القدس المحتلة – زكي خليل
يشتكي الأسرى الفلسطينيون الأشبال القابعين في قسم 3 في سجن مجدو وعددهم 81 طفلا اشتكوا من التنقلات إلى المحاكم في سيارة "البوسطة"، إذ يستغرق السفر لأسرى الجنوب والقدس إلى المحاكمة وبالعكس 3 ايام، حيث يخرجون قبل يوم من المحكمة في ساعات الفجر، وينامون ليلة في معبر الرملة، وفي اليوم الثاني ينقلون إلى المحكمة، وفي العودة يتم ذلك بنفس المسار، وما تحمل هذه الرحلة من وضع مأساوي خاصة في معبر الرملة ذو الروائح القذرة وانتشار الاوساخ فيه وكذلك الحشرات وافتقاده لكل المقومات الانسانية.
ويشتكي الأطفال أيضا، انه خلال ساعات السفر الطويلة في سيارة البوسطة يصابون بالانهاك الشديد خاصة أن الأسرى يجلسون على كراسي حديدية مدببة طوال الطريق وداخل قفص حديدي صغير مقيدي الأيدي والأقدام وفي ظل حالة اختناق وحرّ شديد داخل البوسطة ودون طعام وماء.
يقول الأسرى: قوات "النحشون" الإرائيلية المشرفة على نقل الأسرى توجه لهم طوال الطريق الاهانات والمسبات والشتائم والمضايقات المستمرة بما لا يتحمله أي إنسان".
ويطالب الأشبال كل الجهات الحقوقية والإنسانية التدخل لوقف هذه المعاناة للأسرى التي تسببها رحلة النقل إلى المحاكم والتي هي رحلة عذاب. وقد نقلت محامية هيئة الأسرى هبة مصالحة، شهادة عدد من الأسرى الصغار الذين تعرضوا لمعاملة قاسية خلال اعتقالهم واستجوابهم.
ومن ذلك؛ ما أفاد به الأسير عبد الله سمير محمود عودة 17 سنة، سكان حوارة قضاء نابلس المعتقل يوم 6/6/2016 إنه يعاني من مرض ارتداد البول والتهابات في الكلى، وهذا يؤدي إلى أوجاع قوية في خاصرتيه وحرقة في البول، توجه للعيادة في السجن وطلب منه الطبيب احضار أوراقه الطبية عن طريق الأهل أو المحامي المتابع لملفه، بهدف معرفة وضعه الطبي من خلال التقارير السابقة ليقرروا كيف يتعاملون مع وضعه الصحي .
وأفاد الأسير إنه اعتقل من جسر الأردن في ساعات الظهر حيث كان مسافرا إلى عمّان للعلاج هناك، عند تسليمه جوازه للموظفة الإسرائيلية لتختمه وبعد أن فحصته طلبت منه ان ينتظر قليلا لأنها تريد فحص بعض المعلومات، بقي منتظرا هناك من الساعة الثانية ظهرا حتى الساعة العاشرة ليلا .
حوالي العاشرة ليلا وصل ضابط شرطة أدخله لغرفة وسأله بعض الأسئلة الشخصية وأخبره بأنه سيتم اعتقاله لأنه مطلوب، وصل أفراد من الشرطة واعتقلوه، قيدوا يديه وقدميه وعصبوا عينيه، ثم أخذوه إلى معسكر جيش قريب من هناك، ربما معسكر زعتره .
من معسكر زعترة نقل إلى سجن حواره، وهناك أيضا رفضوا إعطاءه القليل من الماء أو الطعام، وبقي صائما يومين، في ساعات المغرب نقل إلى سجن مجيدو، وبعد دخوله لقسم الأشبال في ساعات الليل المتأخر فك صيامه بعد يومين كاملين .
في سجن حواره أصيب بوجع قوي في خاصرته واخذ يرتجف وعرق كثيرا وتشنجت عضلاته، حضر طبيب السجن فحصه فحصا سريعا ولم يعطه أي نوع من الدواء أو مسكنات الوجع . ثاني يوم من وصوله لسجن مجيدو نقل إلى معسكر سالم وهناك حقق معه لمدة ساعتين ثم ارجعوه لسجن مجيدو .
أما الأسير عمر سمير محمود طه ريماوي 15 سنة، من سكان بلدة بيت ريما قضاء رام الله، ذكر أنه اعتقل يوم 18/2/2016 من متجر "رامي ليفي" القريب من بلدة جبع بالقرب من مستوطنة بنيامين في حوالي الساعة الخامسة بعد العصر، بعد دخوله للمتجر هو وصديقه الطفل أيهم صباح بهدف شراء بعض الأغراض، حصلت في المتجر عملية طعن جندي إسرائيلي ومستوطن، وتم اتهام الاثنين بتنفيذها، لذلك هجم عليهما المستوطنون واطلقوا الرصاص باتجاههما، أصيب عمر ريماوي بعدة رصاصات في جسمه، واحدة استقرت في عموده الفقري وأخرى في صدره من جهة اليمين وثالثة في يده اليمين في الكوع .
صديقه أيهم صباح أصيب أيضا بعدة رصاصات وسقط على الأرض مصابا وتعرض للضرب من قبل المستوطنين، بعد الاعتداء عليهما وهما مصابان قام عدد من المستوطنين بجر عمر ريماوي على الأرض باتجاه صديقه وحمله وإلقائه فوق صديقه أيهم .
أفاق عمر من غيبوبته ووجد نفسه في مستشفى هداسا عين كارم، مربوطا بالأجهزة الطبية، كذلك مقيد القدمين بالإضافة ليده الشمال بالسرير، وبجانبه 3 رجال شرطه يراقبونه .
في مستشفى هداسا أخرجوا الرصاصة الموجودة في يده وقطبوا الجرح عشرات القطب، الرصاصة التي في العمود الفقري والثانية التي في صدره استقرتا هناك، ولم يتم إخراجهما، فقط عولج الجرح السطحي الذي أحدثه دخول الرصاص .
وضعه كان صعبا جدا وكان هناك خطر جدي بأن يصاب بالشلل بسبب الرصاصه التي استقرت بالعمود الفقري . وصل المحقق للمستشفى وحقق مع عمر عدة مرات ولساعات طويلة دون الأخذ بعين الاعتبار وضعه الصحي الصعب، ولم يسمح لأهله بزيارته سوى مرة واحدة في المستشفى .
بقي حوالي الـ 40 يوم في مستشفى هداسا وبعد أن استقر وضعه حسب إدعاء الأطباء نقل إلى ما يسمى بمشفى الرملة. اليوم وضعه الصحي أفضل بكثير، يمشي على قدميه، لكن بصعوبة نوعا ما، مع أوجاع يعاني منها في صدره والعمود الفقري.