القدس المحتلة – زكي خليل
حذر خطيب المسجد الأقصى الشيخ د. عكرمة صبري رئيس الهيئة الإسلامية العليا من سياسة إبعاد موظفي الأوقاف الإسلامية عن المسجد الأقصى المبارك. وقال لـ "الشبيبة" لوحظ في الآونة الأخيرة ازدياد في وتيرة الاقتحامات للأقصى من قبل اليهود المتطرفين وبقيادة حاخامات يهود متشددين، هؤلاء الحاخامات الذين غيروا الفتاوى الدينية التي تخصهم، وقد كانوا يمنعون دخول المسجد الأقصى من الناحية الدينية الا انهم غيروها بجواز اقتحامهم للأقصى.
وأضاف لوحظ أيضا أن سلطات الاحتلال تلاحق حراس المسجد التابعين للأوقاف الإسلامية وقد اعتقل عدد منهم كما أبعد عن الأقصى أعداد كبيرة من الحراس والمصلين المسلمين مؤكدا أن سياسة الإبعاد هي سياسة مرفوضة وغير مسبوقة ولم يحصل في أي دولة في العالم أن تبعد الناس عن أماكن عباداتهم وقال ان سياسة الابعاد سياسة عنصرية مرفوضة.
وكشف الشيخ صبري عن أن هناك مخططات إسرائيلية لبناء احياء سكنية مجاورة للمسجد الأقصى على أراضي وقفية وهذا اعتداء مباشر على الأقصى ومدينة القدس.
وطالب الشيخ صبري بوقفة عربية إسلامية للضغط على الاحتلال الإسرائيلي سياسيا ودبلوماسيا واقتصاديا وتجاريا حتى تتراجع عن ممارساتها العدوانية العنصرية ضد شعبنا ومقدساته.
وفي سياق متصل؛ انضمت شخصيات مقدسية دينية وإعلامية وثقافية واعتباريه للمناشدة التي وجهها مجلس الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية العليا ودار الافتاء، للعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني بالتدخل المباشر لوقف الاجراءات العقابية بحق حراس المسجد الأقصى وسدنته، والتدخل الإسرائيلي في كل أعمال الأوقاف والإعمار في المسجد التي تعرقلها شرطة الاحتلال ووقف الاعتداءات على أملاك الأوقاف الإسلامية
وأكد المقدسيون أن الأقصى يمر بمرحلة بالغة الخطورة بسبب الاجراءات الإسرائيلية المتسارعة بما في ذلك التعرض لموظفي الأوقاف الإسلامية، حيث حذر مجلس الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية العليا ودار الفتوى سلطات من مغبة التمادي في غيّها بالاعتداء على حراس المسجد الأقصى المبارك وسدنته وموظفي الأوقاف.
وقال المجلس في بيان إن السياسة الممنهجة التي تتبعها سلطات الإسرائيلية وأذرعها الأمنية بحق موظفي الأوقاف والإعمار وحراس المسجد إنما هي إجراءات جائرة هدفها التخويف والإرهاب والعقاب، وإسكات كل من يتدخل في تصرفات المتطرفين اليهود في صلواتهم التلمودية وأداء طقوسهم أمام أعين الشرطة التي تساعدهم في ذلك. وأضاف أن اليمين الإسرائيلي المتطرّف يحرّض ضدّ الأوقاف وموظفيها وحراسها، ظنًا منهم بأنهم العقبة فقط في تغيير الواقع داخل المسجد الأقصى.
وكانت السلطات الإسرائيلية قد اصدرت اوامر ابعاد بحق اكثر من ثمانية من موظفي والحراس الأوقاف وعلى راسهم مسؤول الاعلام فراس دبس حيث تم ابعاده عن المسجد لمدة ستة اشهر.
من جانبه أكد المتحدث الرسمي باسم حركة (فتح) في القدس المحتلة رأفت عليان أن التصعيد الإسرائيلي الأخير والمتزايد ضد موظفي وحراس الأوقاف الإسلامية في المسجد الأقصى المبارك يهدف إلى المساس بالوصاية الأردنية الهاشمية على المقدسات الإسلامية في المدنية المقدسة، وأضاف عليان أن الاحتلال الإسرائيلي يسعى إلى حسم معركته مع الفلسطينين والقضاء على حلم إقامة الدولة الفلسطينية بعاصمتها القدس والمتمثل بطرد الفلسطينيين من القدس من خلال سياسة هدم المنازل بالجملة وفرض الضرائب والمخالفات ومنع البناء والاعتقالات والابعادات المتتالية للمقدسيين عن القدس والأقصى ، وفي المقابل المصادقة على بناء آلاف الوحدات الاستيطانية في كافة المناطق المقدسية في سباق مع الزمن لفرض سياسة الأمر الواقع المتمثلة بمخطط 2020 .
وأكد عليان في بيان صحفي أن استهداف موظفي الأوقاف الإسلامية في الأقصى المبارك المتمثل بالاعتقالات والابعادات والاعتداءات يأتي أيضا للمساس بالوصاية الأردنية على الأقصى والمقدسات كي يحسم الاحتلال أيضا معركتها داخل المسجد الأقصى وتفرض واقع جديد متمثل بالتقسيم الزماني والمكاني وإنهاء أي دور عربي أو إسلامي في المسجد الأقصى المبارك. وحذر من أن هذا التصعيد الإسرائيلي لن يمر مر الكرام وان شعبنا الفلسطيني لن يسمح بالمساس بمقدساته وان سياسة هدم المنازل في القدس لن تجلب الأمن والأمان للإسرائيليين ولن تحقق النكبة الجديدة التي يسعى الإحتلال لتحقيقها في المدينة المقدسة.
وطالب عليان بعض الدول العربية والإسلامية إلى عدم إستخدام القضية الفلسطينية كنافذة لتطبيع العلاقات مع الاحتلال الإسرائيلي مؤكدا أنه لا يجوز تطبيع العلاقات مع هذا الاحتلال الذي يستبيح كافة المقدسات الإسلامية والمسيحية ويقتل ويهدم البيوت بطريقة وحشية وهمجية، مطالبا في نفس الوقت الدول العربية والإسلامية بالالتزام بمبادرة السلام العربية دون تغير. وختم عليان بأن كل هذه الإجراءات الاحتلالية لن تزيدنا إلا مزيدا من التصدي والصمود ومقاومة الاحتلال مشيدا في الوقت ذاته بدور الأوقاف الإسلامية الأردنية في المسجد الأقصى المبارك حراس وموظفين وسدنة وإداريين ومجددا ثقة الفلسطينين قيادة وشعب بالوصاية الأردنية على المقدسات الإسلامية في القدس.