قلق فرنسي من الفشل في سوريا

الحدث الاثنين ٠١/أغسطس/٢٠١٦ ٠٠:٤٥ ص
قلق فرنسي من الفشل في سوريا

باريس – لندن –ش – وكالات

ناشد وزير الخارجية الفرنسي جان مارك ايرولت واشنطن وموسكو في رسالة وجهها إلى نظيريه الروسي والأمريكي "اظهار جدية إلتزامهما" ازاء الحل السياسي في سوريا و"بذل كل ما يلزم لمنع الفشل".
وكتب آيرولت في الرسالة التي تلقت فرانس برس نسخة منها أمس الأحد أن "الأسابيع المقبلة تشكل للمجتمع الدولي فرصة أخيرة لاثبات مصداقية وفعالية العملية السياسية التي انطلقت في فيينا قبل قرابة العام".
وتتولى موسكو وواشنطن رئاسة المجموعة الدولية لدعم سوريا التي تضم نحو عشرين بلدا ووضعت في نوفمبر خارطة طريق لتحقيق السلام في سوريا، وقد اقرتها الأمم المتحدة في ديسمبر الفائت.
وتنص خارطة الطريق على تشكيل هيئة انتقالية وصياغة دستور جديد وتنظيم انتخابات بحلول منتصف العام 2017. كما توصلت المجموعة في فبراير الفائت في ميونيخ إلى اتفاق لوقف الاعمال القتالية، لكنه سرعان ما انهار.
واضاف ايرولت "من الواضح انه لم يتم تحقيق" اهداف المجموعة، مضيفا انه "ميدانيا، تم تشديد الحصار على حلب كما ان الهجمات ضد المدنيين والبنى التحتية تضاعفت في حين تستمر الانتهاكات الجسيمة لحقوق الانسان في ظل الافلات التام من العقاب".
وتابع "سياسيا، انهارت مفاوضات جنيف بسبب استمرار تعنت النظام في حين ان المعارضة قدمت (...) اقتراحات بناءة". وعقدت ثلاث جولات من المحادثات غير المباشرة بين النظام والمعارضة تحت رعاية الامم المتحدة في جنيف لكن دون احراز اي تقدم ملموس، فيما استؤنفت المعارك.
وقال ايرولت ان "الاولوية اليوم يجب ان تكون اعادة سريعة لوقف الاعمال القتالية ووضع حد لهذه الكارثة الانسانية، وضمان وصول المساعدات إلى جميع المحتاجين، لا سيما في المناطق المحاصرة. وإلا، فان استئناف المفاوضات سيكون وهما".
وتابع "نحن نتفق تماما مع هدفكم محاربة الجماعات الإرهابية في سوريا، سواء كانت داعش او جبهة النصرة" لكن "هذه المعركة لا ينبغي أن تشكل ذريعة لضرب المدنيين والقضاء على أي معارضة لبشار الاسد". واوقعت الحرب في سوريا منذ منتصف مارس 2011 أكثر من 280 الف قتيل وارغمت الملايين على النزوح داخل سوريا وخارجها.
وفي الأثناء؛ أفاد بيان صادر عن قوة المهام المشتركة لعملية (العزم الصلب) التى تقوم بها قوات التحالف الدولي ضد تنظيم داعش بأنها نفذت 152 ضربة جوية ضد أهداف للتنظيم المتشدد في سوريا والعراق خلال الأسبوع الفائت.
وأوضح البيان - الذى أورده الموقع الإلكترونى لوزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) أمس الأحد بأن قوات التحالف نفذت 63 ضربة جوية ضد داعش داخل العراق و 89 ضربة جوية داخل سوريا في الفترة من 23 من يوليو الجارى وحتى 29 من الشهر نفسه.
وأشار البيان إلى أن الضربات الجوية في سوريا خلال الأسبوع الفائت تضمنت 15 ضربة جوية في مارع و69 ضربة جوية في منبج و ضربة جوية واحدة على كل من الرقة والشدادى وتدمر ودير الزور والبوكمال.
أما في العراق، فقد نفذت القوات خلال الأسبوع الفائت ضربتين على كل من سنجار وحديثة والرطبة و3 ضربات على كل من الحبانية وتلعفر و 4 ضربات على كل من البغدادي والرمادي.
وتم أيضا تنفيذ 5 ضربات على السلطان عبدالله و 8 ضربات على هيت و 12 ضربة على القيارة و 13 ضربة على الموصل، فيما كما تم تنفيذ ضربة جوية واحدة على كل من الكسك والراوة والبوحياة والفلوجة والحويجة.
وعلى الصعيد الميداني؛ سيطرت قوات سوريا الديموقراطية المدعومة من الولايات المتحدة على نحو 40 بالمئة من مدينة منبج في محافظة حلب معقل تنظيم "داعش" بشمال سوريا، حسبما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان أمس الاحد.
وتمكنت هذه القوات التي تضم مقاتلين اكرادا وعربا من التقدم في معقل المتطرفين الواقع بالقرب من الحدود التركية بفضل الضربات الجوية التي شنها التحالف الدولي بقيادة واشنطن، بحسب المرصد.
واشار المرصد إلى ان نحو 2300 مدني بينهم أطفال ونساء تمكنوا خلال الـ 24 ساعة الفائتة من مغادرة مدينة منبج هربا من المعارك المستمرة في عدة مناطق من المدينة.
ولفت مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس إلى "انها حرب شوارع". واضاف "ان قوات سوريا الديمقراطية باتت تسيطر على 40 بالمئة من مدينة منبج بعد ان استولت على عدد من الاحياء الشرقية السبت بغطاء جوي من التحالف الدولي".
وتحاول قوات سوريا الديموقراطية منذ 31 مايو السيطرة على مدينة منبج الاستراتيجية الواقعة على خط الامداد الرئيسي للتنظيم المتطرف بين محافظة الرقة، ابرز معاقله في سوريا، والحدود التركية.
وتمكنت هذه القوات التي تشكل وحدات حماية الشعب الكردية عمودها الفقري، من دخول منبج، لكنها لا تزال تواجه مقاومة تحول دون طرد المتطرفين الذين يستخدمون في مقاومتهم التفجيرات الانتحارية والسيارات المفخخة. يدعم التحالف الدولي قوات سوريا الديموقراطية في معاركها ضد تنظيم داعش، وآخرها معركة تحرير منبج، احد اهم معاقل المتطرفين في محافظة حلب في شمال البلاد.