حرب اليمن تراكم أعداد المعوقين وتزيد معاناتهم

الحدث السبت ٠٦/أغسطس/٢٠١٦ ٠٣:١٤ ص

مسقط – وكالات

يعاني المعوقون في اليمن، من معاناةٍ مضاعفةٍ، فالحرب التي بترت أطرافهم، تركتهم على الهامشِ، كفئةٍ غاب صوتها في ضجيج المعارك، علاوةً على ما ألحقته هذه الوضعية، من أثرٍ نفسيٍّ أصابَ هؤلاء.

بين سبتمبر 2013 ومارس 2016 قابلت هيومن رايتس ووتش أكثر من 100 شخص من ذوي الإعاقات وأقارب لهم، وقيّمت احتياجاتهم أثناء النزاعات في كل من جمهورية أفريقيا الوسطى والعراق واليمن. وبالنسبة للمصابين بإعاقات في اليمن فإن السعر المبالغ فيه للأدوية والوقود وعدم توفر المرافق كانت له آثار جسيمة. منذ أبريل 2015 وحتى أبريل 2016 عمَّق إغلاق نحو 300 منظمة كانت توفر مساعدات خاصة للمعوقين في اليمن من هذا الاحتياج الشديد للمساعدات.

ذعر واضطرابات

وتشير المنظمة في تقرير لها، إلى حالة خالد (15 عاما) مصاب بحثل عضلي دوشيني، ويعيش مع أسرته في العاصمة صنعاء. كان خالد حتى بلوغه السنة الثانية من عمره قادرا على المشي بشيء من الصعوبة، لكن تدهورت حالته وهو الآن مصاب بالشلل الرباعي، حيث أدت ضغوط وتوتر الحرب إلى المزيد من التدهور لصحة خالد البدنية والعقلية، وهو الآن مصاب بالذعر، ويرفض تناول الطعام، ويكتفي بشرب الحليب. اضطرت الأسرة لتغذيته عن طريق خط وريدي لأنه سريعا ما نال منه سوء التغذية.
المنظمة الدولية للصليب الأحمر، أشارت في تقرير لها منتصف هذا العام، إلى أن النزاع في اليمن، أفقد الآلاف لأطرافهم منذ العام 2015. وتفيد التقارير في واقع الأمر أن عدد الأشخاص المصابين بإعاقة قد بلغ 6,000 شخص أغلبهم بسبب انفجار أو لغم أو طلقة نارية. ومن المحزن أن هذه الإصابات أصبحت شــائعة بصفة متزايدة في أوقات الحرب.
وتلبي اللجنة الدولية احتياجات المعوقين في اليمن من خلال أربعة مراكز لإعادة التأهيل في كل من صنعاء وعدن والمكلا وتعز. استفاد خلال العام 2016 ما يزيد على 25,400 من المعوقين من الدعم المقدم من اللجنة الدولية لهذه المراكز حيث حصل 12,800 مريض على العلاج الطبيعي وأنتج ما يزيد على 394 طرفا اصطناعيا وما يقرب من 5977 من أجهزة تقويم العظام.

هكذا بترت أطرافهم

إيمان، عروس شابة وجميلة من عدن، أطاح انفجار في منطقة البساتين بمحافظة عدن بساقيها وقتل على الفــــور زوجها الذي كان برفقتها في هذا الوقت، تقول للصليب الأحمر: «حاولنا الهرب بعيدا، لكن الوقت قد فات لتتبدل حياتنا كلـــها في جــزء من الثانية».
وفي قصة ثانية، لم يكن ثابت على دراية بالخطر الذي يتربص به أثناء سيره في أحد الأيام في حقل مفتوح في منطقة كرش بمحافظة لحج، إذ داس على لغم وبُترت على إثر ذلك ساقه فور وصوله إلى المستشفى. وقريبا سيجري تركيب طرف اصطناعي لثابت وحتى ذلك الوقت يمشي بمساعدة عكازين.
تقول سليمة: «كنت في المنزل برفقة زوجي ووالدته وستة أولاد حينما أصابت قذيفة منزلنا..»، قتلت حماة سليمة جراء الانفجـــار وأصــيب زوجها والأولاد الستة، أما هي فقد فقدت اليد اليمنى وتحاول حاليا التعود على استخدام اليد اليسرى في أعمالها اليومية.
خلود علي، فتاة تبلغ من العمر عشر سنوات، فقدت الساق اليسرى في انفجار عصف بمنزلها في نوفمبر 2015. والدها واثنان من أشقائها ماتوا على الفور. تستطيع خلود المشي من جديد الآن بمساعدة طرف اصطناعي، وتقول: «أريد الذهاب إلى المدرســــة واللعب مع الأولاد في قريتي».
أما علي عبده حزام، مدرس رياضيات عمره 54 عاما، عصف انفجار كبير بســـاقيه في أغسطس 2015 أثناء سيره برفقة شقيقه في الحي الذي يقطـــنه في منطــقة الكمب في مدينة تعز. برغم المعــاناة، الابتسـامــة لا تفارقــه وهــو يروي ما حدث له. كانت ابتســـامته هذه تكشـــف عن آماله في العيش حياة طبيعية بعد أن جرى تركيب طرف اصطناعي له، ويقول: «أريد موصلة تعليم أجيال جديدة من التلاميذ».