العسل يحارب البكتيريا

مزاج الثلاثاء ٠٢/أغسطس/٢٠١٦ ١٣:٠٠ م

سامانثا أولسون - ترجمة: أحمد بدوي

العسل شراب حلو وبديل صحي للسكر، ينتج بشكل طبيعي من النحل، ومن بين فوائده التي تفوق الحصر وأقواها قدرته على محاربة البكتيريا. فهذا السائل الذهبي يعزز نظام المناعة ويساعد في الهضم وفقدان الوزن، حتى أنه يخفف من أعراض البرد. يقول خبراء إن المكونات المضادة للجراثيم الكامنة بداخل العسل تجعل منه أداة ردع طبيعية هائلة.

ويتكون العسل من حوالي 17 في المئة ماء والنسبة الباقية سكر الجلوكوز وسكر الفركتوز، وكلاهما جاذب للماء. وكمادة فائقة التشبع فإن العسل لا يذوب في درجة حرارة الغرفة بسبب قوامه اللزج. وعندما تدخل البكتيريا والعفن والفطريات الى الجسم، يعمل العسل على امتصاص الماء فورا من المادة الغريبة، ما يسلب الغازي الخارجي أسلحته، كما أن العسل أيضا لا يحتوي على كمية من الماء تكفي للبكتيريا وما شابهها كي تعيش عليها وهذا هو السبب أنه لا يفسد.
ولكن السكر ليس العنصر الوحيد الذي يجعل العسل آلة شحن فائقة مضادة للجراثيم، فالنحل يضيف أوكسيد الجلوكوز إلى المزيج، ما يجعل العسل حمضي للغاية ويكاد يكون من المستحيل نمو البكتيريا فيه، وعندما يتحلل أوكسيد الجلوكوز فإنه يتحول الى بيروكسيد الهيدروجين، الذي يدمر جدران خلايا البكتيريا. كما يحتوي العسل على نوع من البروتين يسمى ديفنسين وان «defensin-1» الذي يمثل جزءا من الجهاز المناعي للنحل يعمل على حمايتها ضد البكتيريا، وتحديدا تلك التي تسبب الأمراض.
وفي عام 2010 أجريت دراسة على النحل على المستوى الجزيئي جرى خلالها عزل بروتين ديفنسين وكشفت كيف يستطيع العسل علاج الحروق والتهابات الجلد، ما يجعله عنصرا قويا مضادا للجراثيم.
وأخيرا وليس آخرا فالمكونات الموجودة في العسل بمثابة الكابوس للبكتيريا، وهو ما يجعل هذا الغذاء الطبيعي معينا لا ينضب من الفوائد الصحية يسهل التمتع بها بتناول مقدار يومي منه. إلا أن الخبراء يقولون أنه ينبغي على الآباء عدم تغذية الرضع الذين تقل أعمارهم عن سنة واحدة بالعسل لأن حوالي 10 في المئة من عينات العسل تحتوي أيضا على جراثيم مطثية، وهي البكتيريا الوحيدة التي تستطيع مقاومة الخصائص المضادة للجراثيم في العسل لأنها جافة بالفعل ومن ثم لا يمكن للعسل تدميرها بامتصاص الماء منها، في حين أن نظام المناعة لدى البالغين الأصحاء يمكنه محاربة هذه الجراثيم ومنعها من النمو في داخلنا.

عن ميديكال ديلي