برلين تدعو أتراك ألمانيا لضبط النفس

الحدث الأحد ٣١/يوليو/٢٠١٦ ٠٠:٣٤ ص
برلين تدعو أتراك ألمانيا لضبط النفس

برلين – أسطنبول – ش – وكالات
عشية مظاهرات توصف بالحاشدة مؤيدة للرئيس التركي رجب طيب أردوجان في مدينة كولونيا الألمانية اليوم الأحد دعا وزير خارجية ألمانيا فرانك ـ فالتر شتاينماير من سيشاركون في المظاهرة إلى إتباع أسلوب التهدئة. وقال شتاينماير في حديث نشرته صحيفة "زود دويتشه تسايتونغ" يوم أمس السبت إنه لا يجوز نقل التوترات السياسية الداخلية التركية إلى ألمانيا وبث الخوف في نفوس الأشخاص الذين لديهم قناعات سياسية أخرى." وأضاف السياسي الألماني "لا مكان لهذا في ألمانيا ولن نسمح به أيضا."
ومن جانبه كتب زيغمار غابريل، نائب المستشارة الألمانية ورئيس الحزب الاشتراكي الديمقراطي، على صحفته على موقع فيس بوك باللغة الألمانية والتركية إن لديه انطباعا بأن الانقسام في تركيا عميق وأنه "يجب على الجميع المساعدة كي لا يتواصل هذه الانقسام المجتمعي (ليصل) عندنا (في ألمانيا)".
وبحسب تقديرات فإن نحو 30 ألف شخص في مسيرة في كولونيا غالبيتهم من "القوميين الأتراك" والمتعاطفين مع الحكومة التركية والرئيس أردوجان. وستكون المسيرة اليوم الأحد تحت عنوان "نعم للديمقراطية ولا لقلب نظام الحكم" وينتظر أن يتحدث خلالها أيضا سياسيون أتراك.
قالت الشرطة الألمانية إنها تلقت إخطارات بتنظيم 4 مظاهرات مناهضة لتلك المسيرة من بينها مظاهرات سيشارك فيها يساريون وحزب "برو ان ار فيه" اليميني.
وتوصف الأجواء بين أنصار أردوجان ومعارضيه داخل ألمانيا فوق ذلك بأنها مشحونة للغاية منذ محاولة الانقلاب الفاشل قبل أسبوعين. وتأهبت الشرطة الألمانية بأكثر من ألفي شرطي لتأمين الاوضاع خلال تنظيم المظاهرة، وقال رئيسها يورجن ماتيس: "نحن مستعدون لمواجهة أعمال العنف".
ولم يستبعد ماتيس حظر المظاهرة، وكانت المحكمة الإدارية في كولونيا قد ألغت قراره بمنع نصب شاشة كبيرة خلال المظاهرة ، وقضت أيضا بالسماح فقط ببث كلمات المتحدثين في عين المكان ، ولم تسمح بنقل كلمة لأردوجان من تركيا على الهواء.
وفي غضون ذلك؛ أفاد السفير البريطاني في العاصمة التركية أنقرة "ريتشارد مووري" أنه لا يجد صعوبة في تقبّل تأكيدات المسؤولين الأتراك حول قيام منظمة الكيان الموازي الإرهابية التي يقودها فتح الله غولن، بمحاولة الانقلاب الفاشلة التي جرت في 15 يوليو الجاري، وأنّ هناك احتمال كبير حول ضلوعها في المحاولة.
وأوضح مووري في تصريحات صحفية أدلى بها في مقر السفارة البريطانية بأنقرة، أنّ نزول الشعب التركي إلى الشوارع ووقوفه في وجه الانقلابيين، وما أعقب ذلك من إجماع الأحزاب السياسية على تنديد محاولة الانقلاب، أظهر للجميع مدى نضوج الفكر الديمقراطي لدى الأتراك.
وحول تجميد فعاليات منظمة الكيان الموازي في بريطانيا، قال مووري إنّ الحكومة البريطانية لن تتردّد في وقف كافة فعاليات هذه المنظمة داخل المملكة المتحدة، في حال توفّر الأدلة الكافية حول قيامهم بنشاطات تهدّد البلاد، وستتعاون مع الحكومة التركية في إنهاء وجود هذه المنظمة.
وأضاف مووري أنّ ظهور الرئيس التركي رجب طيب أردوجان عبر هاتف نقّال على شاشات التلفاز، ودعوته للشعب بالخروج إلى الشوارع، كانت النقطة المفصلية التي أفشلت محاولة الانقلاب، وأنّ الأحداث التي أعقبت هذا الظهور، أوضحت للعيان مدى أهميته.
وعن توقيع الأحزاب السياسية الأربعة المشاركة في البرلمان على مذكرة تنديد بمحاولة الانقلاب قال مووري، إنّ هذه الخطوة أظهرت للعالم مدى النضج السياسي الحاصل في تركيا، رغم الاستقطاب السياسي الذي استمر لسنوات طويلة بين الأحزاب الفاعلة في البلاد.
وأردف مووي قائلاً: "اعترافات بعض الضباط الموقوفين، وعرض الانقلابيين على رئيس الأركان التركي خلوصي أكار، لقاءً هاتفياً مع فتح الله غولن، يدل على أنّ الأخير ضالع في محاولة الانقلاب الفاشلة، لكن التحقيقات ستكشف المزيد من التفاصيل حول ما جرى مساء 15 تموز الحالي".
وحول عمليات الفصل والإبعاد للعديد من الضباط الانقلابيين عن صفوف الجيش التركي، أوضح مووري انه من غير الممكن ألّا يتأثر الجيش التركي من محاولة الانقلاب هذه، إلّا أنّ هذا التأثير لن يغير من وضع هذا الجيش داخل حلف شمال الأطلسي (الناتو)، معتبراً القوات المسلحة التركية من أهم العناصر داخل الناتو. ورداً على استفسار فيما إذا كانت جهات بريطانية على علم بمحاولة الانقلاب قبل وقوعها، نفى مووري أن تكون لبريطانيا أي علم بهذه المحاولة.

*-*
قتلى في اشتباكات بين العمال الكردستاني والجيش التركي

قتل ثمانية جنود أتراك برصاص مقاتلي حزب العمال الكردستاني الذين شنوا في جنوب شرق البلاد اعنف هجوم للتمرد الكردي منذ الانقلاب الفاشل، كما أفادت حصيلة جديدة أصدرها الجيش أمس. فقد تعرض الجنود للهجوم على الطريق بين مدينتي هكاري وجوكورجا، بينما كانوا يقومون بدورية في محافظة هكاري، القريبة من الحدود مع شمال العراق.
وأوضح الجيش إن خمسة وعشرين منهم اصيبوا ايضا.
وقد تحدثت الحصيلة الاولى أمس الأول عن مقتل خمسة جنود اتراك.
وفي المقابل؛ قال مسؤولون عسكريون إن الجيش التركي قتل 35 مسلحا من حزب العمال الكردستاني بعد أن حاولوا اقتحام قاعدة في إقليم هكاري بجنوب شرق البلاد في وقت مبكر أمس السبت.
وذكر المسؤولون أن الهجوم الذي وقع خلال الليل جاء بعد ساعات من اشتباكات في ضاحية تشوكورجا في هكاري بين جنود ومسلحين من حزب العمال الكردستاني أسفرت عن مقتل ثمانية جنود.
وقال المسؤولون إن المسلحين حاولوا اقتحام القاعدة في ثلاث مجموعات مختلفة لكن الاستطلاع الجوي تمكن من رصدهم. وأضافوا أن عملية جوية بعدها أسفرت عن مقتل 23 منهم.
وأضافوا أن أربعة قتلوا بعد ذلك في عملية برية بينما قتل الثمانية الباقون في اشتباكات تشوكورجا التي خلفت أيضا 25 مصابا في صفوف الجنود.
ويعاني جيش تركيا -وهو ثاني أكبر جيش في حلف شمال الأطلسي- من حملة تمرد في جنوب شرق البلاد الذي يغلب على سكانه الأكراد في الوقت الذي يعاد فيه هيكلته على مستوى القيادة في أعقاب محاولة انقلاب يومي 15 و16 يوليو.