حصن رأس الحد.. معلم تاريخي وسياحي

بلادنا السبت ٣٠/يوليو/٢٠١٦ ٢٣:٤٩ م
حصن رأس الحد.. معلم تاريخي وسياحي

صور - العمانية

تعد القلاع والحصون في السلطنة امتداداً لتاريخ عمان الحضاري والثقافي والعسكري الذي يعود إلى أكثر من خمسة آلاف سنة. وقد أتاح الموقع الجغرافي للسلطنة ونشاط سكانها البحري والتجاري الانفتاح على كثير من الحضارات في تلك الحقبة الزمنية، كما تعد هذه القلاع والحصون من أبرز المعالم التاريخية والحضارية التي تقف شاهداً على عظمة الإنسان العماني، وهي مفخرة من مفاخر الفن المعماري.

حصون محافظة جنوب الشرقية تعد من عناصر التراث المادي التي طالما اعتزت بها المحافظة قديماً وحديثاً، وتعكس التطور والازدهار الذي كانت تعيشه السلطنة في ذلك الوقت، وقد اتضح ذلك جلياً في ثراء وتنوع مبانيها التاريخية وما تحتويه من عناصر دفاعية ومعمارية وجمالية.
ويعد «حصن رأس الحد» من المعالم السياحية والتاريخية في ولاية صور بشكل خاص ومحافظة جنوب الشرقية بشكل عام، ويقع في نيابة رأس الحد التي تبعد عن مركز الولاية حوالي 35 كيلومتراً.
وتتميز نيابة رأس الحد بأنها أول منطقة تشرق عليها الشمس في شبه الجزيرة العربية وهي الفاصل بين بحر عمان وبحر العرب حيث يقع الحصن على هضبة مرتفعة تشرف على الأماكن السكنية لهذه النيابة وكذلك المواقع البحرية والرئيسية للسفن ومدخل خور الحجر الذي يمتد من خليج عمان.
وقد بني الحصن في الفترة ما بين 1560م إلى 1590م من قبل كافة قبائل النيابة واستغرق بناؤه حوالي 30 سنة.

مرافق الحصن

وتتكون مرافق الحصن من قلعة وبرجين يصل بينهما الحائط الكبير ويبلغ عرض الأساس حوالي 3 أمتار وهو أساس صلب لا يتزعزع مع مرور الزمن وقد بني من الجص والحجر. وعند وصولك إلى الحصن تقابلك البوابة الكبيرة التي يبلغ عرضها 2.5 متر وطولها 3 أمتار متصلة بالصباح الذي يبلغ عرضه 3 أمتار وطوله 11 متراً وارتفاعه 3 أمتار وعلى جانبيه مقاعد متسعة كانت تستخدم لضيافة القبائل من داخل النيابة وخارجها حيث يتم الحوار والنقاش بين هذه القبائل والمشايخ وأصحاب الرأي السديد في حل المشكلات التي كانت تحدث بينهم في ذلك الوقت.
وفي جهة الشرق من حصن رأس الحد تقابلك غرفة مفتوحة بها مقعد متسع، يبلغ عرضها 3 أمتار وطولها 6.5 متر وارتفاعها 3.5 متر وكانت تستخدم كصالة انتظار، إضافة إلى غرفة (السبلة) التي كانت تستخدم للحكم بين المتخاصمين ويبلغ عرض هذه الغرفة 3 أمتار وطولها 4 أمتار وربع متر وارتفاعها 3.5 متر، كما توجد غرفة أخرى كانت تستعمل كسجن مؤقت ويبلغ عرضها 3 أمتار وطولها 5 أمتار وربع متر وارتفاعها 3.5 متر.
وتتضمن مرافق الحصن أيضا (المصبة) وتوجد في قمة البوابة الرئيسية للحصن وكانت تستخدم لإسقاط الزيوت والمياه والعسل الساخن، كما يوجد البرج الغربي وهو برج دفاعي دائري الشكل كان يحتوي على عدة مدافع أما الآن فيحتوي على مدفع واحد.
وتشمل مرافق الحصن كذلك قلعة هي خط الدفاع الأخير ويبلغ ارتفاعها 13.25 متر وعرضها 13 متراً أما الطول فيبلغ 16 متراً وبها برج طول قطره 7 أمتار، ويخترقها سرداب ينزل من القلعة تنازليا لمسافة 8 أمتار ثم يلتوي للشرق ويخرج من حدود السور الشرقي ممتدا حوالي 500 متر تقريبا وعمق هذا السرداب 3 أمتار يصل إلى بئر مياه عذبة اسمها بئر «مرفص»، وهي مرصوفة بالحجر والجص (الصاروج)، وتحتوي القلعة أيضا على عدد من المدافع التي تضرب داخل الحوش (الفناء الداخلي للحصن) أو عندما يدخل العدو من الباب إذا ضعفت المقاومة الأمامية.
ويتميز سقف الحصن أنه مصنوع من حطب الساج المتين المستورد من الهند (ملبار) والحطب الأسود المستورد من زنجبار (ممباسا) إضافة إلى الحطب المنقوش والمجوف من الداخل والمستورد أيضا من زنجبار (حطب البامبو).

اهتمام رسمي

وذكر مدير إدارة السياحة بمحافظة جنوب الشرقية سعود بن حمد العلوي أن وزارة السياحة أولت جل الاهتمام والرعاية لحصن رأس الحد إلى جانب الحصون والمواقع السياحية الأخرى بالمحافظة، حيث تم ترميم هذا الحصن على فترتين: الأولى كانت عام 1989 من قبل وزارة التراث والثقافة وتم إعادة ترميمه مرة أخرى عام 2008 بعد الأنواء المناخية عن طريق وزارة التراث والثقافة بالتنسيق مع وزارة السياحة.
وأضاف أن حصن رأس الحد يعد من المزارات السياحية المهمة بالولاية، حيث يفتح أبوابه للسائح المحلي والعالمي على حد سواء بكل رحابة صدر وكرم، ليكون شاهدا حيا على تاريخ عمان المجيد وحاضرها المشرق الذي حمل لواءه حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم- حفظه الله ورعاه.
وأكد العلوي أن وزارة السياحة تسعى جاهـــدة إلى تطوير الحصن وتهيئته ليكون مزارا سياحيا على مستوى عالٍ وذلك بالتنسيق والتعـــاون مع وزارة التراث والثقافة وإحدى الشركات الرائدة في الولاية ليتــــم ترميمـــه مجــدداً وإضافة بعض اللمسات الجمالية ليستقبل أكبر عدد من الزوار.