القدس المحتلة – نظير طه
منعت شرطة الاحتلال الإسرائيلي، صباح أمس الأربعاء، موظفي لجنة الإعمار في المسجد الأقصى المبارك من استكمال أعمال الترميم داخل مسجد قبة الصخرة المشرفة، واعتقلت أربعة موظفين.
وقال الإعلامي المختص في شؤون القدس والأقصى محمود أبو عطا في تصريح صحفي له، إن شرطة الاحتلال اعتقلت أربعة من موظفي لجنة الإعمار، هم رئيس اللجنة بسام الحلاق، ومراقب العمل عيسى سلهب والموظفين بهاء أبو صبيح وسائد أبو سنينة.
وأوضح أن شرطة الاحتلال هددت صباحًا موظفي اللجنة ممن يعملون بأعمال الترميم داخل قبة الصخرة بالاعتقال وسحب هوياتهم الشخصية في حال استمروا بالعمل داخل مسجد قبة الصخرة.
وأضاف أن سلطات الاحتلال تهدف من وراء استهداف موظفي الإعمار التضييق على مشاريع الترميم والإعمار في المسجد الأقصى.
وكانت شرطة الاحتلال فتحت عند الساعة السابعة والنصف صباحًا باب المغاربة، ونشرت وحداتها الخاصة وقوات التدخل السريع في باحات الأقصى، تمهيدًا لتأمين اقتحامات المستوطنين.
وذكر أبو عطا أن 34 مستوطنًا متطرفًا اقتحموا منذ الصباح المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة بحراسة مشددة من شرطة الاحتلال الخاصة، ونظموا جولة استفزازية في أنحاء متفرقة من باحاته، وسط محاولات لأداء طقوس تلمودية في المسجد.
وبين أن حالة من التوتر الشديد تسود ساحات الأقصى إثر المحاولات المتكررة لأداء طقوس تلمودية فيه، واستمرار استهداف موظفي دائرة الأوقاف الإسلامية.
وأشار إلى أن المصلين الذين تواجدوا في ساحات الأقصى منذ ساعات الصباح تصدوا بهتافات التكبير لاقتحامات المستوطنين واستفزازاتهم.
وفي السياق، تعمدت عناصر القوات الإسرائيلية الخاصة صباح أمس التدخين داخل باحات الأقصى، واستفزاز الحراس والمصلين بالضحك والكلام البذيء، بالإضافة إلى مراقبة المصلين في المسجد.
وأفاد أبو عطا أن شرطة الاحتلال المتمركزة على الأبواب شددت من إجراءات الأمنية بحق المصلين الوافدين للأقصى، ودققت في بطاقاتهم الشخصية.
وكانت شرطة الاحتلال الخاصة اعتدت أمس الأول على أحد حراس المسجد الأقصى أثناء تصديه لأداء بعض المستوطنين شعائر تلمودية في المسجد، مما أدى لإصابته برضوض نقل على إثرها لمستشفى المقاصد لتلقي العلاج.
يذكر أن اعتداءات الاحتلال على حراس الأقصى وموظفي الأوقاف الإسلامية تضاعفت في الآونة الأخيرة، حيث اعتقلت وأبعدت منذ الأربعاء الماضي تسعة حراس وموظفين، إلى جانب حارس المسجد فادي عليان الذي ما زال معتقلا منذ نهاية يونيو الماضي.
من جهة أخرى قالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، إن سلطات الاحتلال الإسرائيلي فرضت خلال شهر يوليو الفائت، غرامات مالية باهظة بحق 34 طفلا قاصراً، يقبعون في سجن "عوفر" الإسرائيلي، وصل مجموعها إلى 33 ألف شيكل (نحو 10 آلاف دولار أمريكي).
واوضحت الهيئة في بيان لها وصل"الشبيبة" نسخة منه، أمس الأربعاء، أن الغرامات ترافقت مع أحكام صدرت بحق 14 من الأسرى القاصرين، وتراوحت بين شهر وسبعة عشر شهرا، وأن عدد القاصرين الجدد الذين أدخلوا إلى قسم الأشبال في سجن "عوفر" خلال شهر يوليو، وصل إلى 34 شبلا دون سن 18 عاما، وبينهم 10 أطفال دون سن 16 عاما.
وأضافت أن 24 شبلا من بين هؤلاء تم اعتقالهم من المنازل، واثنين من الطريق، وثلاثة تم اعتقالهم على الحواجز العسكرية، وأربعة بعد استدعائهم لمراكز التحقيق.
وأشارت الهيئة إلى تحويل ثلاثة قاصرين خلال يوليو، للاعتقال الإداري، وهم: لؤي نيروخ، وأحمد عبدالله نمر، وقصي معلا. وأكدت أن الاحتلال يمارس سياسة ممنهجة لاستهداف الأطفال الفلسطينيين وقتل براءتهم، وتعذيبهم والتنكيل بهم، وفرض الأحكام الجائرة والغرامات المالية الباهظة بحقهم.
وأدانت هيئة شؤون الأسرى والمحررين التشريعات العنصرية الإسرائيلية التي أجازت لجهاز "الشاباك" وجيش الاحتلال والمحاكم العسكرية، اعتقال الأطفال ومحاكمتهم بما في ذلك من هم دون سن الرابعة عشرة، وتقديمهم للمحاكم العسكرية الظالمة التي تحكم عليهم أحكاما جنونية