الحمراء - طالب بن علي الخياري
تضم ولاية الحمراء العديد من الحارات التراثية والتاريخية المتنوعة الطراز، والتي يعود بعضها إلى مئات السنين كحارة وادي غول.
وتعد الحارة القديمة في بلدة حمراء العبريين من الحارات التي تتسم بروعة وجمال متميز فهي ذات أبنية عالية تتميز بطوابقها المتعددة ومبنية على سفح جبل شمس وبعدد من الطوابق وكلما صعدت إلى أعلى السفح تشاهد طابعاً جغرافياً وجمالياً وهي تطل على واحة خضراء كبيرة من النخيل والمزروعات.
وتسهم إقامة مشروع التطوير في حل بعض إشكاليــــات الأراضي حيث من المؤمل أن يؤدي إلى إثراء وجهات النظر التي تسعى إليها كل من وزارة السياحة ووزارة التــــراث والثقافـــة في المحافظة على الموروث الثقافي والحضاري ويسهم في إثراء القطــــاع السياحي، ما يحث عليه دائماً مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم حفظه الله ورعاه.
عن مشروع التطوير تحدث ناصر بن مهنا بن ناصر العبري الذي قدم ورقة بحثية عن هذا الموضوع لإدارة السياحة بمحافظة الداخلية حيث قال إن من المقترحات قيام الحكومة برسم الخرائط للحارة مكتملة ببيوتها وطرقها وكافة مسلتزماتها الخدمية وأن تأخذ الحكومة بعض البيوت على زوايا وأطراف الحارة بحيث تكون مزاراً سياحياً.
وأضاف: يمكن أن يتم إعادة الإعمار بمادة الأسمنت وصبغه من الخارج بالبني الفاتح دون المساس بالطابع التقليدي المعماري الأثري ويمكن أن يتم التصرف بأتربة الهدم في حالة البناء بمادة الأسمنت بتسوية أراضي البيوت والطرق حيث إنها مبنية على منحدرات الجبل، والفائض من التربة يمكن نقله إلى الأراضي الزراعية القريبة والتي هي جنوب الحارة، وبعد تصميم خرائط البيوت من جهة الحكومة يخاطب ملاك البيوت لإعمارها ممن يستطيع منهم ذلك، ومن لا يستطيع يقدم له قرض ميسر دون فوائد من قبل الحكومة أو عن طريق شركة استثمارية أو أكثر بحيث يتفق المالك معها على بنائه له بالأقساط المريحة والتي قد تتجاوز 15 سنة وبرعاية الحكومة.
وذكر العبري أن المشروع سيبدأ بمسح تخطيطي شامل للحارة القديمة وزقاقها (السكك)، وطرقها، ثم مسح البيوت المستهدفة في تلك المرحلة لإعادة الإعمار وذلك برسم خرائط لها على نفس النمط القديم للبناء (ويمكن أن تستبدل مادة الطين بالإسمنت مع عدم المماس بالطراز المعماري) مع إضافة المرافق الصحية المهمة من دورات مياه وغيرها وبعض اللمسات الحضارية وتوضع بعدها الدراسة الشاملة للمرحلة المستهدف إعمارها بحيث توسع الزقاق الضيقة (السكك) التي بين البيوت لعمل طرق للسيارات وإعادة رسم خرائط تلك البيوت أو تعديلها التي ستتضرر بإنشاء الطرق الداخلية.