الحكومة الفرنسية تقر بتقصير من جانب القضاء في اعتداء الكنيسة

الحدث السبت ٣٠/يوليو/٢٠١٦ ٠٣:٥٧ ص
الحكومة الفرنسية تقر بتقصير من جانب القضاء في اعتداء الكنيسة

باريس – وكالات

أقرت الحكومة الفرنسية لأول مرة أمس الجمعة بـ"إخفاق" في عمل القضاء بعد قتل كاهن ذبحا في اعتداء إرهابي، في وقت تواجه السلطات الاشتراكية اتهامات بالتساهل حيال هجمات غير مسبوقة تضرب البلاد.

وحتى لو أن الانتقادات لا تستهدف مباشرة الحكومة، إلا أن هذا الاعتراف يتباين مع رد فعل السلطات بعد مجزرة نيس في 14 يوليو (84 قتيلا)، حين رفضت الإقرار بأي ثغرة في التدابير الأمنية على الرغم من انتقادات حادة صدرت عن اليمين. ورأى رئيس الوزراء مانويل فالس في مقابلة أجرتها معه صحيفة «لوموند» أن قرار القضاء المعني بمكافحة الإرهاب والذي أكده قرار تمييزي بالافراج في مارس عن أحد منفذي الاعتداء في كنيسة سانت اتيان دو روفريه (شمال غرب) هو «اخفاق، علينا الإقرار بذلك».

وقال «يجب أن يحمل ذلك القضاة على اعتماد مقاربة مختلفة تتناول كل ملف على حدة وتأخذ في الاعتبار الوسائل المتقدمة التي يعتمدها المتطرفون لإخفاء نواياهم»، لكنه رفض في الوقت نفسه أن «يتجاهل التوازن بين السلطات ويحمل هؤلاء القضاة مسؤولية هذا العمل الارهابي». وكان أحد منفذي الاعتداء، وهو فرنسي في الـ19 يدعى عادل كرميش، أودع السجن عشرة أشهر تقريبا بانتظار محاكمته بتهمة محاولة التوجه مرتين الى سوريا العام الفائت، وخرج كرميش من السجن في مارس ووضع قيد الإقامة الجبرية مع سوار إلكتروني واستانف الإدعاء قرار المحكمة بإخلاء سبيله المشروط، ولكن بدون جدوى. وأثارت هذه المعلومات استنكار اليمين واليمين المتطرف حيث ارتفعت عدة أصوات للمطالبة باستقالة فالس ووزير الداخلية برنار كازنوف. وقال فالس «هل بذلنا كل ما بوسعنا؟ هل ادركنا الظاهرة؟ جوابي هو نعم».
أما المنفذ الثاني للاعتداء في الكنيسة الثلاثاء والذي قتل خلاله كاهن في الـ86 من العمر ذبحا، فكان مدرجا على لائحة التطرف منذ 29 يونيو لمحاولته التوجه الى سوريا مرورا بتركيا. كما يظهر عادل مالك بوتيجان في تسجيل مصور بثته وكالة «اعماق» التابعة لتنظيم داعش، وهو يوجه تهديدات إلى فرنسا.
من جهة اخرى اوقفت السلطات احترازيا طالب لجوء سوريا كان يقيم في مركز لاستقبال اللاجئين في إطار التحقيق ذاته، حسبما أفاد مصدر مطلع على التحقيق. ولا يزال شخصان آخران موقوفين، فيما أفرج عن اثنين آخرين.
وأثارت اعتداءات يوليو انقسامات في الاوساط السياسية قبل اشهر قليلة من الانتخابات التمهيدية تليها الانتخابات الرئاسية في أبريل 2017. وردا على الاقرار بـ»الاخفاق»، قال فلوريان فيليبوه المسؤول في حزب الجبهة الوطنية (يمين متطرف) «عادة في حالة المسؤول السياسي، فانه يستخلص العبر ويقدم استقالته». ودعا فالس المعارضة الى أن «تتصرف بكرامة واحترام» متهما رئيس حزب «الجمهوريين» اليميني نيكولا ساركوزي بأنه «فقد اعصابه»، بعدما اعتبر الرئيس السابق هذا الأسبوع أن اليسار «في حالة شلل» أمام «العنف والوحشية».
وبعد سلسلة الاعتداءات التي هزت بلدا شهد في 2015 اعتداءين داميين (147 قتيلا في يناير ونوفمبر)، أيد رئيس الوزراء منع التمويل الأجنبي للمساجد.
كما دعا إلى «ابتكار علاقة جديدة» مع مسلمي فرنسا، مشددا على وجوب إعداد الأئمة في فرنسا «وليس في مكان آخر».
وفي ختام لقاء هذا الاسبوع بين الرئيس فرنسوا هولاند وممثلين عن الديانات، عرض عميد مسجد باريس دليل بوبكر «إصلاحا لمؤسسات» الاسلام. وأثار قتل الكاهن في جريمة غير مسبوقة صدمة بين كاثوليك فرنسا الذين لزموا الجمعة يوم صوم وصلاة من اجل السلام في العالم.