متى تفقد أصدقاءك ؟

مزاج الثلاثاء ٠٢/أغسطس/٢٠١٦ ٢٣:٢٦ م

إيلسا فولياماي - ترجمة: خالد طه

كشف العلماء عن السن الذي يبدأ عنده الرجال والنساء في فقد أصدقائهم: وهو سن مبكر أكثر مما يظن معظم الناس. إن عدد الأصدقاء الذين يصادقهم شخص ما يمكن أن يصعب تحديده، وبصفة خاصة في هذا الوقت الذي ساهمت فيه وسائل التواصل الاجتماعي في توسيع تعريف «الصديق»، ولكن هؤلاء العلماء متمسكون بالأساسيات، فقد قاموا بقياس عدد الأشخاص الذين يتصل بهم الخاضعون للدراسة هاتفيا.

ورغم أن هذا الأسلوب قد يبدو من الطراز القديم إلى حد ما (ويحمل في طياته المخاطرة باعتبار كثير من الاتصالات بجهات عامة على أنها اتصالات بأصدقاء) فإن العلماء يزعمون أن نتائجهم من هذا الأسلوب ترتبط ارتباطا وثيقا وتتسق تماما مع الدراسات السابقة التي قامت بقياس التفاعل وجها لوجه.
وتشير الدراسة إلى أن كلا من الرجال والنساء يواصلون اتخاذ المزيد والمزيد من الأصدقاء حتى سن الخامسة والعشرين، وعندئذ يبدأ أعداد الأصدقاء في الانخفاض سريعا وتواصل الانخفاض طوال الفترة المتبقية من حياة الشخص. وقد وجد الباحثون أن الرجل المتوسط البالغ من العمر 25 عاما يتواصل مع نحو 19 شخصا مختلفا كل شهر، بينما المرأة المتوسطة البالغة من العمر 25 عاما تتواصل مع ما متوسطه 17.5 شخص.
ولكن في سن التاسعة والثلاثين، يتواصل الرجال والنساء مع ما متوسطه 12 و 15 شخصا في الشهر على الترتيب. ويتوقف الانخفاض السريع في عدد الأشخاص الذين يتواصل معهم كل من الرجال والنساء حول سن الثمانين، حيث تستقر الأعداد عند ثمانية أصدقاء للنساء وستة أصدقاء للرجال.
وبحسب الدراسة، يرجع هذا إلى أن كبار السن من المرجح أن يتواصلوا مع الأبناء البالغين والأحفاد، ويظلون على اتصال معهم حتى الوفاة، وهو ما يفسر حقيقة أن الناس يبدون وكأنهم يتوقفون فجأة عن فقدان «الأصدقاء» في مرحلة الثمانينات من العمر.
وتقول الدراسة إن السبب في أننا نبدأ في فقدان الأصدقاء هو أن الناس يقضون المراحل الأولى من أعمارهم يجربون ويقابلون الكثير من الشخصيات المختلفة في سن المراهقة قبل أن يستقرون على أصدقائهم المقربين عندما يصلون إلى مرحلة البلوغ: «الاختلاط الاجتماعي الأكبر للأفراد الأصغر سنا يمكن تفسيره على أنه مرحلة أخذ العينات الاجتماعية» بحسب الدراسة. «يقوم الأفراد باستكشاف مجموعة الفرص (سواء لتكوين الصداقات أو لاخيتار شريك الحياة) المتاحة لهم قبل أن يستقروا في نهاية المطاف على هؤلاء الذين يعتبرونهم الأمثل أو الأكثر قيمة بالنسبة لهم».
وتنص الدراسة على أن الشباب يمكن النظر إليهم باعتبارهم «متسوقين حذرين»، يقومون بتجريب الكثير من مختلف الأصدقاء قبل أن يوجهوا جهودهم وطاقاتهم إلى مجموعة قليلة مختارة بعناية».

خدمة إندبندنت -