التدريب مهمة لا تتوقف

مقالات رأي و تحليلات الأربعاء ٢٧/يوليو/٢٠١٦ ٢١:٢٧ م

التدريب مهمة لا تتوقف

من بين إجراءات ترشيد الانفاق العام للسنة المالية 2016 قلصت الوزارات والهيئات الحكومية في السلطنة التخصيصات المالية التي اعتادت انفاقها سنويا على تنمية الموارد البشرية وتطويرها تحت بند التدريب، ولأهمية تواصل عملية تنمية الموارد البشرية فإن القطاع الخاص لابد أن يبادر في زيادة الاهتمام في تنفيذ خطط التعمين والإحلال من خلال تشغيل المزيد من القوى الباحثين عن عمل من القوى العاملة الوطنية من خلال برامج تدريب تشمل الوظائف والمهن التي تعمل فيها قوى عاملة وافدة والقابلة للتعمين.
فشركات القطاع الخاص في الدول الصناعية تعلن عن حاجتها للقوى العاملة بالمواصفات المحددة لشغل كل وظيفة ومهنة فتعمل على تدريبهم المدة الكافية للإحاطة بطبيعة الأداء كل حسب عمله، وإن التقارير التي تعلنها المؤسسات المتخصصة بالتشغيل في تلك الدول تعلن شهريا عن عدد فرص العمل التي وفرتها لمواطنيها.
وتعتبر إدارة التدريب بين أهم إدارات شركات القطاع الخاص في الدول المتقدمة التي تحرص تخصص إدارة لتدريب العاملين فيها، ولا يقتصر التدريب على القوى العاملة التي تلتحق بالعمل حديثا، وإنما يشمل العاملين كافة سواء في المواقع الإشرافية أو التنفيذية المباشرة، وحتى الإدارات العليا، فالتدريب المستمر يضمن إنتاجية أعلى وجودة مخرجات الإنتاج المادي أو تقديم الخدمات، وخفض في التكاليف الكلية، كما يوثّق علاقة العاملين بالمؤسسة ويعزز ولائهم لها.
والتدريب على رأس العمل هو التدريب التطبيقي الذي لا تنتظم فيه القوى العاملة في دورة تدريبية خارج موقع عمل الوظيفة، كما يطلق البعض هذا المصطلح على الدورات والبرامج التدريبية التي ينخرط فيها الموظف بعد التحاقه بالوظيفة والتي تهدف إلى صقل مهاراته أو إكسابه مهارات جديدة فنية أو إدارية أو سلوكية.
فالتدريب على رأس العمل يتم من خلال وسائل كثيرة وكلها مهمة ولها فوائد عديدة، فيما يلي أهم وسائل التدريب على رأس العمل وفوائدها:
1 ـ التعريف بطبيعة العمل وإطلاع الموظف أو العامل الجديد موقع عمله والقسم او الوحدة التي يعمل فيها وعلى على المؤسسة ورسالتها ورؤيتها وقيمها ومبادئها وأهدافها وخططها المعتمدة ولوائحها وسياساتها وإجراءاتها ونماذجها وبرامجها وأقسامها وخدماتها وموقعها الإداري، وذلك قبل مباشرة وممارسة العمل الفعلي.
2 ـ التدريب التطبيقي: وهو يمارس عمله في موقع العمل الفعلي مع موظف أو مسؤول أقدم منه، ويشارك في تنفيذ ومباشرة الأعمال والمهمات المختلفة، وفي هذه الفترة يبدأ بممارسة العمل مباشرة بنفسه وبشكل كامل، ولكن تحت إشراف المشرف المباشر، حتى يتم التأكد من استيعابه العمل وقيامه به على أفضل وجه، وهكذا فإن وسائل التدريب مهمة جداً للبداية السليمة للعامل وللموظف أول الجديد أو الوظيفة الجديدة.
3 ـ التدريب المستمر من خلال المحاضرات والندوات واللقاءات والاجتماعات وورش العمل، ومن خلال إجراءات وسياسات تحسين وتقويم أداء العاملين والموظفين.
4 ـ التوجيه والتدريب المستمر للوظائف العليا الإشرافية والقيادية من خلال حلقات نقاش وتبادل وجهات النظر والمقترحات والملاحظات التي تطرح في المؤسسة عن العمل والعاملين.
ويؤدي التدريب المستمر إلى صقل المهارات والإمكانيات وزيادة الخبرة في التخصص ويمكّن العامل أو الموظف من أداء عمله ومهامه بدقة وحرفية عالية، وذلك يتم بمتابعة الجديد في مجال تخصصه المهني الفني.
5 ـ وتعتبر الاجتماعات واللقاءات المنتظمة وفرق العمل، بالإضافة إلى المشاركة في الندوات والمؤتمرات، مشاركة مسؤولة فاعلة من بين عوامل التطوير المهني والتنظيم وعلاج المشاكل واتخاذ القرارات على أسس علمية.
ومن الأمور التي تؤخذ على التدريب هي عدم جدية المتدربين في تلقي التدريب، كما أن عدد غير قليل ممن يشاركون في الدورات التدريبية يعتبرون زمن الدورة التدريبية وكأنها فترة إجازة عن العمل، وكثيرا ما ترد تقارير عن الدورات التدريبية أن نسبة عالية من المشاركين يتغيبون عن الدورة التدريبية.
ولإنجاح الدورات التدريبية يمكن توفير ما يلي:
ـ وضع برنامج تدريبي واضح ومعد وفق جدول زمني يستوفي الهدف من إقامة الدورة التدريبية.
ـ اختيار المدرب/المدربين الأكفّاء لتنفيذ الدورة من الذين تمرسوا في إعطاء الدورات التدريبية في حقل الاختصاص.
ـ توفير مستلزمات تنفيذ الدورة التدريبية كافة، سواء في جانبها النظري أو في المعدات المطلوبة للتدريب العملي.
ـ توفير المكان المناسب لتنفيذ الدورة التدريبية.
ـ اختيار المتدربين المؤهلين لتلقي مادة الدورة التدريبية في الاختصاص وفي المستويات.
ـ وضع معايير تقييم سير الدورة التدريبية ونتائجها على المتدربين وعلى المدربين بما يضمن الاستفادة من إقامتها.

د. محمد رياض حمزة

وزارة القوى العاملة