ناصر بن سلطان العموري
abusultan73@gmail.com
لا شك أن السلامة المرورية مطلب ينشده الجميع والكل يسعى لتحقيقه بخاصة في الأحياء السكنية ذات الكثافة السكانية العالية والتي غالبا ما تقع فيها الحوادث بسبب السرعة الزائدة.
وتؤدي كاسرات السرعة (المطبات) دورا مهما في تخفيف المعاناة من عواقب السرعة الزائدة، التي لا يتورع بعض المتهورين عن اجتيازها والتي قد تكلف خسائر في الأرواح والممتلكات. بل ويرى البعض أن كاسرات السرعة، لها دور ملموس في حماية الأحياء من التحول إلى "ميدان للاستعراضات"، وما ينجم عن ذلك من مخاطر حوادث الدهس التي يتعرض لها عادة الأطفال وكبار السن.
ويري البعض الآخر أن "كاسرات السرعة" تفرض ثقافة جديدة من خلال تعلم كل فرد من أفراد المجتمع معنى الالتزام المطلوب عند ارتياد أي شارع داخل الحي أو خارجه، وهي أيضا نوع من أنواع الردع للمتهورين الذين يتعمدون إثارة الازعاج باستعراضاتهم المستهترة، التي قد تؤدي إلى سفك الأرواح في أحيان كثيرة.
وما دعاني لكتابة هذا المقال هو ذلك الحادث المروري الذي صادفته عند تقاطع جامعة نزوى ببركة الموز بمحافظة الدخلية وهو تقاطع حيوي وللعلم فهو لم يكن الحادث الأول في هذا التقاطع ولن يكون الأخير.. "والله يستر من القادم"، طالما لم يتم اتخاذ التدابير اللازمة وعمل كاسرات السرعة لحماية السائقين القادمين من كلا الاتجاهين.
قادني هذا الحادث إلى تذكر ذاك الحادث الأليم الذي وقع في ولاية العامرات وذهب ضحيته رجل كبير السن نتيجة السرعة الزائدة والطيش من جانب شاب متهور. والسؤال هنا: لو كانت هناك كاسرات السرعة فهل سيتغير الأمر؟! نعم، الأعمار بيد الله، ولكن، علينا اتخاذ الأسباب والوسائل التي تجنبنا الأخطار وتبعدنا عن الحوادث. والبعض للأسف أصبح يخاف على سيارته أكثر من خوفه على أرواح البشر.
والغرابة حين تجد كاسرات السرعة في شوارع العامة وقد تكون ليست بحاجة ملحة لها مخلفة ازدحاما رهيبا أو في أحياء راقية ومنتشرة بكثرة وبكثافة أمام بعض المنازل الفخمة. وبعض كاسرات السرعة تجدها كالجبال الشامخات. في المقابل نجد أن هناك شوارع فرعية وتقاطعات حيوية قد تكون بحاجة ملحة وضرورية لكاسرات سرعة أكثر من غيرها ولكن "على من تقرأ زبورك يا داود".
والأعجب حين يرغب ثلة من المواطنين بعمل كاسرات السرعة في أحيائهم وعلى حسابهم الخاص نتيجة للحاجة الشديدة لها كما أسلفنا فإنهم يدخلون في دوامة الإجراءات الروتينية العقيمة والنتيجة ازدياد الحوادث والأرواح البشرية والجهات الحكومية شاهد عيان صامت على ما يجري والتدخل قد يكون حينها في حالات قليلة وربما بعد استفحال الأمر.
ويرى البعض أن كاسرات السرعة لا يمكن اعتبارها حلا فاعلا. نعم، ربما ستسهم في التقليل من حوادث السير ولكنها لن تسهم في القضاء عليها بأي حال من الأحوال، فالتوعية المرورية ضرورة ملحة لاسيما من خلال المناهج الدراسية التي ستكون بلا شك كفيلة بتوعية جيل الغد على مخاطر السرعة الزائدة.
في اعتقادي أننا بحاجة لكاسرات السرعة أقله في بعض الشوارع والتقاطعات الحيوية إلى حين توعية السائقين وعمل حملات توعوية مكثفة، فنحن لم نصل بعد إلى حد التوعية المتكاملة، وهذا بحد ذاته بحاجة إلى فترة زمنية ليست بالقصيرة.
رفع سن استخراج رخصة القيادة مع عمل امتحان عبر الحاسوب لاسيما لفئة الشباب يقيس بطريقة معينة درجة التهور والالتزام بآداب السير من المساهمات التي يمكن أن تقلل من حوادث السير.
يجب أن ندرك يقيناً ان كاسرات السرعة وجدت للحاجة الماسة وليست للرفاهية ولكن يا ليت قومي يعلمون.