داعش يعوض خسائره بهجمات الخارج

الحدث الثلاثاء ٠٢/أغسطس/٢٠١٦ ٠٠:٢٨ ص
داعش يعوض خسائره بهجمات الخارج

بغداد – القاهرة – ش – وكالات
أعلن تنظيم داعش الذي بدأ يفقد مواقع على الأرض ويتقهقر في العراق وسوريا مسؤوليته عما شهده العالم من زيادة في الهجمات هذا الصيف وكان أغلبها في فرنسا وألمانيا.
وجاءت موجة الهجمات في أعقاب نداء بتوجيه ضربات للغرب خلال شهر رمضان في يونيو ويوليو وذلك فيما يبدو أنه تحول في الاستراتيجية من جانب التنظيم المتشدد الذي تعرض على مدى العامين الأخيرين لضربات جوية من تحالف تقوده الولايات المتحدة وما حققته القوات المحلية من تقدم على الجبهات البرية.
وبدلا من حث الأنصار على السفر إلى أرض المعركة في العراق وسوريا، بدأ يشجعهم على التحرك في بلدانهم الأصلية باستخدام أي وسائل متاحة لهم.

دعوة العدناني
وقال أبو محمد العدناني المتحدث باسم داعش في إشارة إلى جهود الحكومات الغربية لمنع المقاتلين الأجانب من السفر للقتال في صفوف التنظيم "يا عباد الله يا أيها الموحدون.. إن أصغر عمل تقومون به في عقر دارهم أفضل وأحب إلينا من أكبر عمل عندنا وأنجع لنا وأنكى بهم."، قاصدا بذلك الحكومات الغربية.
واستجاب الأنصار ممن اعتنقوا الفكر المتطرف لهذا النداء أكثر من مرة في الشهرين الأخيرين في دول تشارك في التحالف الدولي الذي يحارب داعش بما في ذلك إطلاق الرصاص على رواد ملهى ليلي في فلوريدا ودهس العشرات بشاحنة في الريفييرا الفرنسية ومهاجمة ركاب قطار ببلطة قرب مدينة ميونيخ.
وتباينت درجة اتصال مرتكبي هذه الهجمات بالمتشددين في الشرق الأوسط. فقد حاول بعضهم السفر إلى سوريا وكانوا تحت رقابة السلطات بينما لم تبد على غيرهم أي علامة على التطرف إلى أن نفذوا ضرباتهم القاتلة.
وقال ماكس أبرامز الأستاذ بجامعة نورث إيسترن في بوسطن والذي يدرس الجماعات المتطرفة "ثمة إدراك متزايد أن فكرة دولة الخلافة في طريقها إلى الزوال وبدأت القيادة تتجه أكثر فأكثر إلى مطالبة المقاتلين الأجانب ألا يأتوا إلى العراق وسوريا بل التوجه إلى مكان آخر أو ارتكاب أعمال عنف على المستوى المحلي."
ويتنبأ خبراء أمنيون ومسؤولون في الشرق الأوسط وفي الغرب بأن الحملة العسكرية على التنظيم في العراق وسوريا ستقضي في النهاية على هدف إقامة دولة الخلافة لكنها قد تؤدي إلى زيادة متواصلة في هجمات المتشددين على المستوى العالمي.

الذئب المنفرد
على مدى أكثر من شهر ظل أنصار داعش على وسائل التواصل الاجتماعي يشجعون من يمكن أن يصبح "ذئبا منفردا" في الغرب لاختيار وسيلة من الوسائل المختلفة سواء من تفجير المتفجرات إلى إطلاق الرصاص أو الطعن أو غيرها.
وطالب أحد المؤيدين أنصار داعش بمبايعة زعيمها أبو بكر البغدادي سرا أو علانية وقال لهم إنهم سيصبحون بذلك من جنود للتنظيم لا فرق بينهم وبين من سافروا إلى داعش.
وأشارت بيانات إعلان المسؤولية عن الهجمات الأخيرة التي أصدرتها داعش من خلال وكالة أعماق للأنباء إلى نداء العدناني.
وقالت البيانات في أعقاب أربع هجمات في أوروبا هذا الشهر إن المهاجم "نفذ العملية استجابة لنداءات استهداف دول التحالف التي تقاتل داعش."
في فرنسا أسفر الاعتداء بشاحنة على المحتفلين بيوم الباستيل عن سقوط 84 قتيلا في مدينة نيس ولقي قس كاثوليكي مسن حتفه في هجوم على كنيسة في نورماندي.
وفي ألمانيا أسفر هجوم ببلطة وتفجير انتحاري في بافاريا عن إصابة نحو 20 شخصا بجروح.
وظهر أغلب المهاجمين في مقاطع فيديو مسجلة مسبقا وهم يبايعون داعش ويعلنون مسؤوليتهم عن الهجمات ليرددوا ما ورد على لسان العدناني ويشجعوا الآخرين على الاقتداء بهم.
وطالب عبد الملك بتيجان أحد الشابين اللذين قتلا القس في شمال فرنسا الأسبوع الماضي "الإخوة" بالخروج بسكين أو أي سلاح آخر لشن هجمات وقتل أعداد كبيرة.
وحث محمد رياض اللاجئ الأفغاني الذي استخدم بلطة في مهاجمة ركاب قطار في بافاريا الشهر الماضي المسلمين في مقطع فيديو مماثل على القتال قائلا إن عليهم محاربة جيوش "الكفر" في بلدانهم إن عجزوا عن السفر إلى الشام.
الأمور ستسوء على الأرجح
قال أبرامز إنه مع تزايد ضعف داعش عسكريا بدأت تحاول ارتكاب أعمال العنف في أماكن أخرى من العالم بل إنها أعلنت مسؤوليتها عن أعمال كانت الصلة التي تربطها بها واهية.
وأضاف "هي عشوائية فيما يتعلق بمن يمكن أن يصبح جنديا من جنود التنظيم.. وهي عشوائية أيضا في الهجمات التي تعلن الجماعة مسؤوليتها عنها."
وقالت شركة آي.إتش.إس للأبحاث إنه تم إخراج التنظيم في الأشهر الثماني عشرة الأخيرة من ربع الأراضي التي استولى عليها في العراق وسوريا عام 2014. وتشير تقديرات أخرى إلى أن خسائر التنظيم أقرب إلى النصف.
وقد تعهدت السلطات العراقية باستعادة الموصل أكبر المدن التي مازالت تحت سيطرة التنظيم في وقت لاحق من العام الجاري لكن مقاتليه سيحتفظون على الأرجح بملاذات آمنة في مناطق صحراوية نائية ويعودون إلى أساليب أكثر تقليدية في عملياتهم.
أما هزيمة داعش في سوريا فتبدو أبعد. كما أن التنظيم أقام مواطئ قدم له في جيوب من ليبيا إلى أفغانستان إلى الفلبين في مناطق تنتشر فيها الفوضى أو عدم الاستقرار.
وقال مدير مكتب التحقيقات الاتحادي الأمريكي جيمس كومي هذا الأسبوع إنه يتوقع أن تؤدي هزيمة داعش في نهاية الأمر إلى زيادة الهجمات في الولايات المتحدة وفي أوروبا وذلك بإخراج المتشددين من سوريا بنفس الطريقة التي ظهر بها تنظيم القاعدة من صفوف المقاتلين الذين اعتنقوا الفكر المتطرف في أفغانستان خلال الثمانينات.
وأيد محللون هذه التوقعات ومنهم جيه.إم برجر الباحث في جامعة جورج واشنطن الذي تدور أبحاثه حول تنظيم داعش.
وقال برجر "إعطاء انطباع بالقوة من خلال الهجمات الإرهابية عامل من العوامل في أعمال العنف التي وقعت في الآونة الأخيرة لكن الأمور ستسوء فيما بعد على الأرجح عندما لا يكون لدى أنصار (داعش) ما يخسرونه."
*-*

البابا يرفض الربط بين الإسلام والارهاب
رفض البابا فرنسيس أمس الأول الربط بين الإسلام والارهاب، مؤكدا إنه يمكن للكاثوليك كما للمسلمين ان يكونوا عنيفين ومحذرا أوروبا من انها تدفع قسما من شبابها نحو الارهاب. وقال الحبر الأعظم للصحافيين على متن الطائرة التي عادت به من بولندا "ليس صحيحا أو حقيقيا (القول) إن الإسلام هو الارهاب.. لا أعتقد انه من الصواب الربط بين الإسلام والعنف"، وذلك ردا على سؤال عن سبب عدم ذكره بتاتا الإسلام في كل مرة يدين فيها هجوما إرهابيا للمتطرفين ولا سيما ذاك الذي نفذه اخيرا متطرفان داخل كنيسة في فرنسا وذبحا خلاله كاهنا مسنا.
وتابع البابا "في كل يوم حين اقرأ الصحف أرى أعمال عنف في ايطاليا: أحد يقتل صديقته، آخر يقتل حماته، وهؤلاء كاثوليك معمدون"، مضيفا "إذا تحدثت عن أعمال عنف إسلامية يتعين علي ايضا ان اتحدث عن اعمال عنف مسيحية. في كل الديانات تقريبا هناك دوما مجموعة صغيرة من الاصوليين. هم موجودون عندنا ايضا".
وشدد البابا على ان الدين ليس الدافع الحقيقي وراء العنف. وقال "القتل يمكن ان يتم بواسطة اللسان تماما كما بواسطة السكين"، محذرا من صعود الاحزاب الشعبوية التي تنشر العنصرية والعداء للاجانب.
واكد الحبر الاعظم ان الارهاب "يزدهر عندما يصبح رب المال هو الاول (..) وعندما لا يكون هناك خيار آخر".
واضاف "كم تركنا من شبابنا الاوروبيين من دون مثال اعلى ومن دون عمل... فتوجهوا الى المخدرات والكحول والى الجماعات الاصولية". وشارك عدد من المسلمين في فرنسا في قداديس في جميع انحاء البلاد بعد خمسة ايام على قتل كاهن ذبحا بايدي متطرفين داخل كنيسته في سانت اتيان دو روفريه قرب روان (غرب).