خميس البلوشي
بات من المؤكد أن تدخل الكرة العمانية خلال السنوات المقبلة عهداً جديداً ومرحلة جديدة من تاريخها تحتاج فيها إلى كثير من العمل والشفافية والعودة إلى جادة الصواب وذلك بعد التاسع والعشرين من الشهر المقبل حيث انتخابات المجلس الجديد.
الحدث الأكثر بروزاً على المشهد الانتخابي هذه المرة كان إعلان السيد خالد بن حمد البوسعيدي الرئيس الحالي للاتحاد عن عدم ترشحه في الدورة المقبلة شارحاً ذلك الأمر في بيان صحفي طويل وغزير بالكلمات، لكن العارفين ببواطن الأمور يعرفون لماذا اتخذ السيد خالد هذا القرار. وعلى كل حال الرجل سيغادر المشهد قريباً ونسأل الخالق عز وجل أن يكون هذا القرار فيه الخير الكثير له وللكرة العمانية، ولا بد أن نقول وبكل صدق بأن فترة رئاسة السيد خالد للكرة العمانية منذ العام 2007 كانت فيها نتائج إيجابية لا ينكرها إلا جاحد وكانت فيها أخطاء كثيرة لا ينكرها إلا مجامل ومكابِر، ورغم الاختلاف معه في أشياء كثيرة في العمل إلا أن للرجل حقه في أنه بذل الكثير من وقته وجهده في مجال تطوعي يلامس جميع أطياف المجتمع، ولا شك في أن خروج «أبو حمد» فتح الباب بل الأبواب نحو مرحلة جديدة للكرة العمانية التي باتت مطالبة بجلباب جديد وأفكار أكثر واقعية للانطلاق نحو الأمام بثقة أكبر وشراكة حقيقية مع جميع أطراف اللعبة.
منذ الاثنين الفائت حيث بداية مرحلة الترشح للانتخابات لم نشهد أية أسماء جديدة أو غير معروفة، ونقرأ أكثر أن الشباب هم القادمون بقوة للعمل في المنظومة الكروية في المرحلة المقبلة مع الإشارة إلى أنه لم يعلن أو يتقدم حتى نهاية الأسبوع الفائت أي شخص لمنصب رئيس الاتحاد باستثناء الشيخ سالم الوهيبي الذي أعلن ذلك منذ فترة طويلة، ويبدو وبكل وضوح أن الطريق بات سالكاً للتربع على كرسي الرئاسة والذي تنتظره أيام عسيرة من العمل وتصحيح الأوضاع إدارياً وفنياً ولا شك في أن الجمعية العمومية تحتاج هي أيضاً إلى هدوء مدروس وتنظيم أكبر ونظرة بعيدة للمستقبل لاختيار مجلس إدارة جديد قادر على العمل بروح الفريق الواحد لتحقيق الأهداف التي نتمناها جميعاً كمتابعين وجماهير. الأحد المقبل سنتعرف على تفاصيل المشهد والواقع الانتخابي للسنوات الأربع المقبلة لكرتنا العمانية وسنتعرف على كل المترشحين بقدراتهم وإمكانياتهم الإدارية والفنية التي نرجو أن تتكامل في عمل واضح وتغيير مطلوب سواء داخل الملعب أو خارجه، وسنتعرف كذلك على الرؤى والأفكار الانتخابية التي ندعو الله أن تقود الكرة العمانية إلى أفق أرحب تلامس فيه النجاحات وتحقق فيه الأهداف. أعلم كما تعلمون أن القادم يحتاج إلى جهد وصبر وإرادة ورغبة حقيقية في الوصول إلى الغد المشرق، وعلينا أن نعلم أن الجميع شركاء في هذا العمل وعلينا أن نتعاون ونتكاتف وأن نقوم بأدوارنا كلٌ في موقعه ومجاله، علينا أن نقلب الصفحة وأن ننسى ما قد فات بكل ما فيه وأن نقترب أكثر من بَعضنا البعض، الحياة لا تتوقف على أشخاص فالأشخاص يرحلون والمؤسسات هي التي تبقى، وعلينا أن نتفق بأن تغيير الكرة العمانية نحو الأفضل لا يتوقف على تغيير الرئيس أو الأعضاء أو المجلس بالكامل وحسب بل بحجم وقوة العمل القادم للمجلس الجديد والأندية وبقية أعضاء المنظومة. شكراً لمن ستنتهي فترة بقائهم قريباً وأهلا بالمرحلة الجديدة للكرة العمانية وأهلاً بمن سيأتي في المجلس الجديد، مهما اختلفنا فالحياة واضحة المعالم والمبدأ لا يتغير، الصواب يبقى صواباً والخطأ يبقى خطأ ويبقى فوق كل ذلك الود والاحترام ومصلحة الوطن.