الاحتلال يمنع وصول مساعدات تركية لغزة

الحدث الأحد ٣١/يوليو/٢٠١٦ ٠٠:٣١ ص
الاحتلال يمنع وصول مساعدات تركية لغزة

غزة - علاء المشهراوي
لا تزال المساعدات الإنسانية التي أرسلتها تركيا إلى غزة، غداة التوقيع على اتفاق المصالحة مع إسرائيل، على متن السفينة التركية "ليدي ليلى"، محتجزة في ميناء أسدود، وبعضها لا يزال على متن السفينة.
وقالت الموقع الالكتروني لصحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، إن المصارف الإسرائيلية ترفض تمرير الأموال التي أرسلها الهلال الأحمر التركي لأداء مستحقات شركات السفن وخدمات الميناء لإفراغ حمولة السفينة بحجة أن أموال الهلال الأحمر التركي التي يتم تحويلها عبر مصارف رام الله مشبوهة، وقد يكون مصدرها من "منظمات إرهابية". وأضافت الصحيفة أنه منذ يقارب الشهر وسفينة الليدي ليلى، المحملة بأكثر من 10 آلاف طن من المساعدات التركية الإنسانية، ترسو في ميناء أسدود وسط مخاوف من اندلاع أزمة دبلوماسية بين تركيا وإسرائيل.
وتابعت الصحيفة أن رفض المصارف الإسرائيلية تلقي المال من الهلال الأحمر التركي يحول دون تلقي شركات الشحن الإسرائيلية في الميناء أتعابها عن إفراغ حمولة السفينة، وهو ما يعرقل وصول المساعدات التركية إلى قطاع غزة.
وأشارت الصحيفة إلى أن الحديث يدور عن مبلغ نصف مليون دولار تم تحويله من الهلال الأحمر التركي، أكثر من مرة للمصارف الإسرائيلية عبر رام الله. إلا أن المصارف الإسرائيلية أعادت المبلغ بدعوى أنه أموال محظورة تصل من أراضي السلطة الفلسطينية. وأدى هذا الموقف من المصارف الإسرائيلية إلى إفراغ 6 آلاف طن من حمولة السفينة ليدي ليلى، فيما ظلت 4 آلاف طن على متنها لا يمكن لشركات الشحن والنقل الإسرائيلية تفريغها قبل الحصول على أتعابها.
ونقلت الصحيفة عن رجل الأعمال الإسرائيلي، رالي نورمند، الذي يدير شركة لخدمات إفراغ السفن وشحن البضائع، قوله إن بنك العمال الإسرائيلي أعاد الأموال التي أرسلها الهلال الأحمر التركي، من غزة إلى رام الله، ومن هناك إلى بنك العمال، بدعوى أن هذه الأموال هي أموال إرهابية، وأنهم يعملون، وفقاً لتعليمات وزارة الأمن الإسرائيلية.
وقال نورمند للصحيفة، إن هذا الموقف يعرقل ويخرب موضوع المساعدات الإنسانية لغزة، والمصالحة مع تركيا، مؤكداً أن "الأتراك غاضبون جداً من إسرائيل". أما مكتب منسق أنشطة الاحتلال في قطاع غزة، فاعتبر أن منسق أنشطة الحكومة الإسرائيلية مسؤول فقط عن تنسيق دخول الأجهزة الطبية والإنسانية، وأن الخلاف في هذه المسألة هو خلاف تجاري لا علاقة له به.
في المقابل، قالت وزارة الخارجية الإسرائيلية، إن هذا الموضوع خلاف تجاري بين المصارف والجانب التركي، الذي اختار لسبب ما تحويل الأموال عبر الأراضي الفلسطينية. وحذرت الصحيفة من أنه في حال لم يتم حل هذه المشكلة، فقد يتطور الأمر إلى أزمة دبلوماسية بين الدولتين تحل مكان اتفاقية المصالحة.
إلى ذلك؛ أعدّ رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خريطة وعرضها أمام أعضاء الكنيست، لتوضيح وجهة نظره للعلاقات الدولية. وفي الأسبوع الماضي خلال لقاء مع الرئيس البرغوياني هوراسيو كارتس في القدس، قال نتنياهو: "اسمحوا لي أن أكشف للصحافة بأن هناك خارطة كبيرة في مكتبي، وأصبحت أكبر كانت تشمل الشرق الأوسط. الآن هي تشمل جزء كبير من نصف الكرة الشرقي".
خريطة العالم التي لوح فيها نتنياهو في لجنة شؤون مراقبة الدولة في الكنيست، حيث دافع عن سجله في السياسة الخارجية، قدمت بعض المعلومات حول وجهة نظره بشأن مكانة إسرائيل بين الأمم، وهي مقسّمة إلى فئات مختلفة: تلك التي قامت إسرائيل مؤخرا "بتطوير/رفع مستوى" العلاقات معها ملونة بالأحمر؛ دول تفكر في "علاقات جيدة" مع إسرائيل تظهر باللون الأرزق؛ "دول عدو معادية علنا" باللون الأسود. مع باقي العالم، بالأخضر، "لا توجد لإسرائيل علاقات خاصة"، بحسب مساعدي رئيس الوزراء، الذين أعدوا هذه الخريطة.
الدول باللون الأحمر هي تلك التي سعى رئيس الوزراء لتسليط الضوء على أنها تثبت ظاهريا نجاح سياسته الخارجية. هذه البقع الحمراء تشير إلى تحسن علاقات مع قوى دبلوماسية واقتصادية مثل اليابان والصين وروسيا وكوريا الجنوبية وسنغافورة والهند؛ وازدياد التعاون مع اليونان وقبرص؛ وتطبيع العلاقات مع تركيا؛ وعلاقات قوية مع أذربيجان، التي يخطط نتنياهو لزيارتها قريبا. البلد الذي تم إغفاله بصورة مفاجئة من هذه الفئة هي مصر، التي تظهرها الخريطة باللون الأخضر على الرغم من التقارب بين القاهرة وإسرائيل.

*-*
دعوات في إسرائيل للتحقيق في إخفاقات حرب غزة
القدس المحتلة – ش
أبدت الصحافة العبرية اهتماما بالمطالبات المتزايدة بنشر التقرير الكامل عن مجريات حرب غزة الأخير 2014، والتحقيق في الإخفاق الذي تكبدهُ الاحتلال خلال عدوانه، وقد أعد التقرير الإسرائيلي حول مجريات حرب غزة مكتب مراقب الدولة بعد مرور أكثر من عامين على الحرب، بعدما خرجت تسريبات مفادها أن رئيس الحكومة الإسرائيلية قد لا يسارع لنشره. فقد ذكر غادي غولان مراسل صحيفة "إسرائيل اليوم" أن المراقب العام للدولة القاضي المتقاعد يوسيف شابيرا حذر رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو من مغبة أي تعتيم على تفاصيل التقرير، لأنه في هذه الحالة سوف يقرر تشكيل لجنة تحيق رسمية بشأن ذلك، حيث يتوقع أن التقرير سيوجه انتقادات حادة إلى المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية، ولا سيما تجاه تقصيره في موضوع الأنفاق. بينما أشار أمير أورن، المراسل العسكري لصحيفة هآرتس، إلى أن نتنياهو كان آخر من شخص تهديد أنفاق غزة، رغم أن تحذير الخبراء منذ عام 2010، معتبرين الأنفاق ثغرة أمنية مذهلة تحت الأرض، لكن تجاوبه جاء متأخرا. وأشار إلى أن مئات الجلسات الحكومية واللجان الوزارية لشؤون الأمن والمجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية والطواقم الأمنية والعسكرية لم تنجح في تقديم الحلول اللازمة لتهديد الأنفاق، حتى اندلعت حرب 2014. ونقلت صحيفة معاريف عن يائير لابيد وزير المالية الإسرائيلي السابق زعيم حزب "هناك مستقبل", أنه لم تكن نقاشات وزارية وحكومية عن تهديد الأنفاق التي تخترق الحدود الإسرائيلية قبل اندلاع حرب غزة 2014، مؤكدا عدم صحة ما يعلنه نتنياهو بشأن ما قيل إنها حيثيات قدمها أمام الحكومة تتعلق بالأنفاق.