لا تقارب أمريكي روسي حيال سوريا

الحدث الثلاثاء ٢٦/يوليو/٢٠١٦ ٢٢:٣٤ م
لا تقارب أمريكي روسي حيال سوريا

واشنطن - موسكو - ش - وكالات
قال وزير الدفاع الأمريكي آشتون كارتر إن الروس الذين يناقشون حاليا اتفاق تعاون عسكري مع واشنطن حول سوريا، ما زالوا "بعيدين" عن مواقف الولايات المتحدة. وأوضح كارتر خلال مؤتمر صحافي في مقر وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) إن المفاوضات التي يجريها وزير الخارجية جون كيري تهدف إلى تحديد ما إذا كان الروس "مستعدين لاتخاذ الموقف الصائب في سوريا"، أي "دعم انتقال سياسي" يفضي إلى تخلي بشار الأسد عن السلطة و"محاربة المتطرفين" وليس المعارضة المعتدلة.
وأضاف "كنا نأمل في دعم الروس لحل سياسي يضع حدا للحرب الاهلية الدائرة في سوريا"، لكنهم "لا يزالون بعيدين كل البعد عن ذلك وهذا ما يحاول كيري التوصل اليه لاقناع الروس بان يتخذوا موقفا صائبا"، على حد تعبيره.
وتدعم كل من روسيا والولايات المتحدة اطرافا مختلفة في النزاع الدائر منذ خمس سنوات في سوريا الذي ادى إلى سقوط 280 الف قتيل وتهجير نصف سكان البلاد.
وجولات المفاوضات الدولية لانهاء الحرب التي بدأت في 2011 بعد قمع النظام السوري لتظاهرات مؤيدة للديمقراطية، لم تفض حتى الآن إلى أي نتيجة.
وأجرى كيري مفاوضات ماراثونية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزير الخارجية سيرجي لافروف الاسبوع الفائت في موسكو واتفقا على "إجراءات ملموسة" لانقاذ الهدنة ومحاربة الجماعات المتطرفة في سوريا.
ولم تكشف تفاصيل عن الاتفاق لكن مسؤولين أمريكيين أعربوا عن قلقهم من مضمونه. وقال مدير الاستخبارات الأمريكية جيمس كلابر لصحيفة "واشنطن بوست": "أعربت عن تحفظات مثلا لتقاسم المعلومات الاستخباراتية مع الروس التي أعتقد أنهم يريدونها بأي ثمن لمعرفة مصادرنا وأساليبنا ومخططاتنا وتقنياتنا وعملياتنا".
وقال رئيس أركان الجيوش الأمريكية الجنرال جو دانفورد "لم نتوصل إلى اتفاق يقوم على الثقة". وأضاف "سيكون هناك إجراءات محددة في أي اتفاق مع الروس من شأنها حماية أمننا".
وفي الأثناء؛ أعلن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أمس الثلاثاء أنه بحث مع نظيره الأمريكي جون كيري، الخطوات التي يمكن اتخاذها من أجل تطبيق الاتفاق حول سوريا عملياً.
وقال لافروف للصحفيين، عقب لقائه نظيره الأمريكي جون كيري، “بحثنا اليوم ما يجب فعله من أجل أن تبدأ هذه الاتفاقية بالعمل فعلياً، على شكل نشاط قواتنا الجوية الفضائية والقوات الجوية الأمريكية والتحالف الذي يقودونه”. وأكد لافروف أن الاتفاقات التي توصل إليها مع كيري في موسكو، “إذا ما أبصرت النور، ونحن نأمل ذلك، عندها يمكن ضمان توفير فصل المعارضين الطبيعيين عن إرهابيي داعش و جبهة النصرة “.
وفي السياق، أعلن لافروف، أن واشنطن تعلن بأنها قادرة على فصل المعارضة عن الجماعات الإرهابية في سوريا، “لكنها لم تتمكن من ذلك". وأضاف لافروف “نحن نواجه وضعاً، عندما أكد لنا الشركاء الأمريكيين منذ بداية العام، أنهم قادرون على فصل المعارضة، التي يتعاملون معها، عن الجماعات المسلحة، لكن حتى هذه اللحظة لم يحصل هذا”.
من جهة ثانية، أكد لافروف ضرورة الدعوة بأسرع ما يمكن لجولة جديدة من المفاوضات السورية، مشيراً إلى أن المبعوث الأممي إلى سوريا، ستافان دي ميستورا، لم يتمكن حتى الآن من جمع كل من يجب أن يحدد مصير سوريا على طاولة المفاوضات. وقال لافروف: “فيما يتعلق بلقاء اليوم بين ممثلي روسيا والولايات المتحدة الأمريكية ومنظمة الأمم المتحدة، فإنها مخصصة لضرورة بدء العمل بأسرع ما يمكن على الحزمة السياسية لحل الأزمة السورية، ووفقا لتلك الوثائق التي تمَّ تبنيها، يجب الدعوة بأسرع ما يمكن إلى جولة جديدة، بل أقول، الجولة الأولى، لأن المحاولات السابقة يصعب تسميتها جولات للمفاوضات، يجب الدعوة لجولة مفاوضات مبنية على المبادئ الموثقة في مجلس الأمن الدولي".
وأوضح الوزير الروسي أن هذا يعني مشاركة الحكومة بشكل كامل، وكافة قوى المعارضة بلا استثناء. كما أعلن لافروف أن دمشق مستعدة للعمل مع المعارضة ومنظمة الأمم المتحدة، مشيراً إلى أن “الهيئة العليا للمفاوضات تشغل موقفاً غير بناء”، موضحاً أن “وفدا الحكومة والمعارضة التي شكلت، في لقاءات موسكو والقاهرة مستعدان للعمل، واقترحوا أفكاراً على الورق سلمت لمنظمة الأمم المتحدة. لكن ما يعرف بالهيئة العليا للمفاوضات، التي شكلت في الرياض، تشغل موقفاً غير بناء، وهي لم تطرح أي أفكار، فقط طرحت إنذارات معروفة، لن تؤدي إلى أي نتيجة طيبة".

*-*
موسكو: 6 خروقات للهدنة في سوريا خلال اليوم الفائت
أعلن مركز "حميميم" لتنسيق المصالحة بين أطراف النزاع في سوريا عن رصد 6 انتهاكات للهدنة في ريفي دمشق وإدلب خلال اليوم الفائت، ونقلت قناة "روسيا اليوم" الفضائية عن المركز التابع لوزارة الدفاع الروسية في بيان إن 9 بلدات في محافظتي السويداء واللاذقية انضمت للهدنة، ليصل عدد البلدات والمناطق المنضمة لنظام المصالحة إلى 218، فيما لا يزال عدد المجموعات الملتزمة بالهدنة 61 دون زيادة. من جهة أخرى أكد المركز أن تنظيمي "جبهة النصرة" و"داعش" مستمران في محاولات إفشال الهدنة في سوريا، كما ذكر المركز أن تنظيم "جيش الإسلام" الذي ينسب نفسه إلى المعارضة السورية قصف بقذائف الهاون وراجمات الصواريخ عددا من البلدات في ريف دمشق منها دوما والنشابية وحوش الفارة وحتيتة الجراش، كما قصفوا حي جوبر في دمشق، كما قصف تنظيم "أحرار الشام" قرية الفوعة في ريف إدلب. وفي محافظة حلب، طال قصف الجماعات المسلحة المنتسبة للمعارضة عددا من الأحياء السكنية منها حي الشيخ مقصود وحي الزهراء وحي الخالدية، كما استهدفت منطقة تل جبقجة في ريف حلب. وورد في بيان "حميميم"، أنه تم إيصال 14 طنا من المساعدات الإنسانية تشمل الطحين والأرز واللحوم والأسماك المعلبة، إلى العائلات المحتاجة في ريفي حماه والسويداء. وجاء في بيان المركز أن طائرة روسية تابعة لشركة (أباكان إيرو) أنزلت بواسطة المظلات 15 عشر طنا من المساعدات الإنسانية من قبل للأمم المتحدة تحتوي على كميات من الحبوب والسكر والملح، على مدينة دير الزور المحاصرة من قبل إرهابيي "داعش".