غزة – ش
أكد وزير التعليم الصهيوني، زعيم حزب البيت اليهودي نفتالي بينيت، يوم أمس الأحد، خلال تطرقه الى عملية ما تسمى "الجرف الصامد" التي شنها جيش الاحتلال على غزة في صيف 2014 أن حكومة نتنياهو ارتكبت أخطاء بالدخول الى غزة. وجاءت تصريحات بينيت في ضوء المطالبات التي تنادي بتشكيل لجنة تحقيق قائلا: "قبل عامين أرسلت حكومة إسرائيل جنودها للدخول إلى غزة وتدمير الأنفاق الهجومية، إلا أنها ارتكبت الأخطاء والعملية العسكرية استغرقت وقت أطول من المطلوب، فنحن لا نحتاج 51 يوما لإخضاع حماس". وأضاف "مراقب الدولة أمضى شهورا طويلة في دراسة الواقع والمعطيات من أجل الحصول على صورة حقيقية لما حدث في تلك الحرب بهدف تحسين الأداء مستقبلا. وتابع: اقترح على الجميع التحلي بالصبروانتظار التقرير النهائي لمراقب الدولة، لأنه سيكون تقريرا جديا، جذريا وذو مصداقية فأنا أثق بمراقب الدولة ويجب علينا تقبل التوصيات وتطبيقها".
وفي الأثناء؛ قال قائد سلاح المشاة في جيش الاحتلال الإسرائيلي، كوبي براك، إن الحرب المقبلة مع قطاع غزة، ستكون شرسة، وستشهد معارك من تحت الأرض وفوقها في المناطق المأهولة بالسكان. ووأضاف القائد لصحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية "لقد استدركنا خلال الحرب الأخيرة على قطاع غزة عام 2014، أن الحرب المقبلة ستكون شرسة، ويعني أنها ستشهد معارك تحت الأرض وفي المناطق المأهولة بالسكان كحي الشجاعية وغيره".
ووصف الحرب المقبلة على قطاع غزة بأنها "ستشبه الحرب العالمية الثانية، فكل من الجبهة الداخلية والجبهة الأمامية ستتلقى ضربات مكثفة من إطلاق النار، ومن المهم الاستعداد لذلك".
وتوقع براك أن تطلق المقاومة عددًا كبيرًا من الصواريخ المضادة للدبابات، وتسلل مقاومين إلى داخل مستوطنات غلاف غزة، ما يجعل جميع الوحدات اللوجستية التي تموّن الجيش تحت إطلاق النار.
ولفت إلى أن المقاومة أطلقت صواريخ من غزة نحو مطار "بن جوريون" اللد، وكان ضرب الجبهة الداخلية الإسرائيلية، فالحرب المقبلة ستكون ضد المنظمات العسكرية وستكون داخل الأراضي وسيكون القتال شرس فوق الأرض وتحت الأرض.
ورأى براك أنه "من المهم أن يتحرك سلاح المشاة في الجيش لشن هجمات داخل أراضي العدو لمواجهة التهديدات الصاروخية التي تطال الجبهة الداخلية الإسرائيلية". وشدد على أهمية تحقيق ما أسماه "الحسم" بالقضاء على المقاومين وتدمير البنية التحتية العسكرية، إن دخلت قوات المشاة إلى أماكن تواجد المقاومين.
وأبدى براك مخاوفه من استهداف طائرات سلاح الجو الإسرائيلي، وكيفية التصرف في حال إصابة مستودع الوقود فيها وكيفية الاستجابة السريعة لذلك. وأكد أهمية تهيئة الجمهور الإسرائيلي قبل الحرب المقبلة، وإدراك ماذا سيحدث عندما تحريك القوات يميناً وشمالاً وكيف سنتصرف عندما تكون الوحدات اللوجستية تحت إطلاق النار.
وعلى صيعيد متصل؛ أكدت صحيفة «معاريف» العبرية أن إسرائيل لم تتعلم شيئًا من حرب عام 1973، ولم تستخلص منها أي دروس واتبعت نفس الأخطاء خلال الحرب الأخيرة على غزة قبل عامين.
وأضافت الصحيفة العبرية أن جيش الاحتلال الإسرائيلى تعرض لنفس مشكلة حرب أكتوبر من عام 1973، وكرر نفس الشيء في غزة، لافتــة إلى أن هناك فجوة بين المعلومات والواقع وكان الجيش على علم بالتهديد لكنه لم يتهيأ لذلك.
وأوضحت أن الجيش الإسرائيلى وقع في فخ غزة لربطه بشكل مبالغ فيه على المعلومات التي جمعها وبين القدرة على الانتصار في الميدان، وأن الحكومة والجيش كانا على علم بمدى تهديد الأنفاق لكنهم لم يفهموا خطورة هذا التهديد إلا بعد خروج عناصر «حماس» من الأنفاق وراء الحدود.