مشروبات خفيفة وأسئلة صعبة

مقالات رأي و تحليلات الثلاثاء ٠٢/أغسطس/٢٠١٦ ٠٠:٣٣ ص
مشروبات خفيفة وأسئلة صعبة

مايك راينر

في شهر مارس، أعلنت الحكومة البريطانية أنها تعتزم فرض ضريبة على المشروبات السكرية في عام 2018 لوقف انتشار البدانة في مرحلة الطفولة. ويعتمد نجاح هذه الضريبة، التي ستجري مناقشتها هذا الصيف، في تحقيق أهداف الصحة العامة المرجوة منها، على التفاصيل والتقييم الدقيق لآثارها.
والمملكة المتحدة ليست وحدها في القلق بشأن ارتفاع المعدلات العالمية للإصابة بالأمراض المرتبطة بالسِمنة مثل السكري وأمراض القلب والأوعية الدموية ــ وهي الحالات المرضية المكلفة التي قد تؤدي إلى إعاقة كبيرة والوفاة المبكرة. وقد فرضت دول عديدة، أو تفكر في فرض، الضرائب على الأطعمة والمشروبات غير الصحية ــ وخاصة تلك التي يضاف إليها السكر.
على سبيل المثال، تفرض شيلي ضريبة بنسبة 18% على المشروبات الغنية بالسكر؛ وتفرض فرنسا ضريبة على المشروبات التي يضاف إليها السكر والمحليات الاصطناعية؛ وتفرض المجر الضرائب على الأطعمة والمشروبات التي تحتوي على مقادير عالية من السكر، والملح، والكافيين. ومؤخرا، أصبحت فيلادلفيا في بنسلفانيا أكبر مدينة في الولايات المتحدة تفرض ضريبة على المشروبات المحلاة.
تعمل هذه الضرائب الغذائية على أكثر مستويات التغير السلوكي المتاحة فعالية لدى صناع السياسات: الأسعار. ولكن من السابق للأوان أن نجزم بأن رفع الأسعار يؤدي بالضرورة إلى انخفاض الاستهلاك وبالتالي تمكين نتائج صحية أفضل. إذ تعتمد فعالية أي ضريبة على تصميمها واستجابة المستهلكين والصناعات الغذائية للحوافز التي توجدها.
أظهر فرض الضرائب على المشروبات السكرية في المكسيك وبيركلي في كاليفورنيا استعداد الصناعة لمقاومة التشريع الذي ربما يؤدي إلى انخفاض أرباحها. وتشير الدلائل إلى أن هذه الضرائب أسفرت بالفعل بمجرد فرضها عن تغير في السعر للمستهلكين الذين أصبحوا نتيجة لذلك يشترون كميات أقل من المشروبات السكرية.
وأعلن وزير الخزانة السابق جورج أوزبورن عن ضريبة من مستويين، بهدف واضح يتلخص في تشجيع الصناعة، وليس المستهلكين، على تغيير السلوك.
بموجب خطة أوزبورن، سوف تتقاضى السلطات من صناعة المشروبات السكرية نحو 18 بنسا (0.24 من الدولار الأميركي) لكل لتر من المنتجات التي تحتوي على 5 إلى 8 جرامات من السكر في كل 100 مليلتر من السائل، ونحو 24 سنتا لكل ليتر من المشروبات التي تحتوي على أكثر من 8 جرامات من السكر لكل 100 مليليتر. أي أن الضريبة على سبرايت على سبيل المثال، والتي تحتوي على 6.6 جرامات لكل 100 مليلتر، ستكون عند حدها الأدنى؛ أما الضريبة على كوكاكولا، التي تحتوي على 10.6 جرامات لكل 100 مليلتر، فسوف تكون عند حدها الأعلى. وسوف تستخدم الإيرادات لدعم البرامج في المدارس وتوسيع أندية الإفطار.
في بيان الميزانية، تحدى أوزبورن صناعة المشروبات السكرية أن تستجيب لاقتراحه بإعادة صياغة منتجاتها، وأن تشجع المستهلكين على التحول إلى المشروبات التي تحتوي على كميات أقل من السكر، وخفض أحجام الوجبات.
وتشكل إمكانية إعادة صياغة المقترحات الحالية والداخلين الجدد إلى السوق المزيد من أسباب عدم اليقين المهمة. ففي عام 2014، قدمت كوكاكولا بديلها الجديد المنخفض السكر، تحت مسمى كوكاكولا لايف. ومن خلال تعليبه المتميز الأخضر وصورته الناصعة التي اكتسبها من خلال الحملات الإعلانية، استولى المنتج الجديد على أكثر من 2% من إجمالي مبيعات كوكاكولا في العام الأول بعد تقديمه. ولكن من غير الواضح ما إذا كانت هذه المبيعات الإضافية راجعة إلى مستهلكين كانوا ليتناولوا لولا ذلك كوكاكولا كاملة المحتوى من السكر، أو نسخة الدايت من المشروب الغازي، أو مشروبات أخرى مثل عصير الفواكه أو الماء.
أستاذ صحة السكان لدى قسم نوفيلد لصحة السكان ومدير مركز مؤسسة القلب البريطانية للأساليب السكانية في الوقاية من الأمراض غير المعدية