مسقط- ش
تعد تجربة شركة نينتندو مع لعبة بوكيمون جو نموذجاً للشركات التي تحقق أرباحاً خيالية وبطريقة سريعة، حيث ترتفع قيمة اسهمهابشكل غير متوقعاً مدرة الكثير من الأرباح السريعة والسهلة على المستثمرين، غير ان المشكلة الكبرى التي تواجهها هذه التجربة هي عدم القدرة على الحفاظ على الربح، وبالتالي الاعتبار الاستثمار فيها أمراً غير مضمون النتائج.
وقال رئيس استراتيجيات الأسهم لدى ’ساكسو بنك‘ بيتر جارنري، إنه مع ارتفاع سهم شركة نينتندو بنسبة 110% خلال فترة زمنية قصيرة، يجب على المستثمرين سؤال انفسهم اذا كان باستطاعة نينتندو تبرير هذه القيمة المرتفعة.
وتعتبر أسهم النينتندو من الأسهم المشهورة لدى عملاء ساكسو بنك خصوصاً مع وجود لعبة البوكيمون ضمنها. كما يعتبر نموها بمقدار 110% وارتفاع معدلات التذبذب لديها يجعلها سلعة جاذبة للمتداولين، كما تفوقت نينتندو على آبل وفيسبوك كأكثر الأسهم تداولاً عبر منصة ساكسو تريدر جو خلال الأسبوع الماضي، قبل أن تعود وتنخفض من جديد. لذلك يمكن للبعض استعمال جملة أن اسهم النينتندو وجدت نفسها "معززة بالواقع" مثل البوكيمون داخل اللعبة تماماً".
وذلك يعني أن الارتفاع غير مبني على قواعد اقتصادية أو سعرية متينة، مما يزيد من المخاطر ويمنح اسهم الشركة قيمة قد تكون وهمية وتتبدد مع الوقت.
أرباح سريعة
وأضاف جارنري: "شاهدنا خلال الأسبوع الماضي أسهم نينتندو الأكثر تداولاً عبر منصة ساكسو تريدر جو والعديد من العملاء حققوا الأرباح بعد ارتفاع قيمتها، ولكننا نرى ان السهم قد وصل الى حده الأعلى ويجب على المستثمرين اخذ صفقات البيع بعين الاعتبار ليتمكنوا من تحقيق أرباح عند انخفاض قيمة السهم ليصل الى مستواه المعقول"
وصرح بيتر جارنري في تقريره، ان متوسط العوائد التي حققتها اللعبة من المستخدمين اليوميين (ARPDAU) بلغ 0.25$ لكل مستخدم وتعتبر اعلى بمقدار 0.05% من الرقم القياسي السابق لمتوسط العوائد التي حققها المستخدمين اليوميين والتي حققتها كينجز ديجيتال كاندي كروش (King Digital's Candy Crush).
وفي تعليقه على نفس الموضوع قال جارنري: "إذا افترضنا ان لعبة بوكيمون جو وصلت الى بليون مستخدم وحققت متوسط عوائد من المستخدمين اليوميين ليصل الى 0.50$، فإنها لاتزال غير قادرة على تبرير هذه القيمة المرتفعة. ويجب على نينتندو إيجاد مصادر دخل غير ما شهدناه حتى الآن على الهواتف المحمولة قبل تعقيد المعادلة، و تعتبر الإعلانات وسبل تحقيق الربح المشابهة ذات مفعول قوي ولكن قيمة هذه الأنشطة لا يمكن تأكيدها مطلقاً".
تراجع بعد الجنون
وبالفعل فإن مؤشر نيكي القياسي لأسهم الشركات اليابانية بدد المكاسب التي حققها سهم شركة نينتندو بعد الصعود الجنوني للأسهم مع اتجاه المستثمرين لجني الأرباح بعد الارتفاع الذي جاء على أثر صعود وول ستريت.
وخسرت أسهم نينتندو بعض جاذبيتها التي تمتعت بها في الآونة الأخيرة لتسجل انخفاضا بالحد الأقصى المسموح به يوميا بعدما قالت الشركة إن لعبة بوكيمون جو التي اكتسحت أسواق ألعاب الهاتف المحمول سيكون لها أثر محدود على الأرباح.
وخسر سهم شركة " نينتندو المدرج في البورصة اليابانية انخفض بنسبة 17 في المئة وذلك بعد ايام على بلوغه مستوى غير منطقي في الارتفاع بعد النجاخ الباهر الذي حققته الشركة للعبة بوكيمون جو الجديدة.
وكان الكثير من الخبراء طرحوا مخاوف عن مدى قدرة الشركة على تحويل هذا النجاح االكبير للشركة إلى أرباح حقيقية.
وقد كان الإقبال الكبير على اسهم نينتندو مفاجئا حتى لكبار المساهمين في البورصة اليابانية لتكون حالة فريدة من نوعها حول العالم. وأثارت لعبة "بوكيمون جو الجديدة انتباه كبار الاقتصاديين في إذ زاد عدد مستخدميها على عدد مستخدمي تويتر في الولايات المتحدة الأمركية.
وبلغت قيمة التعاملات على أسهم نينتندو 703.6 مليار ين، وهذه التداولات تمثل تقريبا ربع قيمة التداولات بالكامل في بورصة طوكيو للأوراق المالية.
هوس باللعبة والمبتكر
حظي جون هانكه مبتكر تطبيق لعبة بوكيمون جو الذي حقق شعبية كبيرة بمعاملة المشاهير في آخر أيام مؤتمر سان دييجو كوميك كون السنوي حيث تحدث عن الشعبية التي اكتسبتها اللعبة بسرعة ومستقبلها.
وقوبل هانكه بتصفيق حاد من أكثر من 6500 من المعجبين على مسرح يستقبل عادة نجوما من استوديوهات الأفلام وشبكات التلفاز.
وقال هانكه إن تحديثات للعبة وميزات إضافية ستُطرح خلال الشهور والسنوات المقبلة لتضم اللعبة مخلوقات جديدة وعناصر أخرى من عالم بوكيمون الواسع.