شباب يقبلون على تأسيس شركات للسياحة البحرية

بلادنا السبت ٠٦/أغسطس/٢٠١٦ ٢٣:٢٤ م
شباب يقبلون على تأسيس شركات للسياحة البحرية

مسقط - العمانية

تشتهر محافظة مسقط ببحرها الهادئ وشواطئها الذهبية الجميلة، وتوجد أفضلها في قرى صغيرة محيطة بها، وهي الجصة والخيران والسيفة ويتي، وتتميز بأجواء هادئة وخلابة تجذب السياح من داخل وخارج السلطنة للتخييم والاستجمام والغوص، ما شجع الكثير من الشباب العماني على تأسيس شركات سياحية خاصة لتنشيط حركة السياحة البحرية.

ومن هذه الشركات شركة نجمة البحر للسياحة البحرية التي تصنف ضمن الشركات الصغيرة والتي تم تأسسيها عام 2011 كمشروع في مجال السياحة البحرية. وهو حلم طموح تحول إلى واقع على يد مالكها سعيد بن حبيب الرحبي الذي هو من أهالي يتي بولاية مسقط.
نجمة البحر عبارة عن شركة سياحية لمرتادي البحر تضم سفينة خشبية تراثية ذات طراز كلاسيكي وقارب رحلات سياحية بطول (40) قدماً ومخيما سياحيا بجزيرة «الخيران» وبموظفين لا يزيد عددهم عن خمسة هم المالك وأفراد عائلته الأربعة الذين يعملون كقباطنة سفن إضافة إلى مهمات الشركة الإدارية والمالية والتسويقية لتتقدم بثبات ونجاح في تسويق واستقطاب المزيد من السياح في عالم لا يخلو من التحديات الكبيرة كالمنافسة وموسمية الزبائن وتعقيدات الإجراءات وغلاء المواقف المخصصة للسفن.

مشروع طموح

يقول سعيد الرحبي لوكالة الأنباء العمانية: فكرة تأسيس شركة سياحية كانت بذهني منذ فترة بخاصة بعد تقاعدي من عملي بالبحرية السلطانية العمانية والتحاقي بالعمل بعدها كقبطان سفينة في عدة شركات سياحية حيث اطلعت عن قرب في هذا المجال السياحي وتشجعت بعد دراسة مستفيضة على تأسيس شركة سياحة بحرية رغم ضعف السيولة ولكن بتضافر جهود العائلة تم شراء سفينة تقليدية وبعد ذلك بفترة تم شراء قارب سياحي وما زال الطموح كبيرا في مجال السياحة البحرية رغم أننا ما زلنا في بداية الطريق.
وأشار إلى أن الشركة استفادت عام 2015 من صندوق الرفد بدعم مالي كان بمثابة الاحتياط للشركة الوليدة تجاه أي عقبات قد تصادفها مستقبلا ويتم سداده بالأقساط المحددة.
وأوضح أن نجمة البحر السياحية تسيّر رحلات بحرية عديدة أهمها في الفترة الصباحية لمشاهدة الدلافين أو السباحة معها ورحلات الغداء والصيد وأعياد الميلاد وكذلك رحلات المساء كرحلات مشاهدة غروب الشمس والمبيت وحفلات العشاء والرحلات الخاصة وغيرها.
وقال الرحبي إن هذه الرحلات تختلف بحسب التوقيت الزمني فهي تنشط في الشتاء لاعتدال الطقس وتخف في الصيف لارتفاع درجة الحرارة والرطوبة وتختلف كذلك من حيث المدة فالمجموعات السياحية محددة بوقت زمني ما بين الساعتين إلى يوم كامل بحسب نوع الرحلة ووقتها أو العدد وكذلك الأسعار تتفاوت بحسب العدد ووقت الرحلة وتوقيتها، وهذه الرحلات تصاحبها باقة من الخدمات والفعاليات الترفيهية كالغداء والعشاء وركوب قوارب التجديف والقوارب المطاطية والسباحة السطحية وألعاب الكرة الطائرة واليد والقدم على الشاطئ ومسابقات ثقافية وحفلات الشواء وغيرها من الفعاليات التي تكون عادة مصاحبة لهذه الرحلات.
وتُعد فترة الذروة في السياحة البحرية في السلطنة خلال الفترة ما بين شهري أكتوبر وأبريل من كل عام ويشكل العمانيون قرابة 60 % من نسبة الزبائن والنسبة الباقية للوافدين بخاصة الأوربيين وأغلبهم من الألمان والفرنسيين، أما رحلات مشاهدة الدلافين والسباحة معها فليس لها مسار محدد إذ هي تحدد وفق وجود الدلافين ولكنها عادة ما تكون في عمق بحري عمان والعرب مثل السيفة والفحل وقريات.

تحديات كبيرة

التحديات التي تواجه الشركات السياحية كثيرة ومنها ضعف السيولة المالية بخاصة لمثل هذه المشاريع التي تتطلب سيولة مالية تصل لمئات الآلاف من الريالات وارتفاع كلفة إيجارات المواقف في الميناء وهي مشكلة يعاني منها كافة مالكي السفن والقوارب، غير أنه تم تخفيضها إلى النصف بالنسبة للمرخصين للعمل السياحي.
وهناك تحد يعاني منه جميع المشتغلين بالسياحة البحرية يتمثل في موسمية العمل وذلك بسبب ظروف الطقس في البلد حيث تنشط السياحة البحرية خلال فصل الشتاء وتضعف وتقل خلال فترة الصيف، وكحل لهذا التحدي المستمر تعمل الشركات على إجراء خصومات وعروض مميزة على الأسعار تصل لـ 50 % وأحيانا لـ 60 % خلال فترة الصيف وذلك لتحريك العمل عوض التوقف نهائيا فيما تعول خلال اشهر العام الأخرى على السوق المحلية من العمانيين والجاليات الأخرى.
تجدر الإشارة إلى أن الشركات السياحية ومنها شركة نجمة البحر للسياحة تساهم في إثراء السياحة العمانية وذلك من خلال تعريف السياح من داخل وخارج السلطنة بالأماكن البحرية العمانية التي تمتد على طول خطوط الرحلات التي تسيرها الشركة أو تكون هي بحد ذاتها هدفا للرحلة (يقوم قباطنة السفينة والقارب بدور المرشد السياحي) حيث تمر رحلات الغداء بالبستان وبر الجصة ويتي وصولا إلى جزيرة بندر الخيران التي يتوفر بها كذلك مخيمّ مجهز للمبيت، فيما تمر رحلات مشاهدة الغروب بالبستان وقنتب وحرامل وسداب وجبل العالي وقصر العلم العامر وقلعتي الجلالي والميراني وصولا إلى مطرح حيث تتم مشاهدة الغروب بالقرب من ميناء السلطان قابوس السياحي.