث الأوروبي لب موقف حكومة الإقليم: "فعلنا ما بوسعنا. الآن نحن بحاجة لمساعدة من الأمم المتحدة. خفضت الحكومة المركزية في بغداد مخصصاتنا المالية، وأسعار البترول في الحضيض. وتكلفة الحرب ضد الإرهاب باهظة الثمن. يكلفنا ما يقارب مليون لاجئ سوري وعراقي حوالي 150 مليون يورو شهرياً. هذا يكفي"!.
وعلى صعيد آخر؛ تكاد قدرة تنظيم داعش، على انتاج النفط وبيعه في العراق تقترب من الصفر، ما ادى الى وقوعه في ازمة مالية خانقة في الاونة الاخيرة. وكان التنظيم يسيطر في عام 2014 على قرابة 30% من الاراضي العراقية، ومن ضمنها عدد من الحقول النفطية وخاصة في محافظة نينوى، قبل أن تستعيد البيشمركة والقوات الامنية العراقية اجزاءً واسعة من المناطق التي كانت بيد التنظيم.
وفي عامي 2014 و2015 كان داعش يحكم قبضته على معظم الحقول النفطية في نينوى وصلاح الدين وجنوب كركوك، لكنه الان لا يسيطر الا على حقل نفطي واحد في القيارة دون ان يتمكن من تصدير اي كمية من النفط فيه، وتوجد في تلك المنطقة النفطية حقول (القيارة، والنجمة، وباجوان والقصبة) بقدرة تصدير كانت تبلغ 20 الف برميل نفط يومياً.
وقال مصدر رفيع من هيئة نفط نينوى، فضل عدم الكشف عن هويته، لشبكة رووداو العراقية الاعلامية "كان داعش الى يوم 9/7/2016 يهرب 50 صهريجاً من النفط (اي 10 آلاف برميل) يومياً من 62 حقلا نفطياً في القيارة". وكان داعش يقوم بعمليات تصفية جزء من النفط المستخرج من الحقول النفطية في القيارة، في مصفى حمام العليل، ويخصص المنتجات النفطية لسد الاحتياجات المحلية.
واضاف المصدر، انه بعد سيطرة القوات العراقية على قاعدة القيارة، فقد داعش قدرته على تصدير النفط، بسبب استهداف مقاتلات التحالف الدولي للصهاريج النفطية التابعة لداعش، ويقوم التنظيم الان بحرق بعض النفط الخام الذي لا يستطيع تصديره وذلك للحيلولة دون استهداف مواقعه من قبل طائرات التحالف. وقال ابو عبدالله، والذي كان احد سائقي صهاريج نقل النفط لصالح داعش، لرويترز إن معظم التجار توقفوا عن شراء النفط الخام من تنظيم داعش بعدما دمرت الهجمات الجوية مئات الشاحنات على مدى الستة أشهر السابقة. وأضاف أبو عبد الله "قتل 100 سائق على الأقل خلال الفترة الماضية وهم يحاولون تهريب الخام من العراق إلى سوريا، متابعاً "إن السائقين حاولوا مراوغة الهجمات الجوية بكتابة مياه شرب على الصهاريج لكنهم لم ينجحوا".

-***-

11 ألف أسرة نزحت عن جنوبى الموصل بسبب "داعش"

وزارة الهجرة العراقية: 11 ألف أسرة نزحت عن جنوبى الموصل بسبب "داعش"
قدرت وزارة الهجرة والمهجرين العراقية عدد العوائل النازحة من قضاء الشرقاط وناحية القيارة ومناطق جنوب الموصل شمالى العراق بأكثر من 11 ألف عائلة من مناطق سيطرة تنظيم (داعش) الإرهابي.
وقال مدير قسم المحافظات الشمالية بالوزارة مهند صالح عبد الرحيم، فى تصريح صحفى إن الوزارة استقبلت 972 عائلة نازحة خلال الايام الثلاثة الماضية فى مركز استقبال النازحين بقضاء بيجى بصلاح الدين من النواحى والقرى التابعة لقضاء الشرقاط شمالى المحافظة ومناطق جنوب الموصل بمحافظة نينوى ليرتفع عدد العوائل النازحة إلى 11010.
كما وزعت وزارة الهجرة مساعدات اغاثية عاجلة للعوائل النازحة من قضاء الشرقاط وناحية القيارة ومناطق اطراف جنوب الموصل اثر عمليات تحريرها من قبضة تنظيم (داعش) الإرهابي. وأشار مهند صالح إلى أن فرع الوزارة فى تكريت مركز محافظة صلاح الدين وزع (400) حصة اغاثية عاجلة على العوائل النازحة فى تكريت تضمنت 100 مبردة هواء و100 مروحة هواء شحن عمودية و100 سلة غذائية ومثلها سلات صحية، لافتا إلى أن الوزارة تسعى لتأمين الاحتياجات الضرورية للاسر النازحة لحين تحقيق عودتهم الى مناطق سكناهم الأصلية.
وعلى صعيد آخر؛ جددت قيادة الحشد الشعبي اليوم السبت، رفضها لأي تواجد بري أمريكي على أرض العراق. واعتبر المسؤول في الحشد الشعبي كريم النوري في تصريح، أن "أي تواجد للقوات الأمريكية خدمة لداعش من خلال استقطاب العناصر الاجرامية بحجة مواجهة الامريكان"، مؤكداً قدرة القوات الأمنية والحشد الشعبي على تحرير الأرض.
واوضح النوري عدم قدرة أي قوة أجنبية التواجد على الأراضي العراقية إلا بأمر من مجلس النواب، لافتاً إلى أن الإتفاقيات الدولية لا تنص على إدخال قوات أجنبية على الأراضي العراقية. وأضاف النوري أن هيئة الحشد ترفض تماماً تواجد أي جندي أجنبي على أرض وجو العراق، مشيرا إلى أن "من يريد بقاء الجنود الأمريكيين ويحاول الإحتماء بهم فهو يهدف إلى إطالة عمر داعش".