ذاكرة ذرية

مزاج الاثنين ٠١/أغسطس/٢٠١٦ ٠٠:٥٣ ص

تشارلز س تشوي - ترجمة: أحمد بدوي

جهاز جديد عبارة عن «ذاكرة ذرية» يمكنها أن تشفر البيانات وتوفير مساحة تخزين تعادل مئات أضعاف الأقراص الصلبة الحالية وفقا لما كشفت عنه دراسة جديدة.

يقول ساندر أوتي الباحث الرئيسي في الدراسة وهو فيزيائي في معهد كافلي للتكنولوجيا وعلوم النانو بجامعة دلفت في هولندا إننا نحتاج فقط إلى مساحة تعادل حجم طابع بريد لتخزين جميع الكتب التي كتبت على مر التاريخ حتى الآن.
ويقدر الباحثون لو أمكنهم عمل مكعب بعرض 100 ميكرون، وهو نفس متوسط قطر شعرة الإنسان، مصنوعا من أوراق الذاكرة الذرية مفصولة عن بعضها البعض بمقدار 5 نانومتر، أو جزء من البليون من المتر، يمكن لهذا المكعب بسهولة تخزين محتويات مكتبة الكونجرس الأمريكية بأكملها.
ومع زيادة المعلومات والبيانات في أنحاء العالم يبحث العلماء عن طرق لتخزين كافة تلك المعلومات في أقل مساحة ممكنة. والذاكرة الذرية الجديدة التي طورها الباحثون يمكنها تخزين أكثر من 500 ترليون بايت من البيانات في كل بوصة مربعة (6.45 سم مربع)، أي ما يعادل 500 ضعف أفضل قرص صلب تجاري متوفر حاليا وفقا للعلماء الذين ابتكروا الذاكرة الجديدة.
كما يشير الباحثون إلى أن الذاكرة الذرية الجديدة التي ثبت صحة المبدأ الذي تقوم عليه تفوق بشكل كبير أحدث محركات الأقراص الصلبة الحالية من حيث سعة التخزين.
ويقول أوتي أن الشيء الأهم بخصوص الذاكرة الذرية الجديدة ليس تخزين البيانات في حد ذاتها ولكن هذه الذاكرة الذرية تثبت إلى أي مدى يمكن للعلماء الآن ابتكار أجهزة على مستوى الذرة. ويقول: لا أستطيع في هذه المرحلة أن أتوقع إلى أي مدى يمكن أن يقودنا ذلك ولكني على قناعة أنه سيكون أكثر بكثير من مجرد تخزين حجم هائل من البيانات وحسب.
إلا أن الباحثين يحذرون أن الذاكرة الذرية لن تسجل البيانات في مراكز المعلومات على نطاق واسع في أي وقت قريب، ففي الوقت الحالي لا تعمل أجهزة الذاكرة الذرية سوى في بيئات فراغ نظيفة تماما وبعيدة كل البعد عن التلوث، كما أنها تتطلب تبريد النيتروجين السائل إلى درجة حرارة فائقة البرودة عند 321 درجة فهرنهايت تحت الصفر (سالب 196 درجة مئوية، أو 77 كلفن) للمحافظة على ثبات ذرات الكلور.
غير أن توفير درجات الحرارة المنخفضة تلك ليس بالشيء الصعب كما يقول أوتي، فالعديد من الماسحات الضوئية للتصوير بالرنين المغناطيسي في المستشفيات يتم الاحتفاظ بها عند درجة 4 كلفن (سالب 452 فهرنهايت، أو سالب 269 مئوية) بشكل دائم، ومن ثم فليس بعيدا عن التصور أن توفر مرافق التخزين في مراكز البيانات في المستقبل درجات حرارة النيتروجين السائل.
كما أن الأبحاث المستقبلية يمكن أن تحقق تركيبات مختلفة من المواد التي تساعد في حفظ استقرار الذاكرة الذرية عند درجات حرارة أكثر ارتفاعا.

لايف ساينس