حرب بلا هوادة ضد أوقاف القدس

الحدث السبت ٠٦/أغسطس/٢٠١٦ ٠٣:١٥ ص
حرب بلا هوادة ضد أوقاف القدس

القدس المحتلة – زكي خليل

ما زالت سلطات الاحتلال الإسرائيلي تصب جام غضبها وحقدها على الأوقاف الإسلامية في القدس الشريف والمسجد الأقصى المبارك على وجه الخصوص، غير عابئة ولا آبهة بمكانة القدس والأقصى والأوقاف التي تعتبر جزءاً من عقيدة بليون وسبعماية مليون من المسلمين، وتضرب بعرض الحائط الحقوق المشروعة التي تقرها المعاهدات الدولية والوصاية الهاشمية على المقدسات والمسجد الاقصى المبارك».

وفي خطوة غير مسبوقة منذ عام 67 اقتحمت شرطة الاحتلال مسجد قبة الصخرة المشرفة واعتقلت المشرف على الترميم والاعمار من قبل دائرة الاوقاف الإسلامية في القدس المهندس بسام الحلاق و4 من العاملين في المسجد بحجة الشروع باعمال ترميم بخلاف قانون الآثار الإسرائيلي. وبحسب مزاعم شرطة الاحتلال: «فإن المعتقلين وضعوا سقالات في قبة الصخرة بهدف تنفيذ ترميمات دون إذن من الشرطة».

مرجعية الأوقاف

بدوره، اعتبر مدير عام دائرة الأوقاف الشيخ عزام الخطيب أن إجراءات قوات الاحتلال، حيال موظفي وحراس المسجد الأقصى، المقصود بها دائرة الأوقاف الإسلامية المشرفة على المسجد الأقصى، ووجودها في مدينة القدس.
وقال: «لا شك أن دائرة الأوقاف الوحيدة الموجودة في المدينة التي تشرف على كافة المقدسات الإسلامية وفي مقدمتها المسجد الأقصى، والأطماع الإسرائيلية من قبل الجهات اليمينية المتطرفة والقرارات التي تصدر من الشرطة والحكومة الإسرائيلية بشأن المسجد الأقصى، هي قرارات تصب في هذا المنحى».

وأكد أنه يوجد لدائرة الأوقاف مرجعية هي وزارة الأوقاف الأردنية، ووصاية ورعاية ملك الأردن على المسجد الأقصى، والأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية. وأضاف:» واضح أن الحكومة الإسرائيلية بدأت تتجاوز الخطوط الحمراء في المسجد الأقصى، من خلال اعتدائها على المقدسات وعمل دائرة الأوقاف، وعمل لجنة الاعمار، لذلك لا يمكن أن نسمح باستمرارها في التمادي، هناك حكومة يجب أن تتصرف وعالم عربي وإسلامي وعلى رأسهم شعبنا الفلسطيني الصامد بمدينة القدس، الذي لا يمكن أن يسمح أن تتجاوز إسرائيل على المسجد والمقدسات الإسلامية.

وقف الانتهاكات

وأشار إلى أنه صدر بيانا عن وزير الأوقاف الأردني يتعلق في هذا الأمر، أن وزارة الخارجية الأردنية تعمل لوقف هذه الانتهاكات والاقتحامات. ولفت إلى أن وتيرة التحرك يجب أن تزداد وتكون هناك قرارات فعلية على مستوى الحدث الذي يجري في المسجد الأقصى، وفي الاتجاه الذي تعمل فيه حكومة إسرائيل.
وتابع: «واضح أن الجهات اليمينية المتطرفة وأعضاء الكنيست يروجون بضرورة إقتحام المسجد الأقصى، وسحق موظفي الأوقاف والحراس وإتخاذ إجراءات ضدهم، ووقف عمل دائرة الأوقاف والتضييق عليها».

وقال: من المعروف أن أعضاء الكنيست واليمين المتطرف المعروفين لدى الجميع لا يريدون مسلما في الأقصى، يردونه هيكلا لهم، ولكن هذا لن يكون بإذن الله. صحيح أن هناك ارتفاعا في وتيرة الاقتحامات نتيجة الأعياد اليهودية والدعوات من الجماعات اليمينية، ولكن مهما حدث لن يغير الوضع، فالمسجد الأقصى إسلامي ويهم كافة المسلمين في أنحاء العالم، ويمثل عقيدة مليار وسبعمائة مليون مسلم، ونحن نحافظ على الثوابت وهي جزء من عقيدتنا.

من جانبه قال الشيخ عمر الكسواني، مدير المسجد الأقصى، إن ‹الاعتقال تم داخل مسجد قبة الصخرة بعد اقتحامه في خطوة لم تحدث بهذا الحجم منذ عام 1967. موضحًا أن «هذه الخطوة تأتي لاستهداف السيادة الأردنية على المسجد الأقصى، الأمر الذي يحتاج إلى رد على عنجهية الاحتلال».

السيطرة على الأقصى

وذكرت الشرطة الإسرائيلية إن اعتقال الموظفين، جاء بموجب أمر أصدره قائد الشرطة الإسرائيلية في منطقة القدس، يورام هليفي، بزعم «تنفيذ أعمال بصورة مخالفة لقانون الآثار».

وحذّر الكسواني من «سياسة الاحتلال الساعية في الأيام الأخيرة إلى السيطرة على مقاليد الأمور داخل المسجد الأقصى».

وحذرت وزارة الخارجية الفلسطينية من التداعيات الكارثية الخطيرة لاستمرار إسرائيل في اعتداءاتها على الحرم القدسي الشريف، التي تهدد ليس فقط بتقسيمه وانما بهدمه. وعليه تطالب الوزارة الدول العربية أولا ومعها الدول الإسلامية، بابداء ما يستحق من حراك وخطوات ضرورية كافية، لحماية المسجد الأقصى من مخاطر تلك التحركات الإسرائيلية الخطيرة. وقال بيان للوزارة، أنها تتابع هذا التحرك مع نظيرتها الاردنية، لتحديد طبيعة الخطوات المشتركة الواجب اتخاذها لحماية المسجد الاقصى من مخاطر التهويد والهدم.