الأرض في خطر

مزاج الثلاثاء ٢٦/يوليو/٢٠١٦ ٢٢:٤٢ م

إيريكا ايفانز-ترجمة: أحمد بدوي
أرض العاصمة الصينية تهبط بمعدل 4 بوصات سنويا بسبب الاستهلاك المفرط للمياه الجوفية، وفقا لبحث نشرته مؤخرا مجلة Remote Sensing "الاستشعار عن بعد”.
وقالت الدراسة أن معدل الهبوط الأرضي يهدد سلامة البنية التحتية العامة والحضرية، حيث أن مثل هذا الهبوط غير المتساوي قد يؤدي إلى أضرار كبيرة تطال القطارات والمباني والمنشآت الأخرى.
وقد شارك خبراء من الصين واسبانيا وألمانيا معا لتحليل البيانات من صور الأقمار الصناعية وأجهزة الاستشعار العالمي لتحديد المواقع وتتبع التغيرات في مستوى سطح الأرض خلال الفترة من 2003-2011.
وتمت صياغة النتائج التي توصلوا إليها في وقت سابق من هذا العام، وكشفت أن حي تشاويانج الذي يضم منطقة الأعمال المركزية المتنامية في بكين يشهد هبوطا أسرع بمعدل يربو على 4 بوصات سنويا. وقدر الباحثون أيضا أن بعض المناطق الأخرى هبطت بأكثر من 30 بوصة خلال فترة الدراسة.
والى جانب تحديد المناطق المتضررة فقد اكتشفت الدراسة العوامل التي تسهم في الهبوط الأرضي، حيث ظهر أن انخفاض مستويات المياه الجوفية هي السبب الرئيسي، غير أن نوع طبقة المياه الجوفية وموقع مضخات المياه وسمك التربة الناعمة المترابطة تمثل أيضا عوامل مؤثرة في هبوط الأرض.
وتأتي بكين في المرتبة الخامسة عالميا ضمن أكثر المدن التي تعاني نقص المياه في العالم، مع تجاوز الطلب على المياه المعروض منها. ومعظم المياه المستخدمة في الزراعة والصناعة والاستخدام الشخصي تأتي من المياه الجوفية في المدينة.
بيد أن النمو السريع الذي تشهده العاصمة الصينية قد تسبب في استهلاك زائد وغير مستدام للمياه وفقا للدراسة. ويتسبب استنزاف المياه الجوفية في انضغاط الطبقة السفلية من التربة ما يؤدي الى ظاهرة الهبوط الأرضي، وهي الظاهرة التي تشهدها بكين منذ عام 1935 وفقا للباحثين، إلا أن معدلات الهبوط الحالية تتزايد بمعدل ينذر بالخطر.
يذكر أن مشكلة هبوط الأرض لا تقتصر على العاصمة الصينية، فهناك 45 مدينة وبلدية أخرى في الصين شهدت أو تشهد انخفاض الأرض. وعلى المستوى العالمي فمكسيكو سيتي وجاكرتا في أندونيسيا وبانكوك في تايلند ووادي سان جواكين في كاليفورنيا تواجه أيضا مشاكل مماثلة.
وقال الباحثون في الدراسة أنه من الممكن وقف هبوط الأرض في بكين بل وحتى استعادة جزء من الأراضي التي هبطت بالفعل من خلال وضع حد لاستخراج المياه واستعادة مستويات المياه الجوفية الطبيعية. وكانت الحكومة الصينية قد أخذت خطوات بالفعل لإصلاح المشكلة، حيث وافق مجلس الدولة الصيني على خطة لمنع هبوط الأرض في عام 2012 تنطوي على الحد من استخدام المياه الجوفية ورصد المناطق المتضررة. وخلال العام الفائت أنجزت الصين مشروع شبكة تحويل مياه الجنوب والشمال التي تضم حوالي 1500 ميل من القنوات والأنفاق لنقل المياه الى بكين. كما أعلن حي تشاويانج عن خطط لإنهاء استخدام 367 من آبار المياه للحد من الاعتمادها على المياه الجوفية وفقا لصحيفة تشاينا ديلي.
لكن الخبراء يقولون انه من السابق لأوانه معرفة ما إذا كانت هذه التدابير كافية لوقف مشكلة هبوط الأرض في بكين. ومن المقرر أن ينشر الباحثون تحليلا حول هبوط الأرض وتاثيره على السكك الحديدية عالية السرعة وغيرها من البنية التحتية الحيوية في وقت لاحق هذا العام.

تربيون ميديا