حسام بركات
يملك نادي اشبيلية الإسباني مديرا رياضيا يدعى رامون رودريغيز مونشي تتصارع عليه أكبر اندية كرة القدم في أوروبا.
مونشي الذي رفع النادي الاندلسي راتبه العام الماضي حصل قبل فترة على أضعاف هذا الراتب من أندية ثرية مثل مانشستر سيتي الانجليزي وباريس سان جيرمان الفرنسي.. ولكن لماذا يا ترى؟.
تقول إحصائية جديدة نشرت مؤخرا أن اشبيلية حصل في آخر 10 سنوات على ارباح بلغت 230 مليون يورو من صفقات ذكية لشراء وبيع اللاعبين أغلبها تحت إشراف مونشي نفسه.
اشترى النادي الاندلسي 15 لاعبا بمبلغ 70 مليون يورو وباعهم تواليا بمبلغ 300 مليون، منهم الفيس وبابتيستا وراكيتيتش وباكا وكريتشوفياك وجاميرو وكوكي.
هذه الأرباح لم تكن هي المكسب الوحيد للداهية مونشي بل إن فريقه ايضا توج بلقب الدوري الأوروبي لثلاثة مواسم متتالية فضلا عن الفوز خلال العقد الأخير بكأس ملك اسبانيا مرتين والسوبر المحلي مرة وكذلك الأوروبي مرة.
وتنقسم الاندية في سوق الانتقالات إلى قسمين، فهناك اندية ذكية تعرف كيف تشتري اللاعبين الصغار المميزين لتبيعهم لاحقا بمبالغ خرافية، وأندية غنية لا تهمها الملايين ولا تريد أن تكون ذكية أصلا.
ووفقا لهذه المعادلة ترتفع الأرقام الفلكية في كل موسم لتحطم أرقام الموسم الذي سبقه، ويشهد الميركاتو الصيفي حاليا واحدة من أكثر المراحل جنونا في تاريخ كرة القدم.
الطبيعي أن نادي إشبيلية الذي يتخلى عن لاعبيه كلما ربح مليونا اضافيا سيرفض أي مبلغ كان لرحيل مونشي، وهو ما حصل مؤكدا أنه متمسك بجوهرته حتى نهاية عقده في منتصف العام 2020.
يسهل على اشبيلية الذي يقع على ضفاف نهر الوادي الكبير أن يبيع السمكة مهما كبر حجمها ولكنه لن يكون غبيا ليبيع صيادها بعد ذلك. وأصدر النادي بيانا قال فيه: «المدير الرياضي طلب من مجلس الإدارة الرحيل لدوافع شخصية، ولكننا بعدما فهمنا واحترمنا أمنياته قررنا أن يتبع ما يوجد في العقد الموقع معه».
ويقتضي قرار اشبيلية بضرورة امتثال مونشي للعقد الذي يربطه بالفريق لغاية 30 يونيو من العام 2020، وهو ذات الأمر الذي فعله مع المدرب اوناي ايمري حتى انتهى عقده ورحل إلى باريس سان جيرمان.
الأكيد ان مونشي -إذا بقي على قيد الحياة- سيترك اشبيلية حتما بعد انتهاء عقده، وسيذهب غالبا إلى أحد الأندية الغنية جدا، ولكن كثرة الملايين ستفسده كما أفسدت كل شيء وسينجرف إلى استسهال شراء اللاعبين الجاهزين كما يفعل غيره.
كل ما نأمله من اشبيلية الذي فقد ايمري وسيفقد لاحقا مونشي أن لا يفقد بريقه كفريق صغير لا يقبل إلا بتعذيب الكبار والتنكيل بهم.
husam@karmicholding.com