مسقط - ش
شهد الاستثمار في الشركات الصغيرة والمتوسطة في السلطنة نموا مضطردا، حيث تشير الإحصاءات إلى أن عدد الشركات المسجلة في الهيئة العامة لتنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة (ريادة) أكثر من 18 ألف شركة صغيرة ومتوسطة منها 6000 شركة قامت بتحديث بياناتها في الموقع الجديد للهيئة. ويعتبر المراقبون بأن تلك الأرقام مؤشرا جيدا؛ وذلك لما تتمتع به المؤسسات الصغيرة والمتوسطة من مرونة وديناميكية تجعلها خيارا مفضلا للدول في مواجهة الأزمات المالية والتقلبات الاقتصادية المتكررة ومن ذلك المنطلق فقد بدأت السلطنة ممثلة في بعض المؤسسات الحكومية في تدشين عدد من المراكز المتخصصة لتشجيع ريادة الأعمال في مختلف القطاعات والمجالات، ولعل من أبرزها مركز ساس لريادة الأعمال والذي أطلقته هيئة تقنية المعلومات في مارس 2013 وهو مركز وطني بالتنسيق مع الجهات الحكومية بهدف إنشاء شركات صغيرة ومتوسطة مجدية تجاريا. وفي تحقيقنا التالي نبحث الآفاق المستقبلية لهذا المركز في رفد السوق العماني بشركات عمانية متخصصة في مختلف فروع وتخصصات قطاع تقنية المعلومات والاتصالات.
ساس
يستهدف المؤسسات الصغيرة
مركز ساس لريادة الأعمال والكائن في واحة المعرفة مسقط (المبنى 4) هو مركز يستهدف المؤسسات الصغيرة والمتوسطة بالإضافة إلى الطلاب والباحثين عن عمل الراغبين في بدء أعمالهم التجارية في قطاع تقنية المعلومات واسم "ساس" مأخوذ من اللهجة المحلية: (ساس المنزل أو ساس البناء) وقد تم اختيار هذا الاسم للإشارة إلى دور الهيئة في تهيئة الظروف وفي بناء الأساس الجيد للمشاريع الصغيرة بما يجعلها تنمو وتزدهر على أساس (ساس) قوي، حيث يسعى المركز لتأسيس وتطوير المؤسسات الصغيرة والمتوسطة لتصبح شركات مستدامة وتنافسية في قطاع تقنية المعلومات والاتصالات".
توظيف واستثمار
بدأ حوارنا مع الدكتور سالم بن سلطان الرزيقي (الرئيس التنفيذي لهيئة تقنية المعلومات) وسألناه عن أهمية الشركات الصغيرة والمتوسطة في دفع عجلة التقدم في مختلف المجالات حيث يقول:" تكمن أهمية الشركات الصغيرة والمتوسطة في توفير فرص العمل للشباب إلى جانب أهميتها في جذب الاستثمار المحلي والأجنبي؛ حيث تحرص الشركات الكبرى على مسح السوق المحلي للدول التي ترغب في الاستثمار فيها للتعرف على وجود الشركات الصغيرة والمتوسطة قبل البدء بمشاريعها؛ وذلك بسبب حاجة الشركات الكبيرة للشركات الصغيرة والمتوسطة في توفير الدعم اللوجستي وفي تنفيذ بعض أجزاء المشاريع وبالتالي فإن الشركات الصغيرة والمتوسطة تساهم في دفع عجلة التقدم في مختلف المجالات وتساعد في نمو الاقتصاد المحلي من خلال تشجيع الشركات الكبيرة العاملة في مختلف المجالات على العمل في السوق العماني".
116+35
وعن وضع الشركات الصغيرة والمتوسطة العاملة في قطاع تقنية المعلومات والاتصالات في السلطنة يقول الرزيقي:" بحسب الإحصاءات المتوفرة فإن عدد الشركات الصغيرة والمتوسطة العاملة في قطاع تقنية المعلومات والاتصالات وصلت إلى 116 شركة مسجلة في قاعدة البيانات بالهيئة بينما سجلت 35 شركة في قاعدة بيانات الهيئة العامة لتنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة (ريادة) وتلك الأرقام جيدة جدا وتدل على أن قطاع تقنية المعلومات والاتصالات يستقطب أعداد كبيرة من الشباب العماني سواء من الخريجين والمتخصصين أو من رواد الأعمال للبحث عن فرص للعمل والاستثمار في هذا القطاع الواعد ونأمل في أن تجد تلك الشركات طريقها في عالم الأعمال داخل السلطنة وخارجها، ونحن نحث الشباب العماني على ريادة الأعمال في مختلف المجالات عموما وفي مجال تقنية المعلومات والاتصالات على وجه الخصوص لما يتيح هذا القطاع من فرص ممتازة لتأسيس مشاريع خاصة. وهيئة تقنية المعلومات على أتم الاستعداد لدعم الأفكار المبدعة بكل الوسائل والإمكانات المتاحة".
ريادة الأعمال
وبسؤال الرزيقي عن دور هيئة تقنية المعلومات في رفد سوق العمل العماني بشركات متخصصة في قطاع تقنية المعلومات يقول:" لقد سعت الهيئة ومنذ تأسيسها لتشجيع ريادة الأعمال في السلطنة ولعل فوز الهيئة في عام 2015 بجائزة ريادة الأعمال ضمن فئة أفضل جهة حكومية داعمة لريادة الأعمال خير دليل على جهود الهيئة وإسهاماتها في دعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ومجال ريادة الأعمال في السلطنة من خلال العديد من المبادرات والمشاريع التي تتبناها الهيئة ومن أبرزها: مركز ساس لريادة الأعمال والذي احتفلنا مؤخرا بتخريج الدفعة الأولى منه وتضم 7 شركات عمانية من أصل 34 شركة محتضنة في المركز، وقد تمكنت تلك الشركات خلال فترة الاحتضان من توفير 90 فرصة عمل للشباب العماني وتوقيع عقودا تجارية وصلت قيمتها لأكثر من 1.6 مليون ريال عماني.
مشاريع أخرى
ومن المشاريع المهمة الأخرى التي تتبناها هيئة تقنية المعلومات بهدف تشجيع ريادة الأعمال يقول الرئيس التنفيذي لهيئة تقنية المعلومات: "قامت الهيئة بتدشين مركز ساس لمحاكاة الواقع ومركز ساس لتطوير تطبيقات الهواتف الذكية وهما من المراكز المهمة التي توفر دورات تخصصية للشباب العماني بطريقة عملية تراعي التخصصات المطلوبة في السوق المحلي وكذلك السوق الخارجي كما يمهدان لتأسيس شركات عمانية من خلال تشجيع الملتحقين في تلك الدورات للاستفادة من الإمكانات التي يمتلكونها للبدء بمشاريعهم الخاصة". ويضيف الرزيقي: "كما لا ننسى قيام الهيئة بإنشاء قاعدة بيانات للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة العاملة في تقنية المعلومات والاتصالات وبالتالي فلديها الفرصة للحصول على ما لا يقل عن 10% من قيمة إجمالي المشتريات والمناقصات الحكومية المختلفة للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وذلك إلى جانب إشراك العاملين في تلك المؤسسات في البرامج التدريبية المتاحة من الشركات الكبيرة محليا والرائدة في مجال تقنية المعلومات أو تحت مضلة المشاريع التدريبية لهيئة تقنية المعلومات.
متابعة
وعن تأهيل الشركات المحتضنة في ساس ودور الهيئة في متابعتها بعد التخرج حيث يقول الرزيقي:" لقد تم تأهيل الشركات المحتضنة في مركز ساس لريادة الأعمال بطريقة احترافية وعلمية من خلال التركيز على الأساسيات التي يحتاج إليها أصحاب المشاريع كإدارة الأعمال والتسويق ودراسة سوق العمل ووضع الميزانيات بطريقة منظمة ومدروسة. كما أن الهيئة ملتزمة بتوفير الدعم والتوصية لهذه الشركات للحصول على الدعم المالي من صندوق الرفد أو من خلال دعم الشركات الكبيرة ومتابعة الشركات المتخرجة والتعريف بها في المحافل المحلية والدولية مع إبقاء الباب مفتوحا لتلك الشركات للحصول على الاستشارات اللازمة ولحضور حلقات العمل والدورات المتخصصة التي ينظمها المركز؛ بالتالي فإن هذه الشركات ستكون محتضنة بطريقة ما حتى وإن كانت قد تخرجت في الواقع".
تنمية
متحدثا عن أهمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في نمو الاقتصاد المحلي في السلطنة يقول الدكتور زهران بن سالم الصلتي أستاذ مساعد بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة السلطان قابوس: " بناء على التوجيهات السامية لجلالة السلطان بدأت الحكومة خلال السنوات المنصرمة بذل مزيدا من الاهتمام لرعاية ودعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة من خلال تهيئة البيئة المواتية لنموها وذلك للدور المتوقع منها في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية في السلطنة والمساهمة في تغذية الاقتصاد وازدهاره ورفع الناتج المحلي الإجمالي وتوفير فرص عمل للشباب العماني وتحفيز الابتكار. وعلى الرغم من حداثة تجربة السلطنة في مجال ريادة الأعمال إلا أنها تسير في المسار الصحيح. حيث أصبح ذلك واضحا من خلال الدور الفاعل لبعض للجهات الداعمة للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة ومنها مركز ساس لريادة الأعمال والذي يعتبر حاضنة مكتملة وبيئة إبداع محفزة لرواد الأعمال في قطاع تقنية المعلومات والاتصالات. وأعتقد بأننا بحاجة لتكثيف الجهود في مؤسسات التعليم العام والتعليم العالي للتوعية بأهمية ريادة الأعمال وبوجود المراكز المتخصصة بدعم الشباب لتأسيس أعمالهم الخاصة في مختلف المجالات ومنها هذا القطاع الحيوي".
دعم حكومي
وحول دور الحكومة للنهوض بالشركات الصغيرة والمتوسطة في قطاع تقنية المعلومات والاتصالات يقول الدكتور زهران الصلتي:" لن تتمكن المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في مجال تقنية المعلومات من النهوض والاستدامة بدون الدعم المستمر من الحكومة والتي عليها بذل مزيد من الجهود في عدد من الاتجاهات تبدأ بالتنسيق بين الجهات المعنية (الحكومية والخاصة) لتسهيل إجراءاتها المتعلقة بتوفير القروض والدعم المالي للشركات الناشئة، وكذلك متابعة تنفيذ قرارات ندوة تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والتي عقدت بسيح الشامخات لحث المؤسسات على الالتزام بتخصيص ما لا يقل عن 10 % من قيمة إجمالي المشتريات والمناقصات الحكومية المختلفة للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة. كما أن من الأهمية زيادة جرعات التدريب وحلقات العمل لرواد الأعمال خاصة في مجال إدارة المشاريع والإدارة المالية وذلك لضمان زيادة إنتاجيتها واستدامتها. ولضمان الاستفادة من مركز ساس لريادة الأعمال فأنني أقترح فتح عدد من الفروع لهذا المركز في مختلف محافظات السلطنة.
خدمات المركز
يحدثنا حسن بن فدا اللواتي القائم بمهام مدير عام قطاع تنمية المجتمع الرقمي عن بعض الخدمات التي يقدمها المركز للشركات المحتضنة ويقول: "استقبل مركز ساس لريادة الأعمال منذ تأسيسه عام 2013 أكثر من 190 طلبا ونال منها 34 مشروعا بفرصة الاحتضان لمدة 3 سنوات. يقوم خلالها المركز بتوفير بيئة عمل شاملة ومناسبة لتأسيس الشركات الصغيرة والمتوسطة في قطاع تقنية المعلومات والاتصالات وتقديم عددا من الخدمات التي تساعد على تطوير ونمو المشاريع التجارية الناشئة والتي تبدأ بتوفير المكاتب والمرافق الأساسية ومساعدة الشركات في تقييم الجدوى الاقتصادية ودراسة السوق المحلي والدولي". ويضيف اللواتي: إلى جانب ذلك يوفر المركز خدمات استشارية وصلت لأكثر من 1250 ساعة من الخدمات الاستشارية في مجالات المالية وإدارة الأعمال والتسويق، إضافة إلى الجوانب القانونية والتقنية وتطوير الأعمال. كما تم توفير 30 فرصة تدريبية في عدد من المجالات التقنية داخل السلطنة وفرصتين للتدريب خارج السلطنة، وذلك إلى جانب الخدمات التسويقية والمساعدة في الحصول على التمويل. ونحن نعتقد بأن جميع هذه الخدمات قد ساهمت في مساعدة رواد الأعمال الناشئين على تجاوز المراحل الأولى من التأسيس والنمو والتي تصنف على أنها من أصعب المراحل في عمر أي منشأة تجارية".
منتجات مبتكرة
تقول إيمي هانا (استشارية إدارة أعمال بمركز ساس) لقد أثبت الشركات المحتضنة في مركز ساس لريادة الأعمال قدرتها على المنافسة بمنتجات وخدمات مبتكرة في مختلف مجالات تقنية المعلومات كالبرمجة وتصميم وإدارة المواقع الإلكترونية وتوفير الحلول الرقمية والإعلام الرقمي وتطوير التطبيقات والبرامج وغيرها من المنتجات والخدمات التي زادت الحاجة إليها وأصبحت من متطلبات الوقت الراهن، ونحن على ثقة بأن هذه الشركات سيكون لها شأن في المستقبل سواء داخل السلطنة أو على الصعيدين الإقليمي والدولي ونتمنى من جميع المؤسسات الحكومية والشركات دعم هذه الشركات الناشئة بما يعينها على شق طريقها في السوق المحلي وهذا ما سيكون له عائد إيجابي على الاقتصاد المحلي ودفع عجلة التنمية في السلطنة".
استفادة
وعن الاستفادة التي تجنيها الشركات المحتضنة في مركز ساس لريادة الأعمال يقول عبد الله بن سليمان العزري المؤسس والمدير التنفيذي لشركة "اسطرلاب للخدمات والحلول التقنية" (شركة محتضنة حديثا): "يتيح لنا مركز ساس لريادة الأعمال كثيرا من التسهيلات والخدمات التي تحتاج لها أي شركة ناشئة، حيث وفر لنا المركز مكتبا مجهزا بمختلف الاحتياجات الضرورية لبدء أي مشروع، إضافة إلى أن بيئة العمل الموجودة تحفزنا على الاستمرار وتطوير مشروعنا حيث مكننا الموقع المتميز للمركز في واحة المعرفة-مسقط من نيل الانطباع الجيد من زوار المركز سواء من داخل السلطنة او خارجها بسبب توفر المكاتب الحديثة والتسهيلات الموجودة في المركز عموما".
ويؤكد قيس بن محمد البوسعيدي شريك مؤسس في "شركة فريمزن" (شركة محتضنة حديثا) على الاستفادة من خدمات مركز ساس لريادة الأعمال حيث يقول:" التحقنا بالمركز في بداية العام، وقد أتاحت لنا المشاركة كثير من الفرص الثرية للتعرف على خبرات الشركات المحتضنة في المركز. كما اننا نستفيد يوميا من الخدمات الاستشارية المستمرة من فريق مركز ساس أو من الخبراء والاستشاريين الموجودين لديهم؛ حيث تعلمنا خلال فترة وجيزة المهارات المتعلقة بالمالية وإدارة الأعمال وهي مهارات ضرورية لرواد الأعمال وفي ذات الوقت هي خدمات مكلفة إذا ما كانت الاعتماد فيها على مصادر خارجية".
وترى ليلى بنت سعيد الحارثي الرئيس التقني لشركة مالكس تك" (شركة محتضنة حديثا) بأن بيئة العمل في مركز ساس بحد ذاتها محفزة على الإنتاج والابداع والمنافسة بين أصحاب المشاريع؛ حيث يسعى كل فريق لتأسيس شركات قادرة على الخروج إلى سوق العمل وكسب ثقة المجتمع الخارجي بالشركات العمانية الناشئة في قطاع تقنية المعلومات والاتصالات". وتضيف الحارثية:" إن وجود جميع هذه الشركات في مكان واحد يساعدنا على تبادل الخبرات والتعاون في تنفيذ بعض المشاريع المشتركة".
وتقول إيمان بنت علي الحجرية الرئيس التنفيذي لشركة إيمان للتصميم" (شركة محتضنة):" الترويج للشركات المحتضنة والزيارات الرسمية للوفود من داخل السلطنة وخارجها تعتبر من أهم الخدمات التي تساعدنا على التعريف بشركاتنا وبالإمكانيات التي لدينا وفي ذات الوقت لقاء أصحاب القرار في المؤسسات الحكومية والخاصة أثناء تلك الزيارات". وتضيف إيمان الحجرية:" بدأت شركتنا في مركز ساس بخبرات متواضعة في إدارة الأعمال، وقد أصبحت لدينا اليوم -ولله الحمد- خبرة واسعة في مجال الإدارة والمالية والتسويق إلى جانب الخبرة في وضع التصورات ودراسة السوق بطرق احترافية ومدروسة".
الفرص المتاحة
وبسؤال ضاحي بن بليش المشيفري الرئيس التنفيذي لشركة "الحاسب الشامل" (شركة متخرجة): عن رأيه في سوق العمل وعن الفرص المتاحة لهم للمنافسة على تنفيذ المشاريع الحكومية والخاصة يقول:” إن السوق العماني في مجال تقنية المعلومات ما زال حديثا نوعا ما وهناك فرص كثيرة للعمل في هذا القطاع المتجدد في كل يوم وفي كل ساعة وأنا أعتقد بأن الشركات التي تقوم بتطوير أنظمة وتطبيقات ذات جودة عالية وبلغات متعددة هي الشركات التي يمكنها الاستمرار والفوز بثقة المؤسسات الحكومية والشركات الكبرى كما إن مهارات التعامل مع العملاء سيكون لها تأثير على حجم الأعمال التي ستحصل عليها الشركات المتخرجة وهذه المهارات من الأشياء المهمة التي تعلمناها في مركز ساس لريادة الأعمال".
ويقول أسامة بن أحمد الراسبي كاتب نصوص ومصمم إنتاج في شركة كي بروز" (شركة متخرجة) :" أعتقد بأن الفرص المتاحة للشركات المتخرجة من برنامج ساس هي فرصة ممتازة فعلى سبيل المثال تمكنت شركتنا -ولله الحمد- من توقيع عدد من العقود مع بعض المؤسسات الحكومية والخاصة داخل السلطنة ومنها بنك مسقط وشركة أوريدو و وزارة السياحة كما نقوم حاليا بدراسة بعض الأسواق الخليجية في السعودية وقطر والإمارات للتعرف على الفرص المتاحة لنا لتنفيذ بعض الاعمال ونأمل في أن ننطلق قريبا للمنافسة خارج السلطنة بمنتجات تحمل شعار من انتاج سلطنة عمان ".
مطالبات
ويتحدث محمد بن سالم الحارثي الرئيس التنفيذي لشركة "عكاسة" (شركة متخرجة) عن الفرص المتاحة لشركات الإنتاج الفني ويقول:" إن صناعة الإنتاج الفني ما زالت صناعة ناشئة في السلطنة ولا توجد كوادر بشرية مؤهلة في هذا القطاع كما أن الاستثمارات والبنى الأساسية المهمة لهذه الصناعة مازالت متواضعة ولهذا فمن المهم توعية الشباب العماني بالفرص المتاحة للعمل في مجال الإنتاج الفني وعلى الحكومة أن تبدأ في الاستثمار وتوفير البنى الأساسية كبناء الأستوديوهات المتطورة وتأسيس المعاهد المتخصصة وتوفير المعدات والتقنية المستخدمة في مختلف مجالات الإنتاج الفني". كما يطالب الحارثي الجهات الحكومية بتسهيل إجراءاتها للحصول على التصاريح المطلوبة من المؤسسات الناشئة وتسهيل إجراءات الحصول على الدفعات المالية التي تحتاجها المؤسسات الصغيرة والمتوسطة حيث أن تأخير استلام الدفعات المالية قد يتسبب في عدم تمكنها من الوفاء بالتزاماتها وقد يصل الأمر إلى إفلاسها وخروجها من السوق".
تأثير الازمة
وحول الأزمة الاقتصادية وتأثيرها على الشركات المتخرجة من ساس لريادة الأعمال يقول محمد الحارثي: "تصادف تخرجنا من برنامج ساس في فترة الأزمة الاقتصادية الحالية التي تمر بها دول العالم ومنها السلطنة وهذا ما كان له تأثير على حجم الأعمال وخاصة من المؤسسات الحكومية التي لا تَعتبر الدعاية والتسويق من أولوياتها. ونحن نعتبر هذه الأزمة كنوع من التحدي الذي يجب أن نتغلب عليه من خلال الإجادة والتميز في أعمالنا -ولله الحمد- فقد كانت لنا بعض الأعمال التي نالت استحسان وإعجاب الجميع ومنها على سبيل المثال: أنتاج برنامج "عمان تحكي" وبرنامج "مخطوطات مهاجرة" لتلفزيون السلطنة كما صورنا "فيديو كليب" للفنان العالمي سامي يوسف في عدد من الولايات هو ما يعتبر ترويجا للسياحة في السلطنة وفي ذات الوقت كانت فرصة مهم بالنسبة لنا للعمل مع فنان عالمي".
ويؤكد أسامة الراسبي على ضعف تأثير الازمة الاقتصادية الحالية على عمل الشركات بعد تخرجها من برنامج ساس ويقول:" الهاجس العام بأن الأزمة الاقتصادية سيكون لها تأثير على الشركات المتخرجة من مركز ساس لريادة الأعمال ولكنني أعتقد بأن تأثير هذه الأزمة سيكون قليلا على الشركات العاملة في الإنتاج الفني وخاصة بأن الشركات الخاصة مستمرة في تنفيذ مشاريعها ذات الصبغة الربحية ولهذا فهي دائما بحاجة لشركات الإنتاج الفني. وأرى بأن المرونة في التعامل مع الزبائن وفهم متطلباتهم سيكون لها دور في ثبات للشركات الصغيرة والمتوسطة واستمرارها".
شروط التسجيل
تتم عملية الاختيار حسب خطوات عملية تبدأ بتقديم دراسة الجدوى الاقتصادية للمشروع (خطة العمل). بعدها تجرى مقابلة مبدئية مع صاحب المشروع والذي سيقوم بمراجعة وتعديل خطة العمل وفقا لملاحظات المختصين ومن ثم يُطلب منه تقديم عرض توضيحي عن المشروع للجنة تقييم المشاريع يركز فيه على الجانب التجاري لمدة 20 دقيقة. وتتم الموافقة على المشروع خلال ثلاثة أيام من عرضه أمام لجنة تقييم المشاريع.