فشل هجوم لطالبان أفغانستان على فندق يستضيف أجانب يعملون لصالح حلف الأطلسي

الحدث الثلاثاء ٠٢/أغسطس/٢٠١٦ ٠٠:٢٨ ص

كابول – ش – وكالات
انتهى صباح أمس الاثنين هجوم ضخم شنه مسلحون من حركة طالبان على فندق يرتاده أجانب في كابول وبدأ بتفجير شاحنة مفخخة تلته مواجهات مع قوات الأمن اسفرت عن مقتل شرطي.

انتهاء العملية
وبعد اشتباكات استمرت سبع ساعات، اعلن قائد شرطة كابول عبد الرحمن رحيمي صباح أمس الاثنين انتهاء العملية التي اوقعت قتيلا وثلاثة جرحى في صفوف الشرطة بعدما تمكن المهاجمون من الدخول إلى حرم فندق "نورث غيت"، ويستضيف هذا الفندق مدنيين وعسكريين اجانب يعملون لحساب القوات المنتشرة في اطار عملية "الدعم الثابت" بقيادة الحلف الاطلسي
وقتل المهاجمون الثلاثة من حركة طالبان وبينهم قائد الشاحنة المفخخة. وقال رحيمي ان "العملية انتهت بدون وقوع ضحايا اخرين سواء داخل الفندق او خارجه".
وهز دوي الانفجار الشديد العاصمة الافغانية بعيد الساعة 1,30 من صباح أمس الاثنين (21,00 ت غ الاحد) وترددت اصداؤه في جميع ارجائها كما ترافق مع انقطاع التيار الكهربائي لدقائق عدة، حين صدمت الشاحنة سور الفندق.
وسارعت حركة طالبان إلى تبني الاعتداء، مؤكدة على تويتر انها "فجرت شاحنة مفخخة عند مدخل فندق نورث غيت" الواقع على الطريق إلى باغرام (شمال شرق) على مقربة من مطار عسكري محاذ لمطار كابول الدولي، والذي سبق ان استهدفه اعتداء عام 2013.
واضافت حركة طالبان على تويتر ان الانفجار "فتح الطريق للمقاتلين المزودين باسلحة خفيفة وقاذفات صواريخ لدخول" الفندق. وفرضت قوات الامن والشرطة على الفور طوقا امنية واسعا حول الفندق ومنعت الدخول اليه، كما لزمت صمتا تاما خلافا لحركة طالبان التي ضاعفت الاعلانات على مواقع التواصل الاجتماعي فيما اكد المتحدث باسمها ذبيح الله مجاهد "قتل وجرح مئة من الغزاة الاميركيين". وانتظرت القوات الخاصة الافغانية طلوع الفجر للتدخل فقتلت المهاجمين اللذين كانا لا يزالان متحصنين داخل الفندق.

الفندق استهدف عام 2013
وسبق ان تعرض فندق "نورث غيت" لاعتداء نفذه عناصر من طالبان في يوليو 2013، حيث تمكن خمسة انتحاريين من الدخول إلى باحة الفندق فقتلوا تسعة اشخاص قبل ان يقضي عليهم عناصر الامن.
ويومها ايضا بدأ الهجوم بتفجير شاحنة مفخخة امام مدخل الفندق، ما سمح للمهاجمين بالدخول إلى باحة الفندق الشديد التحصين. غير ان الفندق يتباهى بالحماية الشديدة التي يوفرها لنزلائه ويظهر على موقعه الالكتروني محاطا باسوار عالية حمته على ما يبدو مساء أمس الأول.
ويأتي هجوم طالبان بعد اسبوع تقريبا على مقتل 80 شخصا على الاقل واصابة 231 آخرين حين فجر انتحاريان من تنظيم داعش حزاميهما الناسفين وسط تظاهرة لأقلية الهزارة في اعتداء هو الاكثر دموية على الاطلاق في العاصمة كابول. وينشط تنظيم داعش في عدد ضئيل من المناطق في ولاية نانغرهار (شرق) على الحدود مع باكستان.
كما شهدت كابول اعتداءين خلال شهر رمضان، اولهما في 20 يونيو حين قتل 14 حارسا امنيا نيباليا يعملون لدى سفارات غربية وهم يخرجون من مجمعهم، والثاني في 30 يونيو حين استهدف تفجيران انتحاريان موكبا لعناصر الشرطة ما ادى إلى مقتل ثلاثين متخرجا شابا.
وتبنت حركة طالبان الاعتداءين في وقت يشدد المتمردون الضغوط على القوات الحكومية ولا سيما في شرق البلاد وعدة مناطق في الجنوب والشمال منذ ان سحب الحلف الاطلسي قواته القتالية في نهاية 2014.
واحصت الامم المتحدة "عددا قياسيا" من القتلى والجرحى في افغانستان في النصف الاول من العام 2016 بلغ 1601 قتيلا و3565 جريحا ثلثهم من الاطفال، ما يشير إلى تدهور الوضع الامني في هذا البلد.

بكين تشيد بكابول
وعلى صعيد آخر؛ التقى وزير الدفاع الصيني تشانغ وان تشيوان مع قائد الجيش الأفغاني وشكره على دعم كابول في قتال ما تصفه بكين بجماعة انفصالية تسعى إلى تحقيق استقلال لمنطقة شينجيانج في غرب الصين.
وتشعر الصين بقلق منذ فترة طويلة من أن يمتد عدم الاستقرار في أفغانستان إلى منطقة شينجيانج التي يعيش فيها الأويجور المسلمون حيث قُتل المئات في السنوات الأخيرة في اضطرابات أنحت بكين باللوم فيها على المتشددين.
وتعتبر الولايات المتحدة والأمم المتحدة حركة تركستان الشرقية الإسلامية منظمة إرهابية على الرغم من أن بعض الخبراء شككوا في تماسكها ويقولون إن سياسات الصين في شينجيانج أسهمت في الاضطرابات.
ونقلت وكالة أنباء الصين الجديدة(شينخوا) عن تشانغ قوله لقائد هيئة الأركان العامة للجيش الأفغاني قدم شاه شهيم "أشكر أفغانستان على دعمها الثمين في مكافحة القوى الإرهابية لحركة تركستان الشرقية الإسلامية وفي قضايا لها صلة بمصالح الصين الأساسية.
وأضاف: "أتعشم أن يتمكن الجيشان من مواصلة إثراء التعاون شكلا ومضمونا والمساهمة بشكل أكبر في حماية أمن البلدين وتوفير بيئة مواتية للتنمية المشتركة."
ونقل بيان على موقع وزارة الدفاع الصينية على الانترنت عن شهيم قوله إن أفغانستان مستعدة لمواصلة محاربة حركة تركستان الشرقية من خلال"تعميق التعاون بشأن تدريب الأفراد والمناورات المشتركة ووسائل أخرى."
ولم يذكر التقرير والبيان تفاصيل أخرى. وتعمل الصين مع باكستان والولايات المتحدة للتوسط في محادثات سلام لإنهاء تمرد طالبان المحتدم منذ 15 سنة في أفغانستان.
ولم تتجاوز هذه الجهود أكثر من إجراء محادثات استكشافية وانهارت بشكل قاطع على ما يبدو عندما قُتل زعيم طالبان السابق الملا محمد أختر منصور في غارة بطائرة أمريكية بلا طيار في باكستان في مايو.
وقالت مصادر في طالبان لرويترز إن وفدا من طالبان زار الصين في وقت سابق من الشهر رغم عدم تأكيد مسؤولين صينيين لذلك . وقالت طالبان في تصريحات علنية إنها تريد إقامة علاقات طيبة مع جيران أفغانستان.
وتقول الصين إنها لا تسعى لشغل فراغ أمني ظهر في أفغانستان منذ وقف بعثة حلف شمال الأطلسي التي تقودها الولايات المتحدة عملياتها القتالية هناك في نهاية 2014 . ولكنها وعدت بأن تلعب دورا تجاريا"كبيرا" في المساعدة في إعادة بناء أفغانستان.