مسقط - العمانية
أجمع عدد من المسؤولين والعلماء على الأهمية العلمية والمعرفية لموسوعة أشجار المانجو «الأنبا» التي جاء إعدادها وإصدارها بتوجيهات سامية من لدن حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه - ودورها المؤمل في مجال البحث والابتكار في السلطنة وعلى المستوى العالمي.
وثمنوا الاهتمام السامي لجلالته - أبقاه الله - بالعلم والمعرفة وضرورة متابعة مستجداتهما بكافة السبل المتاحة وتحفيز الهمم وتأكيد جلالته المستمر على العلم النافع إدراكا منه - أعزه الله - بأنه هو المنطلق الصحيح لكسب المعارف ونيل الخبرات والمهارات بما يمكن هذا الجيل والأجيال القادمة من الإسهام إسهامًا فاعلًا في خدمة وطنها ومجتمعها.
وأكدوا أن الموسوعة بما تضمنته في مجلداتها الخمسة من معلومات وإحصائيات فيما يختص بتفاصيل إنتاج شجرة المانجو وآليات التربية والاكثار والحصاد والتسويق والآفات والرؤية المستقبلية والاقتصادية للمانجو، تعد قاعدة بيانات للباحثين في مجال زراعته وإنتاجه وكل ما يتعلق بهذه الشجرة حول العالم للحفاظ عليها ورعايتها وتطويرها.
حدث معرفي وطني
وقال رئيس الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون معالي د.عبدالله بن ناصر بن خليفة الحراصي لوكالة الأنباء العمانية إن تدشين موسوعة اشجار المانجو يعد حدثا معرفيا وطنيا كبيرا فهو يعبر عن الاهتمام السامي لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - أعزه الله - بالمعرفة الجادة تأصيلا ونشرا خصوصا المعرفة المرتبطة بمكونات الحياة العمانية الثرية بإنسانها وطبيعتها. وأضاف معاليه أن هذا التدشين يأتي ليعمق من الخبرة العمانية الحديثة في إنتاج الأعمال الموسوعية كموسوعة السلطان قابوس للأسماء العربية وموسوعة ارض عمان والموسوعة العمانية، موضحا انه لفرادة موضوع «موسوعة أشجار المانجو «الأنبا» فستكون بلا ريب المرجع الأهم عالميا حول هذه الشجرة».
وأكد أن صدور الموسوعة في السلطنة وبأربع لغات هي العربية والإنجليزية والفرنسية والإسبانية يعد تعبيرا جديدا عن القيم الإنسانية المعرفية التي تؤمن بها السلطنة وتسعى جاهدة من خلال مثل هذه الموسوعة لنشرها على مستوى العالم أجمع معززة صورة السلطنة كمنارة معرفة وسلم كما كانت دائما طوال التاريخ.
65 دولة
وقال رئيس لجنة الإدارة والإشراف على الموسوعة محمود بن بدر العبري إن شؤون البلاط السلطاني تلقى الأمر السامي من لدن حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه - بإعداد موسوعة شاملة عن شجرة المانجو في سبتمبر 2005 وفي يونيو 2006 بدأنا العمل الفعلي في الإعداد والتأليف وجمع البيانات والمعلومات وتم تشكيل الفرق الفنية الميدانية والفرق المختصة بالتواصل مع الجهات العلمية والمراكز البحثية المختصة بشجرة المانجو والتي لها الريادة في هذا المجال في دول من بينها الهند التي يشكل إنتاجها 40 % من الإنتاج العالمي للمانجو وما لدى تلك الدول التي بلغ عددها 65 دولة في مختلف القارات من معلومات حول شجرة المانجو.
وأوضح أنه تم بعد ذلك زيارة المراكز البحثية في بعض الدول وزيارات حقلية لمناطق زراعة المانجو وتم جمع كم هائل من البيانات والمعلومات والإحصائيات المتعلقة بهذه الشجرة والتي تضمنتها الموسوعة مصدرها مراكز بحثية متخصصة ومن قام بتأليفها علماء متخصصون وجهات بحثية تتبع جامعات عالمية مرموقة.
وأضاف أن شؤون البلاط السلطاني بدأ في الإعداد لإنشاء بنك لأصناف المانجو في السلطنة حيث سيتم اختيار الأصناف التي تمت دراستها دراسة متأنية وتم إجراء تحاليل وتوصيف واختبارات لها ووجد أنها ملائمة لمناخ السلطنة وطبيعتها، وسيكون هذا المشروع ذا استمرارية وسيشرف عليه مختصون من شؤون البلاط السلطاني وسيكون مصدرا لإحلال أشجار المانجو حيث يمكن أن تشمل خارطة الأصناف في السلطنة تغييرا في المستقبل.
تواصل مثمر
وأشاد مدير إدارة التخطيط والبحوث الزراعية بشؤون البلاط السلطاني رئيس الفريق الفني للمشروع د.يحيى بن خليفة الهنائي بالتعاون الذي تم مع الدول المنتجة للمانجو في مرحلة الإعداد للموسوعة، وقال إن مكانة السلطنة على المستوى الدولي وعلاقاتها الواسعة مع جميع دول العالم جعلت التواصل مع تلك الدول سهلا ومثمرا.
وتحدث الهنائي لوكالة الأنباء العمانية حول البدايات الأولى لإعداد موسوعة أشجار المانجو (الأنبا) وقال إنه بعد صدور الأوامر السامية تم تشكيل لجنة استشارية مكونة من علماء متخصصين وباحثين من الولايات المتحدة الأمريكية وإسبانيا والهند والبرازيل والفلبين وسريلانكا وأستراليا إضافة إلى السلطنة لأخذ استشاراتهم الفنية في آلية الإعداد والتحضير لهذا المشروع.
وأضاف أن السلطنة التي يوجد بها حاليا 423 ألفاً و549 شجرة أنبا تضم الكثير من سلالات هذه الفاكهة، حيث تم حصر 150 سلالة، كما تم خلال إعداد الموسوعة جمع حوالي 450 عينة للمانجو من مختلف محافظات السلطنة، وتحديد البصمة الوراثية للأصناف المتشابهة وتمت تسمية الاصناف المختلفة جينيا عن بعضها البعض وتوحيد أسمائها وقمنا بإدراج ما يقارب 69 صنفا عمانيا من الأصناف المتميزة وراثيا وجينيا عن بعضها البعض في الموسوعة، وتم تسميتها بناء على صفاتها والحمض النووي في البصمة الوراثية، وتم اعتماد أسماء تلك الأصناف من قبل حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم حفظه الله ورعاه.
وأوضح أنه قبل تسمية الأصناف العمانية ارتأينا أهمية وجود آليات معينة للتسمية وتم التنسيق مع الباحثين في مجلس البحث العلمي الذين قاموا بأبحاث في الأصول الوراثية العمانية النباتية ومع جامعة السلطان قابوس ووزارة الزراعة والثروة السمكية لمعرفة العلاقة الوراثية الجينية والرمز الذي يطلق على كل صنف وتم الإبقاء على الأسماء الموجودة في السلطنة وأضفنا أسماء أخرى جديدة كانت غير معروفة أو أن الصنف غير معروف وتم رفع المقترحات بأسماء الأصناف إلى المقام السامي لحضرة صاحب الجلالة السلطان المعظم - أيده الله - الذي اعتمد التسميات واختار تسمية بعض الأصناف بتسميات جديدة، مشيرا إلى أن من بين أسماء الأصناف العمانية الخوخ، فرض، المشموم، الشذية، الصندلية، زعفران، الخيلية، عود القهوة، الزنجبارية، عود العربانة، عود بنات أحمد، الحلقوم وعود الأخضر.
وقال د.الهنائي إنه ساهم في إعداد الموسوعة 157 عالما وباحثا من مختلف دول العالم وتم تجميع ما لا يقل عن 400 ألف صورة من السلطنة ومختلف الدول وتوثيقها وتم الحفاظ على الملكية الفكرية لكل صورة من الصور، وتم تسجيل الموسوعة في مكتبة الكونجرس في واشنطن بالولايات المتحدة الأمريكية وسجلت برقم معياري باسم السلطنة.
وبين أنه تم تقسيم الموسوعة إلى خمسة مجلدات رئيسية تقع في خمسة آلاف صفحة وتتوزع على عشرة كتب أو أجزاء.